استسلام مفاجئ لقراصنة خطفوا سفينة هندية قرب سواحل الصومال

إدانات عربية ودولية للهجمات الإرهابية في العاصمة مقديشو

استسلام مفاجئ لقراصنة خطفوا سفينة هندية قرب سواحل الصومال
TT

استسلام مفاجئ لقراصنة خطفوا سفينة هندية قرب سواحل الصومال

استسلام مفاجئ لقراصنة خطفوا سفينة هندية قرب سواحل الصومال

اعتقلت السلطات الصومالية 10 من أفراد مجموعة القراصنة التي اختطفت سفينة شحن هندية، بعدما أقنعتهم بالاستسلام، واستعانت بأهالي الـ3 المتبقين لإقناعهم بإلقاء السلاح. وأنقذت قوات الأمن المحلية سفينة الكوثر الهندية للشحن، لكن القراصنة الذين احتجزوها في وقت سابق من هذا الشهر هربوا، واصطحبوا معهم 9 من أفراد الطاقم لمقايضتهم بقراصنة مسجونين في الهند.
وقال حرسي يوسف بري، عمدة مدينة جالكعيو، في ولاية جلمدج، وهى ولاية اتحادية داخل الصومال تديرها قوات أمنية خاصة بها، إن 10 من القراصنة استسلموا بعد محاصرتهم، وتركوا 3 منهم فقط يحتجزون أفراد الطاقم المختطفين، مشيراً إلى أن قوات الأمن تمنع دخول الغذاء والماء إلى القراصنة، كما جلبت عائلاتهم إلى المكان ليقنعوا أبناءهم بالاستسلام، وأضاف: «القراصنة الثلاثة المتبقين سينصاعون لآبائهم في الساعات المقبلة؛ سننقذ أفراد الطاقم الـ9 قريباً، وسينضمون إلى زميليهم على متن السفينة».
كانت السلطات الصومالية قد أعلنت أن قواتها الأمنية أنقذت سفينة الشحن الهندية، لكن القراصنة أخذوا معهم أفراد الطاقم، البالغ عددهم 11، عندما هربوا إلى البر. وقال محمد هاشي أرابي، نائب رئيس ولاية جالمودوج: «هاجمنا السفينة الهندية وأنقذناها، لكن القراصنة أخذوا أفراد الطاقم الـ11. أنقذنا اثنين، وذهبوا بـ9 إلى منطقة تلال بين الهور وهرديري»، وأضاف أن الاثنين اللذين تم إنقاذهما كانا في سيارة اضطر القراصنة لتركها بعد مطاردتهم.
لكن قراصنة أبلغوا في المقابل وكالة «رويترز» بأنهم سيحتفظون بأفراد الطاقم كأوراق للمساومة، مقابل حرية قراصنة مسجونين في الهند. وقال قرصان يدعى سعيد: «شجعنا أصدقاءنا على الهرب مع الطاقم إذا هوجموا، من أجل مقايضتهم بالإفراج عن 117 قرصاناً مسجونين في الهند»، وأضاف: «نحن مستعدون لتعزيز أصدقائنا لكيلا تنقذ قوات جالمودوج أفراد طاقم السفينة الهندية الـ9».
واختطف القراصنة سفينة الكوثر مطلع الشهر الحالي، ضمن سلسلة هجمات مفاجئة شنها قراصنة صوماليون بعد سنوات مرت دون الإبلاغ عن حوادث.
إلى ذلك، استمرت أمس بيانات الإدانة العربية والدولية للهجمات الإرهابية التي استهدف إحداها القائد الجديد للجيش الوطني الصومالي في مقديشو، مما أسفر عن سقوط كثير من الضحايا بين قتيل وجريح. وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجيرات التي وقعت في العاصمة الصومالية مقديشو، مؤكداً على تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب الصومال، مقدماً العزاء لأسر الضحايا وللشقيقة الصومال، حكومةً وشعباً، مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل.
كما نددت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، بشدة بهذه الهجمات، وأكدت على وقوفها حكومة وشعباً مع حكومة وشعب الصومال في مواجهة الإرهاب. ومن جانبه، أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، على التزامها بمساندة الجهود التي تقوم بها الحكومة الصومالية لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في البلاد، وتطوير قدرات قواتها الأمنية والعسكرية في سياق ما أعلن عنه الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، من القضاء على الإرهاب في كل أنحاء البلاد.
واعتبر أبو الغيط، في بيان له، أن مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى تعطيل مسيرة إعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية لن تحقق أغراضها، لافتاً إلى أن الجامعة العربية ستبقى ملتزمة بالوقوف إلى جانب الصومال، ودعمه في كل ما من شأنه أن يسهم في الحفاظ على الأمن، وتطوير قدراته الذاتية من أجل مكافحة الإرهاب، والتصدي للتهديد الذي تمثله حركة الشباب. ورحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بما وصفه بـ«اليقظة الدائمة للجيش الوطني الصومالي وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم)، مما سمح بنجاة قائد الجيش».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».