سيرينا الشامي: لا تختلف أدوات الممثل مهما كان نوع العمل الذي يقدّمه

قالت الممثلة اللبنانية سيرينا الشامي إن أدوات الممثل لا يجب أن تختلف مهما كان نوع العمل الذي يقدّمه، فالمفروض أن يتمتّع بثبات كبير في هذه الناحية. وأوضحت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما يتغيّر في الموضوع هو طبيعة الشخصية التي يلعبها وما يتطلّبه من أداء مناسب حسب خطوطها العريضة. فقدرة تجسيده الدور وعلى المستوى المطلوب، هو الأمر الذي يجب أن يتحلّى به الممثل إن في عمل درامي أو سينمائي ومسرحي». ورأت سيرينا التي تطلّ حاليا على جمهورها في ثلاثة أعمال مرة واحدة وهي فيلم «محبس» ومسلسل «الشقيقتان» ومسرحية «كيف كان العشا؟»، أنها تستمتع بالأجواء التي تسود كلّ عمل من أعمالها لا سيما أنها تختار أدوارها بدقّة.
«في مسلسل (الشقيقتان) وافقت دون تردّد على المشاركة فيه كون مخرجه هو سمير حبشي الذي أكنّ له كلّ احترام. فيما كان دوري في فيلم (محبس) لصوفي بطرس أول تجربة سينمائية لي، وقد تملّكني حماس كبير كوني سأقف فيها إلى جانب أستاذتي في الجامعة والممثلة المحترفة جوليا قصّار. أما مسرحية (كيف كان العشا؟) فهي تمثّل تعاونا جديدا لي مع مخرجها كارلوس شاهين الذي سبقه آخر العام الماضي بعنوان (بستان الكرز) فأنا معجبة بأسلوبه المسرحي إلى حدّ كبير».
وعن دورها في مسلسل «الشقيقتان» قالت: «هو دور يحمل الكثير من المشاهد الدرامية المتعبة، فحنان (اسمها في المسلسل) تمرّ بحالات نفسية عدّة وهو الأمر الذي تطلّب منّي جهدا كبيرا وألقى بظلاله علي شخصيا، كوني تعاطفت معها وتقمصّت حالتها بتفاصيلها الصغيرة فشعرت بالإنهاك».
وسبق لسيرينا أن تعاونت مع سمير حبشي في مسلسلي (أحمد وكريستينا) و(أبرياء ولكن)، إلا أن دورها في المسلسل الحالي سلّط عليها الأضواء بشكل مباشر فتابعتها نسبة كبيرة من المشاهدين. أعتقد أن الناس تنبّهت إلي في هذا العمل أكثر من غيره لأسباب عدّة وفي مقدّمها أنه يعرض على شاشة تلفزيونية رائدة (إل بي سي آي) والتي تحظى بنسبة مشاهدة عالية. كما أن فريق العمل لعب دورا هاما في هذا الموضوع إذ أن بطليه نادين الراسي من ناحية وباسم مغنية من ناحية ثانية يتمتعان بشعبية عالية. وعن الفرق الذي تلمسه كممثلة من خلال مشاركتها في أعمال تتراوح ما بين السينما والتلفزيون والمسرح أجابت: «العمل التلفزيوني يسوده نوع من السرعة رغم أنه يستغرق وقتا أطول. فيمكن أن نصوّر خمسة عشر مشهدا في ظرف يوم واحد يحمل كلّ منها أحاسيس مختلفة، مما ينعكس تعبا نفسيا وجسديا على صاحبه. بينما في السينما نصوّر ثلاث دقائق في يوم واحد لأن الكاميرا تأخذنا عن قرب وتبرز أي حركة نقوم بها، وهنا تلعب الميزانية دورها أيضا، إذ عادة ما تكون مرتفعة أكثر من تلك التي ترصد لأعمال التلفزيون والمسرح، فيعمل الممثلون براحة أكبر فبرأيي السينما هي نوع من أنواع الرفاهية بالنسبة له».
