محكمة مصرية تقضي بحبس 56 متهماًفي قضية غرق مركب مهاجرين غير شرعيين

محكمة مصرية تقضي بحبس 56 متهماًفي قضية غرق مركب مهاجرين غير شرعيين
TT

محكمة مصرية تقضي بحبس 56 متهماًفي قضية غرق مركب مهاجرين غير شرعيين

محكمة مصرية تقضي بحبس 56 متهماًفي قضية غرق مركب مهاجرين غير شرعيين

قضت محكمة مصرية أمس بحبس 56 متهماً في قضية غرق مركب مهاجرين غير شرعيين، راح ضحيته 203 أشخاص، بالحبس لمدد تتراوح بين عامين و13 سنة.
وعاقبت محكمة جنح رشيد أمس (الأحد)، 56 متهماً بالحبس، بعقوبات تراوحت بين عامين و13 سنة، وبراءة أحد المتهمين، في قضية غرق مركب الهجرة غير الشرعية أمام سواحل رشيد، لاتهامهم بالقتل الخطأ والنصب وإخفاء المتهمين وإلحاق عمالة دون ترخيص.
وتصدر محاكم الجنح بحسب القانون المصري أحكاماً بالحبس لمدة أقصاها 3 سنوات، ما لم يكن المتهمون يحاكمون بحسب قوانين خاصة تعاقب بأحكام مشددة. كما يمكن للمحكمة أن تعاقب المتهم الواحد على أكثر من جريمة.
وكانت النيابة العامة قد وجهت للمتهمين تهم القتل الخطأ والإهمال والرعونة واستخدام مركب «الرزق بإذن الله» في الغرض غير المخصص له، وعدم استخدام وسائل إنقاذ كافية وتعريض حياة أطفال للخطر، ومزاولة مهنة إلحاق عمالة للخارج دون ترخيص، واستخدام مركبي «غزال الجديدة» و«الحاج فتحي عابدين» بالمخالفة لشروط الترخيص الممنوح لهما، مما أدى إلى مصرع 203 أشخاص.
وتعود تفاصيل الحادث إلى سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، عقب غرق مركب للهجرة غير الشرعية على سواحل مدينة رشيد شمال غربي القاهرة، مما أسفر عن مصرع 203 غرقى، وإنقاذ 164 شخصاً بمعرفة القوات البحرية وحرس الحدود.
وألقت السلطات المصرية حينها القبض على 38 متهماً من مالكي المراكب وأطقمها وسماسرة الهجرة غير الشرعية، وإحالتهم للنيابة العامة التي أحالتهم لمحكمة جنح رشيد.
وتمثل قضية الهجرة غير الشرعية ملفاً دائماً وملحاً خلال المباحثات التي يجريها المسؤولون المصريون مع نظرائهم الأوروبيين. وشكت قيادات أوروبية خلال العام الماضي من تزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين عبر الأراضي المصرية.
وخلال منتصف العام الماضي قال رئيس دائرة الاستخبارات والأمن الداخلي الإيطالي ماريو بارينتي إن أعداد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين من مصر تضاعفت، لافتاً إلى أن «تدفق المهاجرين الذين ينطلقون من السواحل المصرية سجل زيادة حادة بنسبة 104 في المائة» حينها.
وتزايدت في الآونة الأخيرة محاولات الهجرة غير الشرعية لمصريين وأجانب عبر السواحل المصرية، خصوصاً تلك التي تطل على البحر المتوسط، بسبب الاضطرابات السياسية وارتفاع معدلات البطالة في المنطقة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.