وزير الخارجية السوداني: السعودية تدعم مبادرة «إعمار السودان»

البشير والسيسي اتفقا على تجاوز «سحابة الصيف» في علاقات البلدين

وزير الخارجية السوداني: السعودية تدعم مبادرة «إعمار السودان»
TT

وزير الخارجية السوداني: السعودية تدعم مبادرة «إعمار السودان»

وزير الخارجية السوداني: السعودية تدعم مبادرة «إعمار السودان»

قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، في الخرطوم، أمس: إن السعودية أعلنت دعمها لمبادرة «إعمار السودان»، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عبّر خلال لقائه الرئيس السوداني عمر البشير، على هامش القمة العربية بالبحر الميت، عن دعم الرياض للمبادرة التي تتبناها الجامعة العربية، مع دول ومؤسسات إقليمية ودولية.
وأضاف غندور: «هذه مبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وكل الشعب السوداني يشكره عليها». وأوضح أن توجيهات صدرت بالتواصل مع وزير الخارجية عادل الجبير، لوضع المبادرة موضع التنفيذ، وتابع: «تم تكوين لجنتين وطنية في الخرطوم، وأخرى تابعة للجامعة العربية في القاهرة».
وفي سياق ثانٍ، قال غندور إن الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري عبد الفتاح السيسي عقدا لقاءً ثانياً، على هامش القمة العربية، اتفقا خلاله على تجاوز ما سماها «سحابة الصيف» التي ظللت علاقات البلدين الأيام الماضية، في إشارة للحملات التي شنها إعلام البلدين كل ضد الآخر.
وأوضح أن البشير والسيسي أشارا إلى ضرورة النأي عن «المطبات التي توضع» في طريق العلاقات الأزلية بين البلدين، وأضاف: «أكد الرئيسان على التواصل على المستويات كافة، ولا سيما على مستوى وزارتي الخارجية والأجهزة الأمنية لـ«حلحلة أي إشكالات يمكن أن تعترض طريق هذه العلاقات».
وجاءت هذه التصريحات عقب عودة الرئيس عمر البشير إلى بلاده أمس، بعد أن شارك في القمة العربية التي عقدت في الأردن أول من أمس.
من جهة ثانية، نددت الحكومة السودانية بتصريحات نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، التي طالب فيها بتسليم الرئيس عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ووصفتها بأنها «انحدار»، وتوعدت بالتقصي حول ما إن كانت تعبر عن وجهة نظر «فردية» أم تمثل رأي الأمين العام للأمم المتحدة، وباتخاذ المواقف اللازمة إذا ثبت أنها تمثله. وقال وزير الخارجية السودانية إبراهيم غندور: إن التصريحات المنسوبة للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة تعد «انحداراً»، وإن الخرطوم تأمل في ألا يكون قد أصدر تلك التصريحات بصفته ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة، وأضاف: «الأمين العام طلب عقد لقاء خاص مع الرئيس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بناءً على طلبه، وأرسل له خطابين يتعلقان بشؤون إقليمية، وعلى رأسها قضية جنوب السودان، ثم طلب لقاء مع الرئيس البشير في قمة عمان، وألح مكتبه على ذلك، لكن اللقاء لم يتم لارتباطات الرئيس».
وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، قد ذكر في تصريحات صحافية بنيويورك عشية القمة العربية التي عقدت في عمان، إن موقف الأمم المتحدة من القبض على الرئيس عمر البشير ثابت ولم يتغير، وأكد ضرورة تقديمه للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، وأن الأمم المتحدة تدعو الدول الأعضاء في نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، إلى الوفاء بالتزاماتها بضرورة تسليمه للمحكمة، في الوقت الذي يشارك فيه الأمين العام في تلك القمة.
وأوضح غندور، أن الأمم المتحدة منظمة تجمع كل الدول، وأن عضوية السودان فيها مثل أي دولة عضو؛ ما يوجب احترام رئيسها، وتابع: «احترام الرئيس المنتخب بواسطة الشعب مهم وضروري»، وأضاف أن «الجنائية الدولية» ليست محكمة دولية وليست تابعة للأمم المتحدة، وإن جزءا كبيراً من دول العالم ليست أعضاء فيها، وقال: «قارة بأكملها مثل قارة أفريقيا صوتت بأغلبية كبيرة للخروج الجماعي من هذه المحكمة».
وجدد غندور تأكيد وصف تصريحات المتحدث بأنها «انحدار»، وقطع بأن حكومته ستتحرى عبر القنوات الدبلوماسية لمعرفة ما إن كان التصريح معبراً عن الأمين العام أنطونيو غوتيريس، أم أنه موقف فردي يخص الشخص الذي أدلى به، وقال: «إذا ثبت أنه يمثل المنظمة الدولية فقنوات المنظمة مستعدة لتصحيح هذا الوضع المخل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.