وتضيف سيرنا الشامي والمتزوجة من الممثل والمغني فؤاد يمين: «أما المسرح فأعتبره مجالا يرتكز على شغف الممثل أكثر من أي عنصر آخر، فيؤمّن له فسحة من المشاعر والحركة تكون بمثابة وقفة فنيّة مع الذات. فصحيح أنه لا مردود ماديا يذكر في هذا الإطار، إلا أنه يحمل في المقابل جانبا لا يستهان به من الإيجابية بفضل وجود التفاعل المباشر ما بينه وبين جمهوره الموجود على بعد أمتار قليلة منه».
وماذا عن فريق العمل فهل يمكن أن يؤثّر على أداء الممثل؟ تردّ: «هو العنصر الأهم خلال مزاولتنا عملنا التمثيلي مهما كانت طبيعة الدور الذي نقوم به. فوجودنا معا بشكل مستمر ولفترة طويلة يولّد بيننا علاقة غير عادية نستفيد منها أحيانا كثيرة لتطوير أدائنا خصوصا إذا تضمنت أشخاصا محترفين. فأنا شخصيا أستمتع بمراقبة هؤلاء الناس وأصغي إلى ملاحظاتهم بدقة، كما أتحدث معهم في أمور فنيّة مختلفة فأكتسب من خبراتهم مما يصقل مشواري ويعزّز تجربتي التمثيلية». وعن تجربتها السينمائية مع صوفي بطرس في فيلم «محبس» تقول: «كان من حظّي أن أتعامل مع شخصين محترفين كصوفي بطرس (المخرجة) وناديا عليوات (الكاتبة)، فهما وضعا الفريق على الطريق المستقيم منذ اللحظة الأولى لمباشرتنا بتصوير هذا العمل. فقد حضّرتا النصّ بعد أن استعانتا بـ(سكريبت دكتور) أي مع خبير مختصّ في هذا المجال. وكذلك قامتا بعملية (كاستينغ) رائعة فاختارتا ممثلين مناسبين لكل دور كبسام كوسا ونادين خوري وبيتي توتل وجوليا قصّار الذين أعدهم جميعا أساتذة تمثيل إن في لبنان أو العالم العربي». وعمّا أضافت إليها هذه التجربة أجابت: «هي أول تجربة سينمائية لي ورغم ذلك خرجت منها بخبرة عالية في مجال التمثيل ككلّ. كما علّمتني متى أنتقد نفسي والعكس، فأنا من الممثلين الذين لا يحبّون مشاهدة أنفسهم لأنني متطلّبة وأشعر دائما أنه في إمكاني أن أعطي الأفضل. ولكن ومن خلال فيلم (محبس) تبدّد ذلك الخوف من داخلي وصرت أراقب نفسي بموضوعية وبمسؤولية كبيرتين، فأن أعمل إلى جانب فريق بهذا المستوى الرفيع زادني ثقة بنفسي وأنا سعيدة جدا بذلك».
وتؤدّي سيرينا في مسرحية «كيف كان العشا؟» دور المرأة المتزوّجة التي تكتشف بين ليلة وضحاها أن زوجها مغرم بامرأة أخرى فينفصل عنها. وتعلّق: «يكمن جمال هذه المسرحية كونها قريبة من كلّ واحد منّا، فيرى نفسه في إحدى الشخصيات الأربع محور المسرحية. كما أن قصّتها حبكت بجمالية رغم أنها تتضمن مشاهد جريئة وأخرى تنبّهنا إلى حالات نعيشها في حياتنا اليومية دون أن تتعرّض لقيمنا الاجتماعية، بل تجعلنا نحاسب أنفسنا ونفكّر في مغزاها بصورة تلقائية».
وعن مشاريعها الجديدة أكدت سيرينا الشامي أنها تستعد للمشاركة في مسرحية من نوع العمل التوثيقي مع زميلتها سحر عساف التي تخرجها وتتناول موضوع الاتجار بالبشر من خلال حادثة (شي موريس) التي شغلت الرأي العام اللبناني العام الماضي. «هو مشروع خاص بالجامعة الأميركية في بيروت وسيتم عرضه في الثامن من شهر أبريل (نيسان) المقبل على مسرح الجامعة».