فيكتوريا بيكام تصمم لمحلات «تارغيت» الأميركية

فيكتوريا بيكام
فيكتوريا بيكام
TT

فيكتوريا بيكام تصمم لمحلات «تارغيت» الأميركية

فيكتوريا بيكام
فيكتوريا بيكام

في العادة تُكلف قطعة أزياء أو إكسسوارات بتوقيع فيكتورياa بيكام مئات الدولارات وتتعدى الألف أحيانا، لكن لحسن حظ المعجبات بأسلوبها أنها التحقت بالحركة الديمقراطية التي تشهدها الموضة منذ سنوات، وتعاونت مؤخرا مع «تارغيت». فمن المقرر أن تُطرح تشكيلتها في المحلات الأميركية خلال أيام معدودات بأسعار لا تتعدى 70 دولارا على الأكثر. وتقول المصممة بأن المجموعة ستشمل أكثر من 150 تصميما موجها للمرأة والأطفال معترفة بأن طفلتها، هاربر، كانت مُلهمتها. الجميل فيها ليس أسعارها التي ستكون في متناول الأغلبية فحسب، بل أيضا أنها موجهة لكل المقاسات والمقاييس بالنظر إلى الصور الأولية. فالمصممة التي تتبنى المقاس النحيف جدا في خطها الرئيسي، وضعت نصب عينيها عند تصميمها هذه المجموعة أن المحلات تخاطب كل الشرائح، وبالتالي لم تتجاهل المرأة الممتلئة.
في لقاء صحافي صرحت فيكتوريا بيكام أنها سعيدة بأن تقدم تشكيلة متكاملة للمرأة بأسعار مقدور عليها. وأضافت أيضا أن أكثر ما يُسعدها أن تراها مستمتعة بها وتستعملها بشكل يومي «فهي بتصاميم تجمع الأناقة والعملية وستنقلها من النهار إلى المساء بسهولة» حسب قولها، مضيفة أنها أخذت بعين الاعتبار كل التفاصيل بما في ذلك نوع الأقمشة بحكم أنها أم وامرأة عاملة قبل أن تكون مصممة أزياء.
وتلتحق فيكتوريا بيكام بمجموعة من المصممين الذين صمموا لـ«تارغيت» فيما يبدو أنه أصبح تقليدا تستفيد منه المحلات والمصممين على حد سواء، ويصب في صالح الزبون. فالمحلات تحصل على دعاية مجانية والمصمم يستقطب زبناء جددا ربما لم يسمعوا به من قبل فيما يحصل الزبون على أزياء من مصمم يتابعون إبداعاته بإعجاب من بعيد من مُنطلق أن «العين بصيرة واليد قصيرة».
ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن المصممة البريطانية لم تكن لتقبل هذه الخطوة في بداية مشوارها، ليس لأنها غير مُجدية بل خوفا من التقليل من شأنها. الفرق أنها ضمنت مكانتها بين الكبار، أو بالأحرى مكانة خطها الرئيسي الذي قد يصل فيه سعر فستان إلى 1500 جنيه إسترليني، وبالتالي يمكنها أن تتنازل وتخاطب الجماهير وصغار السن.
وكانت «تارغيت» مثل «إتش أند إم» السويدية بدأت تتبع هذا التقليد، القائم على التعاون السنوي مع مصمم معروف، منذ سنوات بحيث سبق لها التعاون العام الماضي مع الثنائي «بيتر بيلوتو» وقبلهما مع فيليب ليم، جون بول غوتييه، دار «ميسوني» وهلم جرا من الأسماء المعروفة.
ولا يخفى على أحد أن الفكرة مبنية على المصلحة ومبدأ الإفادة والاستفادة. فمهما صرح المصمم أنه يريد أن يكون ديمقراطيا ويرغب في التقرب من نوعية جديدة من الزبائن أو استقطاب الصغار منهم، فإن الواقع يقول بأن العملية تدر عليهم أموالا تساعد على تمويل خطوطهم الرئيسية. وهذا ما يُنعش هذه الظاهرة التي تتزايد بشكل ملحوظ.



ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
TT

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

بوصفها أول مديرة إبداعية يجري تعيينها لقسم الأكسسوارات والسلع الجلدية في «بولغاري» للجواهر، لم يكن أمام المصمِّمة اليونانية الأصل، ماري كاترانتزو أي خيار سوى العودة إلى جذور الدار لتستوحي من تاريخها ما يزيد من وهجها وبريقها. لم تكن المهمة صعبة؛ نظراً لتاريخ يمتد على مدى قرون، ويحوي ما لا ينضب من الأفكار والأحجار الكريمة. بعد تفكير، وجدت أن حمامات كاراكالا، واحدة من عجائب روما السبع في العصور القديمة، وزهرة الكالا بشكلها العجيب، تُشَكِّلان نَبْعَيْنِ يمكن أن تنهل منهما، ومن هنا جاءت التسمية التي أطلقتها على المجموعة «كالا».

