بوش الابن يؤيد ترشيح شقيقه للرئاسة الأميركية

والدتهما ليست متحمسة

جورج دبليو بوش
جورج دبليو بوش
TT

بوش الابن يؤيد ترشيح شقيقه للرئاسة الأميركية

جورج دبليو بوش
جورج دبليو بوش

بينما نقلت أخبار أن باربرا بوش، زوجة الرئيس الأسبق بوش الأب، ووالدة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، غير متحمسة ليترشح ابنها جيب بوش لرئاسة الجمهورية في انتخابات عام 2016، أيّد دبليو بوش ترشيح شقيقه.
وقال دبليو بوش لتلفزيون «سي إن إن»، أول من أمس: «أتمنى أن يترشح جيب. أعتقد أنه سيكون رئيسا عظيما. الآن، لا أعرف في ماذا يفكر جيب. وسنتحدث عن هذا الموضوع عندما يكون جاهزا».
في الوقت نفسه، وحسب نتائج استطلاعات شعبية، صعد جيب بوش إلى أعلى قائمة الذين يريد الجمهوريون ترشيحهم.
وحسب نتائج استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك (ولاية كاليفورنيا)، سيفوز جيب بوش على هيلاري كلينتون في ولايته، ولاية فلوريدا، ويمكن أن يفوز في بقية الولايات. ويزيد من فرص جيب بوش أن الذين في أعلى قائمة المرشحين ليسوا مشهورين كثيرا، ولا يتوقع أن يرشحهم الحزب. ومنهم اليميني مايك هاكابي، حاكم سابق لولاية أركنسا، والمعتدل راند بول، سيناتور من ولاية كنتاكي.
وقال دبليو بوش، إن شقيقه جيب لا يدرس نتائج الاستطلاعات الشعبية ليحدد موقفه، لكنه «يدرس أعماقه»، ليتأكد أنه يريد أن يترشح. وسيكون جورج دبليو سعيدا لينصح شقيقه، فقد قال في التلفزيون: «يا جيب، إذا احتجت إلى نصائح اتصل بي».
وظهر اسم جيب بوش من قبل سنتين، بعد هزيمة المرشح الجمهوري ميت رومني في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس باراك أوباما. وبعد أن بدأ الحزب البحث عن أمل جديد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لمواجهة ما يتوقع أن تكون هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ووزيرة الخارجية لأربع سنوات في رئاسة أوباما الأولى.
ومن المفارقات أن الأضواء سلطت أيضا على جورج بوش الثالث، ابن حاكم ولاية فلوريدا السابق، جيب بوش، والذي يبلغ من العمر 36 عاما، خاصة بعد أن قدم أوراقه للترشح في الانتخابات المحلية في ولاية تكساس للعام الحالي.
في الوقت نفسه، نقلت أخبار أن باربرا بوش، زوجة الرئيس الأسبق بوش الأب، وأم جيب وجورج دبليو، غير متحمسة لترشيح جيب، وأنها كانت قالت لجورج دبليو، عندما فكر في الترشيح عام 2000: «لا تحاول. لن تفوز»، ثم غيرت رأيها، وأنها الآن أيضا ليست متحمسة لترشيح جيب. وأضافت: «ألا توجد في كل أميركا عائلة غير عائلة بوش؟».
وحسب توقعات مراقبين، يبدو أن جيب أكثر من غيره الأقوى لمواجهة هيلاي كلينتون، والفوز عليها. وذلك لأكثر من سبب: أولهما: أثبت قدرته على المنافسة وعلى النصر. وثانيهما: استراتيجي من الدرجة الأولى، خاصة في الحملات الانتخابية. وثالثهما: يقدر على جمع الأموال والتبرعات. وأخيرا أن اسمه «بوش».
يذكر أن جيب بوش ولد عام 1953، وشغل منصب حاكم ولاية فلوريدا خلال السنوات 1999 - 2007، بعد أن تخرج في جامعة تكساس (فرع أوستن)، وبعد أن تحول من الكنيسة الأسقفية (الإنجليزية) إلى الكنيسة الكاثوليكية عام 1995 عندما تزوج زوجته، وهي من أصل لاتيني، وهي أم جورج بوش الثالث، الذي بدأ صعود السلم السياسي في ولاية تكساس.
في عام 1998، فاز جيب بوش على منافسه الديمقراطي بنسبة تزيد على خمسة وخمسين في المائة، ليصبح حاكم ولاية فلوريدا في نفس الوقت الذي كان فيه شقيقه جورج دبليو حقق انتصارا كبيرا لإعادة انتخابه لولاية ثانية حاكما لولاية تكساس.
في ذلك الوقت، أصبح الشقيقان أول حاكمين لولايتين مختلفتين في الوقت نفسه منذ الأخوين نيلسون روكفلر، حاكم ولاية نيويورك، ووينثروب روكفلر، حاكم ولاية أركنسا، عام 1967، كما أن جيب بوش كان أول حاكم جمهوري من ولاية فلوريدا يجري انتخابه لولايتين متتاليتين.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.