ترمب يطلق يدي {البنتاغون} في الصومال

مع تخفيض شروط ضربات «الدرون» لمدنيين

ترمب يطلق يدي {البنتاغون} في الصومال
TT

ترمب يطلق يدي {البنتاغون} في الصومال

ترمب يطلق يدي {البنتاغون} في الصومال

أعلن البنتاغون، مساء أول من أمس، أن الرئيس دونالد ترمب وافق على اقتراحات كان تقدم بها له جنرالات يدرسون توسيع الحروب ضد الإرهاب، بتصعيد الحرب ضد حركة الشباب في الصومال.
وفي مؤتمر صحافي في البنتاغون أمس (الجمعة)، قال الجنرال توماس والدووزر، قائد القوات الأميركية في أفريقيا إن موافقة ترمب «ستقود إلى زيادة المرونة وسرعة الاستهداف». فيما قالت: «رويترز» إن حركة الشباب «فقدت معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها لصالح قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، التي تدعم الحكومة الصومالية»، لكنها تقدر على «تنفيذ تفجيرات دامية»، وأن «للولايات المتحدة وجودا محدودا في الصومال، ومسموح لها بتنفيذ ضربات للدفاع عن القوات المتحالفة معها».
وقال مصدر عسكري إن أجزاء من الصومال صارت «منطقة أعمال قتالية نشطة» لما لا يقل عن 180 يوما. ولا تشمل هذه الأجزاء العاصمة مقديشو. وأن الموافقة «ستمكّن الولايات المتحدة من تنفيذ ضربات هجومية ضد متشددي الشباب، حتى إذا لم يهاجموا القوات المتحالفة معها».
وقال البنتاغون في بيان إن ترمب وافق على طلب «بنيران دقيقة إضافية، دعما لمهمة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم)، ولقوات الأمن الصومالية».
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الكابتن جيف ديفيز: «سيساعد الدعم الإضافي الذي يوفره هذا التفويض في حرمان الشباب من الملاذات الآمنة التي قد يهاجمون منها المواطنين الأميركيين أو المصالح الأميركية في المنطقة». وإن البنتاغون، بعد التعليمات الجديدة: «لن يكون مضطرا إلى تبرير الدفاع الشرعي عن النفس لشن ضربات جوية، وسيكون قادرا على شن قصف يتخذ طابعا هجوميا إلى حد أكبر».
كان الرئيس السابق باراك أوباما يشرف على رقابة مشددة على الهجمات، التي تشنها الطائرات من دون طيار في الصومال واليمن وغيرهما. لكن، يوسع ترمب رقعة تلك الهجمات، وهجمات بطائرات هجومية، في الصومال واليمن، ويفوض العسكريين في ساحات الحرب لاتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة
وقالت مصادر إخبارية إن ضربات طائرات «درون»، وضربات أخرى محدودة، خلال العام الماضي، أسفرت عن قتل ما بين 223 و311 شخصاً، معظمهم من حركة الشباب. في بداية الشهر الماضي، أعلنت مصادر في البيت الأبيض أن ترمب وافق على تسهيل عدم استهداف طائرات «درون» مدنيين عند ضرب مواقع إرهابيين. وكان أوباما أمر البنتاغون بوضع ضوابط حتى لا تقتل الضربات مدنيين، وحتى لا تستهدف أشخاصا خارج مناطق قتال القوات الأميركية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، على لسان مسؤولين في البيت الأبيض طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن هدف ترمب هو تفويض القادة العسكريين مسؤولية اختيار الأهداف، من دون الرجوع إلى البيت الأبيض. وإلغاء «شبه التأكيد»، الذي يشير إليه «دليل السياسة الرئاسية» الذي كان وقّع عليها أوباما، بهدف عدم ضرب مدنيين.
ونقلت الصحيفة على لسان مسؤول في البيت الأبيض بأن ترمب سيظل يلتزم بالقوانين الدولية «حدا أدنى» لحماية المدنيين خلال الحروب.
في ذلك الوقت، تحدث جيف ديفيز، المتحدث باسم البنتاغون، عن رغبة البنتاغون في عدم استشارة البيت الأبيض في كل عملية استهداف إرهابيين، وقال: «نبحث عن طرق لزيادة فاعلية عملياتنا ضد الإرهابيين. ولكسب عامل السرعة في الرد على نشاطات الإرهابيين». وأضاف: «لكن، نظل دائما نلتزم بتخفيض، أو تحاشي، قتلى مدنيين». بعد أيام قليلة من نشر الخبر، أرسل 37 مسؤولا أميركيا كبيرا سابقا، عمل أكثرهم في إدارة أوباما، خطابا إلى الرئيس ترمب ليلتزم بقوانين عدم تسهيل استهداف مدنيين. وجاء في الخطاب: «حتى عدد قليل جدا من القتلى أو الجرحى المدنيين يعتبر انتكاسا لعملياتنا». لكن، قال لوك هارتدج، مسؤول سابق في إدارة أوباما، ولم يوقع على الخطاب: «عندما نقول إننا نضرب الإرهابيين لأنهم يهددون الأمن الأميركي ننسى أنهم يمكنهم أن يهددوا أمن حلفائنا». وأضاف بأن «أمن الحلفاء» يجب أن يوضع في الاعتبار.



واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

عدَّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، التهديدات الجديدة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الأسلحة النووية «غير مسؤولة على الإطلاق»، وذلك غداة إعلانه خططاً لتوسيع قواعد بلاده المتعلّقة باستخدامها.

وقال بلينكن، لمحطة «إم إس إن بي سي» الأميركية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ما أعلنه بوتين «غير مسؤول على الإطلاق، وأظن أن كثيرين في العالم تحدثوا بوضوح عن ذلك سابقاً، كلما لوّح بالسيف النووي، بما يشمل الصين».

وحذّر الرئيس الروسي الغرب، أمس الأربعاء، من أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربات بصواريخ تقليدية، وأن موسكو ستَعدّ أي هجوم عليها، بدعم من قوة نووية، هجوماً مشتركاً.

وقرار تعديل العقيدة النووية الرسمية لروسيا هو رد «الكرملين» على المشاورات في الولايات المتحدة وبريطانيا حول السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ غربية تقليدية على روسيا.

وقال بوتين، في بداية اجتماع لمجلس الأمن الروسي، إن التعديل جاء رداً على المشهد العالمي المتغير بسرعة، الذي واجه روسيا بتهديدات ومخاطر جديدة، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بوتين (71 عاماً)، وهو صانع القرار الرئيسي في الترسانة النووية الضخمة لروسيا، إنه يريد تأكيد تغيير رئيسي واحد تحديداً. وأضاف: «من المقترح عدُّ العدوان على روسيا من أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية».

وأضاف: «شروط انتقال روسيا إلى استخدام الأسلحة النووية محددة بوضوح أيضاً»، وقال إن موسكو ستدرس هذه الخطوة، إذا رصدت بداية إطلاق مكثف لصواريخ أو طائرات مُقاتلة أو مُسيّرة نحوها.

وأشار إلى أن روسيا تحتفظ أيضاً بالحق في استخدام الأسلحة النووية، إذا تعرضت هي أو بيلاروسيا لأي عدوان، بما في ذلك الاعتداءات باستخدام الأسلحة التقليدية.

وقال بوتين إن التوضيحات مدروسة بعناية ومتناسبة مع التهديدات العسكرية الحديثة التي تواجهها روسيا في تأكيد أن العقيدة النووية تتغير.

وعقب إعلان الرئيس الروسي، اتهمت أوكرانيا القيادة في موسكو بـ«الابتزاز النووي».

وقال أندري يرماك، كبير مسؤولي مكتب الرئيس الأوكراني، عبر تطبيق «تلغرام»، الأربعاء: «لم يتبقّ لروسيا سوى الابتزاز النووي. ليست لديها أي وسيلة أخرى لترويع العالم»، مضيفاً أن محاولة الترويع لن تجدي نفعاً.

وتنصُّ العقيدة النووية الروسية، المنشورة حالياً وفق مرسوم أصدره بوتين عام 2020، على أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية، في حال وقوع هجوم نووي من عدو أو هجوم تقليدي يهدد وجود الدولة.

وتشمل التغييرات الجديدة، التي حددها بوتين، توسيع نطاق التهديدات التي قد تجعل روسيا تفكر في توجيه ضربة نووية، وإدخال حليفتها بيلاروسيا تحت المظلة النووية، وفكرة عدّ أي قوة نووية منافسة تدعم توجيه ضربة تقليدية لروسيا، مشارِكة في الهجوم على روسيا أيضاً.