مصر تدعو إلى تجنب «مخاطر التصعيد»

طالبت واشنطن وموسكو بالتحرك «على أساس الشرعية الدولية» لدعم الحل

مصر تدعو إلى تجنب «مخاطر التصعيد»
TT

مصر تدعو إلى تجنب «مخاطر التصعيد»

مصر تدعو إلى تجنب «مخاطر التصعيد»

تجنبت القاهرة إعلان موقف صريح من الرد العسكري الأميركي على الهجوم الكيماوي على ريف إدلب، واكتفت بالدعوة إلى تجنب «مخاطر التصعيد»، مطالبة موسكو وواشنطن بـ«التحرك الفعال على أساس مقررات الشرعية الدولية» للوصول إلى حل سياسي للأزمة.
ونفذ الجيش الأميركي، مساء أول من أمس، عشرات الضربات بصواريخ من طراز «توماهوك» على قاعدة الشعيرات الجوية التي يسيطر عليها النظام السوري، رداً على الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة الثلاثاء الماضي، في أكبر تحرك مباشر من واشنطن في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أمس، إنها تتابع: «بقلق بالغ تداعيات أزمة خان شيخون التي راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين الأبرياء بتأثير الغازات السامة المحرمة دولياً، وما ترتب على ذلك من تطورات خطيرة». وأضافت أن «مصر تؤكد أهمية تجنيب سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة؛ حفاظاً على سلامة شعوبها، وترى ضرورة سرعة العمل على إنهاء الصراع العسكري في سوريا؛ حفاظاً على أرواح الشعب السوري الشقيق ومقدراته، وذلك من خلال التزام الأطراف السورية كافة بالوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة».
ودعت الولايات المتحدة وروسيا إلى «التحرك الفعال على أساس مقررات الشرعية الدولية، وما تتحلى به الدولتان من قدرات؛ لاحتواء أوجه الصراع والتوصل إلى حل شامل ونهائي للأزمة السورية التي تفاقمت على مدار السنوات الست الماضية، وتكلفتها الباهظة في الأرواح، وتشريد المواطنين السوريين واتساع رقعة التدمير؛ وهو الأمر الذي بات ملحاً لإخراج سوريا من المنزلق الخطير الذي تواجهه، وذلك انطلاقاً من مسؤولياتهما تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين».
وكانت القاهرة أدانت الأربعاء الماضي «القصف العشوائي الذي تعرضت له بلدة خان شيخون» في ريف محافظة إدلب. لكن بيانها خلا من توجيه أصابع الاتهام إلى أي من أطراف الصراع في سوريا، مكتفياً بالإشارة إلى أن «المشاهد المؤلمة إنسانياً، وغير المقبولة، التي تناقلتها وسائل الإعلام من جراء هذا القصف، تؤكد مرة أخرى أهمية دعم التسوية السياسية للأزمة السورية في أسرع وقت على أساس قرارات الشرعية الدولية».
وأعرب الناطق باسم الخارجية، أحمد أبو زيد، في تصريح، أول من أمس، عن قلق بلاده وعدم ارتياحها من «حالة الاستقطاب داخل مجلس الأمن حول قصف خان شيخون»، مشيراً إلى أن القاهرة ترى أن «احتدام الاستقطاب بات يعيق مجلس الأمن عن وضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب السوري».
وأكد أن «مصر ستظل تضع مصلحة الشعب السوري في مقدمة أولوياتها حينما تتعامل مع مشروعات القرارات التي يتم وضعها بشأن سوريا في مجلس الأمن؛ اتساقاً مع مبادئها ومواقفها المعلنة تجاه الأزمة السورية منذ بداية اندلاعها، وانطلاقاً من مسؤوليتها كعضو في مجلس الأمن مسؤول عن ضمان احترام ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والحفاظ على السلم والأمن الدوليين».
وأعرب أبو زيد عن الأسف «لكون الأوضاع الإنسانية للشعب السوري باتت رهينة للخلافات داخل مجلس الأمن»، لافتاً إلى أن «مصر ستستمر في بذل الجهد لتقريب المواقف بهدف التوصل إلى التوافق المطلوب لاعتماد قرار يعكس الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي، وستتخذ في النهاية القرار الذي ترى فيه تحقيق مصلحة للشعب السوري».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).