4 فوائد اقتصادية متوقعة من مشروع القديّة

يشكل إضافة جديدة لاقتصاد المملكة ويوسع من قاعدة تنويع مصادر الدخل

مشروع القديّة ترجمة تنفيذية للخطط التي وضعتها السعودية نحو تحقيق أهداف اقتصادية في خطتها الاستراتيجية «رؤية 2030} (تصوير: خالد الخميس)
مشروع القديّة ترجمة تنفيذية للخطط التي وضعتها السعودية نحو تحقيق أهداف اقتصادية في خطتها الاستراتيجية «رؤية 2030} (تصوير: خالد الخميس)
TT

4 فوائد اقتصادية متوقعة من مشروع القديّة

مشروع القديّة ترجمة تنفيذية للخطط التي وضعتها السعودية نحو تحقيق أهداف اقتصادية في خطتها الاستراتيجية «رؤية 2030} (تصوير: خالد الخميس)
مشروع القديّة ترجمة تنفيذية للخطط التي وضعتها السعودية نحو تحقيق أهداف اقتصادية في خطتها الاستراتيجية «رؤية 2030} (تصوير: خالد الخميس)

يشكل مشروع القديّة ترجمة تنفيذية للخطط التي وضعتها السعودية نحو تحقيق أهداف اقتصادية في خطتها الاستراتيجية «رؤية 2030»، والتي أشار لها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، في الإعلان عن المشروع، وتتمثل في 4 فوائد اقتصادية، وهي تحقيق استثمارات نوعية ومتميّزة، وتنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد مزيد من الفرص الوظيفية للشباب.
ويعزز مشروع القديّة توجه السعودية نحو تنويع مصادر الدخل من خلال قطاعات جديدة، كانت «رؤية 2030» قد تضمنتها، حيث، وبحسب الإعلان، سيكون صندوق الاستثمارات العامة المستثمر الرئيسي في المشروع، إلى جانب نخبة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين، وهو ما يوضح توجه المملكة نحو زيادة جاذبيتها بوصفها مركزا عالميا مهما في جذب الاستثمارات الخارجية.
وقال الخبير الاقتصادي السعودي فضل البوعينين إن آلية عمل صندوق الاستثمارات تتضمن وجود استثمارات محلية واستثمارات خارجية، وإن مشروع القديّة يأتي في سياق الاستثمارات المحلية التي تحقق أكثر من جانب؛ منها تنويع مصادر الدخل للصندوق، إضافة إلى مساهمة الصندوق في التنمية الداخلية، مما يخلق قطاعات قوية، قادرة على المساهمة في عوائد الصندوق بشكل واسع.
وزاد البوعينين في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن القطاع السياحي الذي يتضمن الترفيه والأعمال والإيواء هو الأكثر قدرة على المساهمة في توسيع مصادر الدخل، وهو الأكثر قدرة أيضا على استيعاب مثل هذه المشاريع التي تتضمن استثمارات ضخمة، مما يجعله من أكثر القطاعات المؤثرة في دعم النمو الاقتصادي بالسعودية.
وتابع أنه «وفقا لدراسة أعدت من قبل إدارة البحوث في (مؤسسة النقد العربي السعودي)، فإن القطاع السياحي المحرك الأكثر خلقا للوظائف، وهو ما يتحقق في عدد من دول العالم، التي ساهمت فيها السياحة في توليد وظائف كثيرة، كما أنه يسهم بشكل كبير في تحقيق عوائد مرتفعة، ويرفع تنافسية المملكة»، وأضاف الخبير الاقتصادي: «عند قياس دول أخرى، يتضح أن السياحة محرك رئيسي للاقتصاد».
وأكد البوعينين أن مشروع القديّة سيكون نواة لمشاريع سياحية كبرى في السعودية التي استطاعت أن تبني مدناً صناعية وحققت نجاحاً كبيراً فيها، في الوقت الذي سيكون فيه المشروع الجديد نموذجا لبناء مشاريع أخرى في المملكة، في ظل الطلب الداخلي الكبير على مثل هذه المشاريع، مما يجعل الأمر جاذباً لرؤوس الأموال الأجنبية.
ويسهم مشروع «القديّة»، إضافة إلى أنه من المشاريع التي تدفع نحو توجه البلاد، في تنويع مصادر الدخل عبر الاستثمار في المشروع الذي يأخذ منحى سياحيا ترفيهيا، الأمر الذي يجعله مقصداً للسياح وبالتحديد من دول مجلس التعاون من السعودية والساكنين في منطقة الرياض، الذين بلغ عددهم نحو 8 ملايين نسمة، وهو ما يعزز وضع العاصمة السعودية بوصفها وجهة مناسبة للعمل والاستثمار والسكن.
وسيكون انعكاس الحركة على القطاعات الترفيهية والسياحية في فرص استثمارية ورفع كفاءة القطاعات غير النفطية في السعودية، وهو أحد الأهداف المرصودة في الاستراتيجية الجديدة لتعزيز الاقتصاد السعودي، ودفع مسيرة النمو الاقتصادي، والتأثير الذي يمكن أن يتحقق من انتعاش قطاعات جديدة تضاف ضمن القطاعات النشطة في الاقتصاد الوطني.
كما يسهم مشروع «القديّة» في توليد وظائف متنوعة بشكل مباشر وغير مباشر في القطاع السياحي بما يتعلق بالوظائف الفندقية والإسكان، والوظائف المتعلقة بقطاع الرياضة، حيث يحتوى المشروع على مشاريع رياضية؛ من ضمنها رياضة السيارات، بالإضافة إلى الوظائف التقنية التي ستتوفر من خلال ما يتضمنه من ألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوغرام ثلاثي الأبعاد، والوظائف التي قد تنشأ من المناسبات والفعاليات التي قد يحتضنها المشروع.
وصمم المشروع بأحدث المواصفات العالمية، وهو الأكبر في العالم من نوعه، والمقرر وضع حجر الأساس له مطلع العام المقبل، وافتتاح المرحلة الأولى منه في عام 2022.
وصندوق الاستثمارات العامة هو المستثمر الرئيسي في المشروع، إلى جانب نخبة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين. ومن المتوقع أن يحدث نقلة نوعية في السعودية، ويدعم توجهات الدولة ورؤيتها الهادفة إلى تحقيق مزيد من الازدهار والتقدم للمجتمع، والمضي قدماً في الارتقاء بمستوى الخدمات بالعاصمة الرياض لتصبح واحدة ضمن أفضل مائة مدينة للعيش على مستوى العالم.
وأعلن في السعودية عن إطلاق أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في السعودية بمنطقة «القِدِيّة»، حيث تٌعّد الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلومترا مربعا، بما في ذلك منطقة «سفاري» كبرى، وهو ما يأتي ضمن الخطط الهادفة إلى دعم «رؤية السعودية 2030» بابتكار استثمارات نوعية ومتميّزة داخل البلاد تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد مزيد من الفرص الوظيفية للشباب.



