وثيقة يمنية تدعو الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها إزاء التخريب الحوثي في الحديدة

وثيقة يمنية تدعو الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها إزاء التخريب الحوثي في الحديدة
TT

وثيقة يمنية تدعو الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها إزاء التخريب الحوثي في الحديدة

وثيقة يمنية تدعو الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها إزاء التخريب الحوثي في الحديدة

كشف مسؤول محلي أن السلطات في محافظة الحديدة اليمنية تعكف على إعداد وثيقة موقعة من أبناء المحافظة وأعيانها، يطالبون عبرها الأمم المتحدة بالتدخل السريع والإشراف المباشر على ميناء الحديدة، وتحمّل مسؤولية وقف الأعمال العدائية من الانقلابيين.
وقال وليد القديمي، وكيل أول محافظة الحديدة، إن الحكومة اليمنية ستقدم الوثيقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الأسبوع المقبل، مضيفاً أن الوثيقة تشدد على ضرورة تحرك الأمم المتحدة من خلال إرسال مندوبين لمراقبة ورصد جميع أعمال التخريب والكوارث التي تحدثها الميليشيات في المحافظة، إضافة إلى منع الميليشيات من العبث بالمعونات والمساعدات التي ترسل عبر ميناء الحديدة وبيعها في السوق السوداء، أو من خلال إرسالها إلى عناصرها في الجبهات.
وقال وكيل محافظة الحديدة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الوثيقة المزمع إرسالها للأمم المتحدة ستركز على نقاط رئيسية، في مقدمتها الوضع الراهن للمحافظة التي تعاني من أعمال تخريبية في المنشآت الرئيسية والحيوية كافة، والتي كان آخرها ضرب أنبوب النفط في مديرية التربة، ما أدى إلى كارثة إنسانية وبيئية كبيرة توفي بسببها 12 مواطناً، وأصيب 135 مدنياً بحروق من الدرجة الأولى، وقرابة 35 آخرين بإصابات بالغة».
ودعا القديمي، إلى تحرك دولي لوقف هذه الانتهاكات بحق المواطنين والحياة البيئية في الحديدة التي تعرض قطاع الزراعة فيها إلى ضربة موجعة جرّاء تسرب النفط واشتعال النيران، خصوصاً أن المديرية تعتمد بشكل مباشر على ما تنتجه الأرض من محاصيل زراعية، إضافة إلى التأثير المباشر على الأمن الاقتصادي لليمن، إذ يمتد هذا الأنبوب من محافظة مأرب إلى السفينة «صافرة» في البحر، لافتاً إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي اطلع على واقعة تفجير الأنبوب، وستتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة والسريعة لوقف هذه التجاوزات.
وأشار وكيل محافظ الحديدة، إلى أن إتلاف أبنوب النفط في مديرية تربة جاء بالتزامن مع اقتراب الجيش اليمني وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية من محافظة الحديدة من اتجاهين رئيسيين هما المخا وميدي، وتضييق الخناق على ميليشيات الحوثي وصالح في المحافظة، إضافة إلى تقدم بوارج قوات التحالف العربي الحربية إلى بعد أميال من ميناء الحديدة، كما تبعد عن المخا قرابة 65 كيلومتراً، ومن جهة ميدي نحو 155 كيلومتراً.
ولفت إلى أن التحركات العسكرية للجيش اليمني، دفعت الانقلابيين إلى تكثيف أعمال التخريب في المدينة بشكل واسع، الأمر الذي تطلب وقفة وتحركاً سريعاً من السلطة المحلية لمواجهة هذه الأعمال، والتوجه بشكل مباشر إلى الأمم المتحدة لمراقبة الميناء والإشراف عليه، مضيفاً أن هذا التحرك يأتي للمحافظة على مؤسسات الدولة التي سيطرت عليها الميليشيات ومنها ميناء المدينة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.