قبل السفر... عليك بحماية بياناتك من محاولات التفتيش

القانون الأميركي لا يجبر الناس على فتح أجهزتهم الذكية أو كشف كلمة السر

أفضل طريقة لحماية معلوماتك هي أن تتأكد أن الجهاز الذي ستصطحبه معك لا يحوي أي بيانات
أفضل طريقة لحماية معلوماتك هي أن تتأكد أن الجهاز الذي ستصطحبه معك لا يحوي أي بيانات
TT

قبل السفر... عليك بحماية بياناتك من محاولات التفتيش

أفضل طريقة لحماية معلوماتك هي أن تتأكد أن الجهاز الذي ستصطحبه معك لا يحوي أي بيانات
أفضل طريقة لحماية معلوماتك هي أن تتأكد أن الجهاز الذي ستصطحبه معك لا يحوي أي بيانات

على المسافرين توخي الحذر عند السفر. فعندما تصطحب معك بعض الأجهزة خارج البلاد، فإن المحافظة على البيانات الموجودة في الأجهزة لا تقل أهمية عن حماية نفسك من اللصوص. وأيا كانت الأسباب، فالحكومات الأجنبية والمحلية قد تكون لديها مصلحة في الحصول على بياناتك الشخصية، ومن ضمنها صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بك. هذا الأمر ليس نظريا، فالكثير من المسافرين، ومنهم مواطنون أميركيون مثل هيثم الشرقاوي رضخوا لضغوط مؤخرا لإعطاء ضباط «إدارة الجمارك وحماية الحدود» الأميركية كلمة السر لهواتفهم الجوالة أثناء تواجدهم بالمطار.
وهناك أيضا بعض المسافرين الذين يعانون من مخاطر إضافية في الخصوصية بسبب قانون جديد يهدف إلى الحيلولة بينهم وبين أجهزة الكومبيوتر التي بحوزتهم. والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الأمن الداخلي أن المسافرين القادمين من ثماني دول غالبية سكانها من المسلمين والمتوجهين إلى الولايات المتحدة غير مسموح لهم باصطحاب أي أجهزة على الطائرة باستثناء هواتفهم الجوالة. ولذلك فسوف توضع أجهزة الكومبيوتر والكومبيوتر اللوحي وغيرها من الأدوات وسط البضائع التي سيجري فحصها.
فمن الناحية القانونية، فإن المسافرين غير مطالبين بفتح هواتفهم الجوالة أو تبادل كلمة السر مع مسؤولي الحكومة الأميركية. لكن القوانين قد تختلف طبقا لوجهة سفرك وللمكان الذي أتيت منه، وهنا فإن أي عملية توقيف يقوم بها مسؤولو الحكومة قد تكون غير مناسبة بل حتى مرعبة. وهناك شيء واحد يتفق عليه جميع الخبراء، وهي عدم الكذب على مسؤولي الحكومة بشأن كلمات السر أو صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بك: «فسوف يحيلون حياتك إلى جحيم إن فعلت ذلك»، وفق جيرميا غروسمان، مدير إدارة الاستراتيجيات الأمنية بشركة سينتيل وان التي تعمل بمجال أمن الكومبيوتر. لكن هناك طرقا أخرى لحماية هواتفك الجوالة وأجهزة الكومبيوتر اللوحي (تابلت) والكومبيوتر من عمليات التفتيش الواسعة في نفس الوقت الذي ستراعى فيه الأمانة في التعامل معهم. وإليك بعض أفضل الطرق استنادا إلى المقابلات التي جرت مع اختصاصيي الأمن والطب الشرعي.
* جهاز بلا بيانات
أفضل طريقة لحماية التفتيش في معلوماتك هي أن تتأكد من أن الجهاز الذي ستصطحبه معك في رحلتك لا يحوي أي بيانات. ومن الحكمة أن تستثمر مالك في هاتف ذكي أو كومبيوتر زهيد السعر لتستخدمه فقط عندما تكون خارج البلاد؛ هذا لأنك لا تريد اصطحاب جهازك القيم لتجعله عرضة للضياع أو السرقة أثناء السفر، ناهيك عن تفتيشه من قبل سلطات حرس الحدود. ولذلك اترك جهازك القيم وألبوم صورك وحسابك على «فيسبوك»، وبرنامج الصور سنابشوت، وصفحتك على «تويتر».
أي جهاز ستشتري؟ فقد نشر موقع «ذا وايركتر» الذي يقوم بتقديم توصيات ونصائح للمشترين والذي تديره صحيفة «نيويورك تايمز» دليلا عن الهواتف التي تعمل بنظام آندرويد، ومن ضمنها هاتف «موتو جي 4 بلاي» بسعر 100 دولار والذي يعمل مع جميع أنواع الشرائح الهاتفية. وبالنسبة للكومبيوترات زهيدة الثمن، يمكنك أن تفكر في كومبيوتر «أسر» المحمول والذي يبلغ سعره 550 دولارا، أو «ديل كرومبوك» بسعر 430 دولارا.