ماريا كاترانتزو وحقيبة مرصعة بالأحجار تجسد فسيفساء حمامات كاراكالا (بولغاري)

عندما أعلنت «بولغاري» في شهر أبريل (نيسان) الماضي التحاق ماري كاترانتزو، بها مديرةً فنيةً للمنتجات الجلدية والأكسسوارات، باركت أوساط الموضة والجواهر على حد سواء هذا القرار؛ فهذه خطوة ذكية من شأنها أن تَضُخَّ دماءً شابة بدار يبلغ عمرها أكثر من قرن. كان اسم ماري كاترانتزو وحده يكفي كي يثير فضول عشاق الجمال والإبداع؛ لأنهم يتوقعون منها إبداعات مهمة؛ كونها تتمتع بصيت طيب منذ تخرجها في معهد سانترال سانت مارتنز في عام 2008، لتصبح من بين أهم المصمِّمين الشباب المشاركين في أسبوع لندن. ومنذ سنوات قليلة، انتقلت للاستقرار في بلدها الأصلي، وتحديداً أثينا، لكن اسمها ظل محفوراً في أوساط الموضة، ومنقوشاً بطبعاتها الفنية الجريئة وتصاميمها الهندسية المثيرة.

المصممة ماري كاترانتزو مع المؤثرة الإيطالية أناديلا روسو (بولغاري)

بعد استقرارها في أثينا، بدأت سلسلة من الشراكات كانت دائماً تحقق النجاحِ؛ ففي عام 2019 قدمت عرضاً فخماً من خط الـ«هوت كوتور» في أثينا على خلفية معبد بوسيدون. في هذا العرض، تزيَّنت العارضات بجواهر من «بولغاري» عزَّزت فخامة الصورة من جهة، ودشَّنت علاقتها بالدار الرومانية من جهة ثانية. ربما يتساءل البعض عن كيف لدار متجذرة في التاريخ الروماني أن تتعاون مع مصممة يونانية، خصوصاً أن إيطاليا لا تفتقر إلى المواهب الشابة والمحترفة، ليأتي الجواب بسيطاً، وهو أن مؤسس الدار في الأصل يوناني، اسمه سوتيريو بولغاريس، كان ذلك منذ أكثر من قرنين من الزمن، لكن تغيَّرت فيه الأماكن وكذلك الاسم من «بولغاريس» إلى «بولغاري».

بالنسبة لدار تخصصت في الجواهر أولاً وأخيراً، فإن قرار تعيين مصمِّمة أزياء في منصب إبداعي، أمرٌ تكتيكي وذكي يستهدف ضخ دماء جديدة على قسم الأكسسوارات، وفي الوقت نفسه يريد استقطاب عميلات يعشقن أسلوب كاترانتزو، ولا يزال بداخلهن حنين للمساتها الفنية. تشير المصمِّمة إلى أن القرار لم يُتَّخذ بشكل سريع؛ فعلاقتها بالدار والمجموعة المالكة لها «إل في إم إتش» عمرها سنوات، بدأت بشكل تدريجي وعضوي بشراكات كثيرة، منها مشاركتها في عام 2021، في سلسلة الشراكات التي أطلقتها «بولغاري» تحت عنوان «سيربنتي بعيون...» وهي فعالية تستضيف فيها كل مرة مصمِّماً يضع بصماته الفنية على منتجها الأيقوني.

تقول ماري كاترانتزو إنها استلهمت من أرضية الحمامات وفسيفسائها المتعددة الألوان، شكل مروحة رصَّعتها في ورشات الدار بفلورنسا، باللؤلؤ والجمشت والزمرد والذهب؛ حيث أرادتها أن تحاكي قطعة جواهر بكل المقاييس، وهو ما كان. أمَّا من زهرة الكالا فاستلهمت شكلها النحتي المتعرج الذي يرمز للقوة والمرونة. وتشمل المجموعة حقائب «مينوديير» للسهرة، وأخرى جلدية لكل المناسبات، إلى جانب أوشحة حريرية. كانت التجربة ناجحة على المستويين التجاري والفني على حد سواء؛ فماريا تُدرك تماماً أن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وهو ما أكده المصمِّم السعودي زياد البوعينين الذي تدرَّب في بداياته على يدها قائلاً في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» إن العمل معها عن قُرب كان فرصة ذهبية بالنسبة له، حيث «تعلمت منها الكثير من الأمور التي ساعدتني على فهم كيف تُدار أي دار أزياء أو شركة صغيرة من الداخل»، وتابع: «لم يكن العمل مع ماريا كاترانتزو ممتعاً من الناحية الفنية فحسب، بل فتح عيني على أمور كثيرة كانت غائبة عني بوصفي مصمماً شاباً يعتقد أن الابتكار في التصميم وحده يكفي».