تحسن نشاط الأعمال في منطقة اليورو

منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
TT

تحسن نشاط الأعمال في منطقة اليورو

منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)

شهد نشاط الأعمال في منطقة اليورو تحسناً ملحوظاً هذا الشهر، فقد عاد قطاع الخدمات المهيمن إلى النمو، مما ساهم في تعويض الانكماش المستمر في قطاع التصنيع.

وارتفع «مؤشر مديري المشتريات المركب الأولي» لمنطقة اليورو، الذي تُعِدّه «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 49.5 في ديسمبر (كانون الأول) الحالي من 48.3 في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رغم أنه بقي دون مستوى الـ50 الذي يفصل بين النمو والانكماش. وكان استطلاع أجرته «رويترز» قد توقع انخفاضاً إلى 48.2.

وقال سايروس دي لا روبيا، كبير خبراء الاقتصاد في بنك «هامبورغ التجاري»: «نهاية العام جاءت أكثر تفاؤلاً مما كان متوقعاً بشكل عام. عاد نشاط قطاع الخدمات إلى منطقة النمو، مع تسارع ملحوظ في التوسع، مشابه للتوسع الذي شهدناه في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين».

وارتفع مؤشر قطاع الخدمات إلى 51.4 من 49.5، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى استقرار الوضع عند مستويات نوفمبر الماضي. ومع ذلك، فقد أظهرت البيانات أن الشركات لا تتوقع تحسناً سريعاً في النشاط؛ إذ حافظت على استقرار أعداد الموظفين بشكل عام، فقد تراجع مؤشر التوظيف في قطاع الخدمات إلى 50.1 من 51.0.

في المقابل، استقر مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع، الذي ظل دون 50 منذ منتصف عام 2022، عند 45.2 في نوفمبر، وهو أقل بقليل من توقعات الاستطلاع البالغة 45.3. كما تراجع مؤشر الناتج، الذي يغذي «مؤشر مديري المشتريات المركب»، إلى 44.5 من 45.1.

