الحكومة السودانية تخشى تأثير انقسام {الحركة الشعبية} على السلام

الحكومة السودانية تخشى تأثير انقسام {الحركة الشعبية} على السلام
TT

الحكومة السودانية تخشى تأثير انقسام {الحركة الشعبية} على السلام

الحكومة السودانية تخشى تأثير انقسام {الحركة الشعبية} على السلام

أكدت الحكومة السودانية على الأثر السالب للصراعات القيادية التي تشهدها الحركة الشعبية التي تحاربها في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقالت إنها ستؤثر على التفاوض والعملية السلمية التي تقودها الوساطة الأفريقية.
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في أول رد فعل رسمي تعليقاً على الصراعات التي تهدد بانقسام رأسي للحركة الشعبية - الشمال أمس، إن حكومته ترى أن الصراعات التي تشهدها الحركة، ستكون ذات تأثير سالب على العملية السلمية، وإن حكومته تفضل التفاوض مع حركة موحدة بدلاً من حركة منقسمة، وتابع: «سأعتقد أنها ستكون سالبة على العملية السلمية، والتفاوض مع حركة موحدة أفضل من حركة منقسمة».
وأشار غندور إلى ما سماه «العبارات العنصرية» التي وردت في بيانات الانقسام الذي تشهده الحركة، وأضاف: «لكني أشير إلى أن الانقسام جاء تحت عبارات عنصرية، وهذا لا يشير إلى عمل إيجابي باتجاه السلام». وقطع غندور بأن حكومته «تتمنى» أن تجنح الحركة الشعبية قطاع الشمال للسلام ولرغبة أهل جبال النوبة في السلام، باعتبار السلام رغبة أهل جبال النوبة قبل أن يكون رغبة السودان أو رغبة الحكومة.
وتفجرت الأوضاع داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال، إثر الاستقالة التي تقدم بها نائب رئيس الحركة عبد العزيز الحلو، وسببها بعدم انسجامه مع رئيس الحركة مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان، واتهمهم فيها بتجاهل مطلب جبال النوبة بحق تقرير المصير، وتهميشه داخل الطاقم القيادي.
لكن «مجلس التحرير» التابع لإقليم جبال النوبة والذي يضم العدد الأكبر من مقاتلي الحركة، ويسيطر على مناطق في ولاية جنوب كردفان، رفض استقالة الحلو، وقرر إعفاء الأمين العام ياسر عرمان من الأمانة العامة للحركة، وإعفاءه من رئاسة وفد التفاوض.
ورغم أن مجلس تحرير جبال النوبة لا يملك صلاحية إقالة الأمين العام للحركة، بيد أنه اتخذ إجراءات لتأمين موقفه بزيادة نسب تمثيله في مجلس التحرير القومي، في الوقت الذي تشهد في منطقة «كاودا» بولاية جنوب كردفان التي تسيطر عليها الحركة الشعبية، اجتماعات بين رئيس الحركة وأمينها العام وقادة الحركة في المنطقة، للحيلولة دون انقسام وشيك قد يهدد وجود الحركة، وعملية التفاوض الجارية بينها والحكومة السودانية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.