الصادق المهدي يرفض السفر إلى واشنطن احتجاجاً على «حظر السفر»

اتهم الإدارة الأميركية بالمشاركة في تقوية التنظيمات الإرهابية

الصادق المهدي يرفض السفر إلى واشنطن احتجاجاً على «حظر السفر»
TT

الصادق المهدي يرفض السفر إلى واشنطن احتجاجاً على «حظر السفر»

الصادق المهدي يرفض السفر إلى واشنطن احتجاجاً على «حظر السفر»

اعتذر الزعيم السياسي والديني، رئيس حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة السودانية، الصادق المهدي عن عدم المشاركة في اجتماعات «نادي مدريد» التي تنعقد بالولايات المتحدة الأميركية؛ وذلك احتجاجاً على السياسات الأميركية الجديدة بحظر سفر رعايا ست دول إسلامية إلى أميركا، ومن بينها السودان، باعتبارها استهدافا «للسودانيين والمسلمين».
ويضم نادي مدريد تجمعاً من نحو مائة من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات السابقين، من قرابة 60 دولة حول العالم، ويسعى إلى توفير حلول للمشكلات والأزمات التي تواجه دول العالم.
وقال رئيس الوزراء السوداني السابق، وزعيم طائفة الأنصار الدينية، إحدى أكبر الطوائف في البلاد، في رسالة بعث بها إلى الأمينة العامة لنادي مدريد، إنه لن يسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن تحجم السلطات الأميركية عن ممارسة ما أسماه «العقوبات الجماعية». وأضاف: «إنني أرفض التعرض للإذلال المتوقع في معاملة الأشخاص الذين يحملون الجنسية السودانية، والعقيدة الإسلامية».
بيد أن المهدي، الذي يشغل منصب إمام طائفة الأنصار، إحدى أكبر الطوائف الدينية في السودان، اعترف بتورط من أسماهم «بعض المنحرفين من المسلمين» في الأعمال الإرهابية. وقال إن «هناك بعض المنحرفين من المسلمين متورطون في هذه الأعمال، لكن لم يكن بمقدورهم الوصول إلى هذا المدى من دون الروافع الدولية، وبخاصة الأميركية منها».
وأبدى المهدي، وفقاً لنشرة وزعتها نجلته ونائبته في رئاسة الحزب مريم، عزوفه عن السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، واعتبر السياسات الأميركية الجديدة استهدافاً شخصياً له، وقال: «بصفتي أحد الأشخاص الذين تستهدفهم السياسات الأميركية الجديدة، فإنني لست على استعداد للسفر إلى أميركا في هذه الظروف غير المرحبة، أرجو قبول عذري في عدم حضور نادي مدريد القادم، وتقبلوا أمنياتي بعقد اجتماع موفق للجمعية العمومية لنادي مدريد، وتحياتي لك ولكافة الأعضاء والعضوات الأفاضل لنادي مدريد».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.