مجلس الأمن يدعو اليمنيين إلى الالتزام بـ«وقف النار»

طالب بالتعاون مع المبعوث الأممي والسماح بوصول المساعدات

مجلس الأمن يدعو اليمنيين إلى الالتزام بـ«وقف النار»
TT

مجلس الأمن يدعو اليمنيين إلى الالتزام بـ«وقف النار»

مجلس الأمن يدعو اليمنيين إلى الالتزام بـ«وقف النار»

قال المندوب البريطاني لدى مجلس الأمن ماثيو رايكروفت إن أعضاء المجلس يدعون الأطراف اليمنية إلى الالتزام بوقف لإطلاق النار والعمل مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد للتوصل إلى حل سلمي دائم للأزمة.
وطالب المندوب البريطاني، وهو رئيس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، باسم المجلس، أطراف النزاع بالسماح بالوصول الإنساني والتجاري، واحترام القانون الإنساني الدولي.
وقال المندوب إن المبعوث الأممي إلى اليمن عرض في إحاطته أمس، إيجازا عاما عن جهوده في استئناف مفاوضات سلمية بين الأطراف اليمنية، مضيفا أن المجلس يؤكد دعمه لتلك الجهود التي يقوم بها المبعوث الخاص.
وأضاف رايكروفت أن الوضع في اليمن خطير جدا، والمدنيين يدفعون ثمنا باهظا جراء الحرب الدائرة، مشيرا إلى أن بعض المناطق هناك أصبحت على حافة المجاعة.
وقال رايكروفت في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن خطة الأمم المتحدة تدور في المبادئ نفسها المتفق عليها، ولا جديد حولها.
وكانت الأمم المتحدة كشفت أسماء فريق الخبراء المعني بالعقوبات المفروضة على اليمن، والمكون من 5 أعضاء لغاية مارس (آذار) 2018، وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في رسالة بعث بها إلى رئاسة مجلس الأمن إلى القرار الدولي الجديد رقم 2342، الذي قرر المجلس بموجب الفقرة 5 منه أن يمدد ولاية فريق الخبراء المعني باليمن حتى 28 مارس المقبل.
وأبلغ غوتيريس المجلس أنه جرى تعيين فريق مكون من السيريلانكية داكشيني روانتيكا غوناراتني لملف القانون الدولي الإنساني، والمغربي أحمد حميش للشؤون المالية ومنسق لفريق الخبراء، والأميركي غريغوري دجونسين للشؤون الإقليمية، والبريطاني أدريان ويلكنسون لشؤون الأسلحة، على أن يقوم (غوتيريس) بتعيين خبير في الجماعات المسلحة في وقت قريب.
ويطلب من فريق الخبراء أن يوافي اللجنة التابعة لمجلس الأمن بمستجدات منتصف المدة، أي 28 يوليو (تموز) المقبل، وأن يقدم تقريرا نهائيا لها إلى مجلس الأمن في موعد أقصاه 18 يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد التشاور مع اللجنة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.