الحساسات التي تعمل بالبصمة، مثل تلك الموجودة في الكثير من هواتف «أبل» وآندرويد الذكية تعد وسيلة أمان رائعة لفتح هاتفك بسرعة. لكن جوناثان دزيكراسي، وهو باحث أمني أدار دورات تدريبية في الطب الشرعي في مؤسسات تفعيل القانون، ومنها تجميع البيانات من الهواتف الذكية، قال إن أفضل خيار أثناء السفر هو أن تغلق تلك الخواص، وذلك لأنه في الولايات المتحدة الأميركية فإن جهات إنفاذ القانون استخدمت وبنجاح تراخيص لإجبار الناس على فتح هواتفهم باستخدام بصمة الإصبع. لكن نظرا لحقك في التزام الصمت، فسيكون من الصعب (وإن لم يكن مستحيلا) على الحكومة الفيدرالية أن تجبرك على إعطائها كلمة السر، ولذلك فإن إغلاق الحساس الذي يعمل باللمس أثناء السفر هو الإجراء الأكثر أمنا بصفة عامة.
* كلمات السر
إن أفضل طريقة لحماية كلمات السر هي ألا تعرفها. فعند التعرض لعملية تفتيش في البيانات، فمن الأسهل الادعاء بأنك لا تحفظها بدلا من أن ترفض إعطاءها لحراس الحدود، وفق غروسمان، مضيفا: «إن لم تكن تعرفها، فمن الصعب إجبارك على إعطائها لهم. حتى وإن وضع أحدهم بندقية على رأسي، فلن أعرف كلمة السر».
فتطبيقات إعداد كلمات السر مثل «وان باسوورد ولاست باس» بمقدورها عمل كلمات سر قوية تلقائيا لجميع حساباتك على الإنترنت والاحتفاظ بها في مكان تستطيع الدخول إليه باستخدام كلمة سر واحدة.
لكن غروسمان قال إنه من الأفضل لك السفر من دون برنامج إدارة كلمة السر على جهازك حتى لا يطلب منك تسليم كلمة السر الرئيسية للمكان الذي تحتفظ فيه بكلمات السر الفرعية. وتستطيع الاحتفاظ بنسخة من كلمة السر في إحدى خدمات السحاب مثل «دروبوكس» ثم الدخول إلى المكان الذي تحتفظ فيه بكلمات السر عندما تصل إلى نهاية رحلتك.
وكبديل لاستخدام تطبيق إدارة كلمات السر، يمكنك تدوين كلمات السر وتركها مع شخص تثق به، وبعد المرور على مسؤولي الجمارك، اتصل بهذا الشخص واطلب منه قراءة تلك الكلمات.
وفي حال طلب منك إعطاء كلمة السر الخاصة ببريدك الإلكتروني أو صفحتك بموقع التواصل الاجتماعي، فإن استخدام خاصية التحقق في خطوتين سوف تكون بمثابة تأمين إضافي، على افتراض أنك نسيت هاتفك الجوال الأساسي في البيت.
فبتشغيل خاصية التحقق في خطوتين وعندما تدخل كلمة السر سوف تتلقى رسالة نصية بها مفتاح يتعين عليك إدخاله قبل فتح التطبيق. ولأن الرسالة التي تحوي المفتاح سوف ترسل إلى هاتفك بالمنزل، فلن يتمكن مسؤول الجمارك من الدخول إلى حسابك حتى وإن أعطيته كلمة السر. بالطبع فإن استخدام خاصية التحقق في خطوتين قد تصعب عملية الدخول حتى عليك أنت نفسك حال نسيت هاتفك الأساسي في البيت. تستطيع دائما ترك هاتفك مع شخص وتتصل به لاحقا لتطلب المفاتيح عند محاولة الدخول. غير أنه من الأفضل الابتعاد عن حساب موقع التواصل الاجتماعي عند السفر للخارج لتحاشي ترك أي أثر للبيانات على الجهاز البديل.
وسواء كنت تستخدم جهازا بديلا أو جهازك الأساسي، تأكد من إغلاق النظام باستخدام خاصية التشفير التي تشوش على بياناتك بحيث يتعذر فهمها من دون استخدام المفاتيح الصحيحة.
* تطبيقات مساندة
وتساعد تطبيقات الكومبيوتر المكتبي مثل «بيتت لوكر» و«فايل فالت» الخاص بأجهزة أبل على تشفير القرص الصلب، وطلب كلمة سر لتشفير ملفاتك. ولتجنب ضياع كلمة السر، فيمكنك تدوينها وإعطاؤها لصديق والاتصال به بعد عبور الحدود.
وعند السفر سوف تحتاج في أقل تقدير إلى الدخول لشريط العنوان الخاص بك، وربما تحتاج أيضا إلى التقاط بعض الصور، لكن كل هذه المعلومات تعتبر حساسة وربما يتمكن حرس الحدود من وضع أيديهم عليها.
إن أفضل خياراتك هي أن تحتفظ ببياناتك في خدمات السحاب، ثم تقوم بمحو جميع البيانات من على جهازك قبل الوصول إلى الحدود، وفق زدريسكي. وعقب المرور على مسؤولي الجمارك، تستطيع استعادة المعلومات من خلال ما احتفظت به على الإنترنت.
* خدمة «نيويورك تايمز»



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».