وأضاف دي لا روبيا: «لا يزال الوضع في قطاع التصنيع متدهوراً، فقد انخفض الناتج بوتيرة أسرع في ديسمبر الحالي مقارنة بأي وقت سابق من هذا العام، كما تراجعت الطلبات الواردة أيضاً».

وفي إشارة إلى استمرار تدهور الوضع، تواصل تراجع الطلب على السلع المصنعة في منطقة اليورو، فقد انخفض مؤشر الطلبات الجديدة إلى 43.0 من 43.4.

ومع ذلك، أظهرت البيانات تحسناً في التفاؤل العام، حيث ارتفع «مؤشر التوقعات المستقبلية المركب» إلى أعلى مستوى له في 4 أشهر، مسجلاً 57.8 مقارنة بـ56.1 في الشهر السابق.

وفي فرنسا، انكمش قطاع الخدمات بشكل أكبر في ديسمبر، رغم تباطؤ وتيرة الانكماش، وفقاً لمسح تجاري أجرته «ستاندرد آند بورز غلوبال». وارتفع «مؤشر نشاط الأعمال لقطاع الخدمات» التابع لمؤسسة «إتش سي أو بي» إلى 48.2 في ديسمبر من 46.9 في نوفمبر الذي سبقه، متجاوزاً بذلك توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 46.7.

كما شهد القطاع الخاص الفرنسي الأوسع تحسناً طفيفاً، حيث ارتفع «مؤشر الناتج المركب لقطاع إدارة المشتريات» إلى 46.7 من 45.9، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 45.9. ومع ذلك، تراجع نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 55 شهراً عند 39.6 مقارنة بـ41.1 في الشهر السابق.

وفي هذا السياق، قال طارق كمال شودري، الخبير الاقتصادي في بنك «هامبورغ التجاري»: «يظل قطاع الخدمات في حالة من الغموض، وباستثناء مدة قصيرة خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، فقد واجه مقدمو الخدمات صعوبة في تحقيق زخم للنمو».

وأشار المشاركون في الاستطلاع إلى أن عدم الاستقرار السياسي، وضعف ظروف الطلب، كانا من أبرز التحديات التي ساهمت في انخفاض حاد بالتوظيف. وبيّن الاستطلاع أنه رغم التحسن الطفيف في ثقة الأعمال، فإن التوقعات لا تزال ضعيفة في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي.

أما في ألمانيا، فقد تراجع التباطؤ الاقتصادي بشكل طفيف في ديسمبر، لكن نشاط الأعمال ظل في حالة انكماش للشهر السادس على التوالي. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات الألماني المركب»، الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 47.8 من 47.2 في نوفمبر، رغم أنه ظل في منطقة الانكماش. وكان المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا قراءة تبلغ 47.8.

كما ارتفع مؤشر نشاط الأعمال لقطاع الخدمات في ألمانيا إلى 51 خلال ديسمبر من 49.3 في نوفمبر، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 49.4. وفي هذا السياق، قال دي لا روبيا: «يمثل هذا التحسن في قطاع الخدمات توازناً جيداً مع تراجع الناتج الصناعي السريع، مما يبعث بعض الأمل في أن الناتج المحلي الإجمالي قد لا يكون قد انكمش في الربع الأخير من العام».

وكانت ألمانيا قد تفادت الركود الفني في الربع الثالث، لكن الحكومة تتوقع انكماش الناتج بنسبة 0.2 في المائة عام 2024 عموماً، مما يجعلها متخلفة عن بقية الاقتصادات العالمية الكبرى. وعانى الاقتصاد الألماني من تأثيرات ازدياد المنافسة من الخارج وضعف الطلب وتباطؤ الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، أدى الخلاف حول الموازنة إلى إسقاط الائتلاف الثلاثي في البلاد، مما ترك أكبر اقتصاد في أوروبا في حالة من الغموض السياسي حتى الانتخابات المبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وقال دي لا روبيا: «لم يقدم قطاع التصنيع أي مفاجآت إيجابية في العطلات. هذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى الأخبار السلبية المستمرة حول الشركات التي تخطط لإعادة الهيكلة».

كما تدهور مؤشر التصنيع قليلاً، حيث انخفض إلى 42.5 من 43 في الشهر السابق، وظل بعيداً عن مستوى النمو. وكان المحللون يتوقعون زيادة طفيفة إلى 43.3.