القوات الأميركية تلمح إلى شن عمليات عسكرية جديدة في الصومال

فرماجو يناشد قمة «الإيغاد» بنيروبي دعم حكومته

القوات الأميركية تلمح إلى شن عمليات عسكرية جديدة في الصومال
TT

القوات الأميركية تلمح إلى شن عمليات عسكرية جديدة في الصومال

القوات الأميركية تلمح إلى شن عمليات عسكرية جديدة في الصومال

لمح الجنرال توماس فالدهاوزر، قائد القوات الأميركية في أفريقيا، إلى اعتزام القوات الأميركية شن المزيد من العمليات العسكرية في الصومال، بعد حصول هذه القوات على ما وصفه بـ«قدر أكبر من الصلاحيات» لقتال متشددي جماعة الشباب المرتبطة بـ«القاعدة»، وهو ما سيؤدي، حسبه، إلى المزيد من المرونة واستهداف أسرع، لكن البيت الأبيض لم يتخذ قرارا حتى الآن.
وتملك الولايات المتحدة وجودا محدودا في الصومال، حيث تسمح الحكومة لها بتنفيذ ضربات جوية دفاعا عن القوات المتحالفة.
وقال فالدهاوزر في مؤتمر صحافي: «أيا كان القائد الميداني الذي يجلس هنا، أظن أنه سيقول لكم إنه من المهم جدا، بل من المفيد جدا لنا، أن يكون لدينا قدر أكبر قليلا من المرونة، وقدر أكبر من دقة التوقيت فيما يتعلق بعملية صنع القرار.. وهذا سيسمح لنا بأن نلاحق الأهداف بطريقة أسرع».
وأضاف المسؤول الأميركي أن هناك حاجة إلى «قرع جرس الإنذار بشأن عودة محتملة للقرصنة قبالة ساحل الصومال بعد أن خطف قراصنة في وقت سابق هذا الشهر ناقلة نفط صغيرة في أول حادث من نوعه منذ 2012».
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من استيلاء قراصنة على زورق صيد صومالي لاستخدامه كقاعدة ينطلقون منها لمهاجمة سفن أكبر. كما شنت حركة الشباب الصومالية، هجوما أول من أمس على مدينة برواي الساحلية في إقليم شابيلا السفلي، جنوب العاصمة مقديشو.
وقالت إذاعة محلية إن مقاتلي الحركة شنوا هجوما عنيفا من عدة محاور على المدينة، وتمكنوا من الوصول إلى مركز الشرطة فيها، لكن عمر مدوبي، محافظ المدينة، أكد في المقابل أن القوات الحكومية تمكنت من صد الهجوم وألحقت خسائر لم يحددها بمقاتلي الحركة.
ونجح مقاتلو حركة الشباب في السيطرة على منطقة غوب وين في إقليم جوبا السفلى بأقصى جنوب الصومال، بعد قتال محدود أسفر عن قتلى وجرحى، وفقا لتقارير صحافية. وحسب مراقبين فإن الحركة تملك القدرة على تنفيذ تفجيرات مميتة، على الرغم من فقدانها معظم الأراضي التي تسيطر عليها أمام قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، التي تدعم الحكومة الصومالية.
وتهدف حركة الشباب إلى طرد قوات حفظ السلام والإطاحة بحكومة الصومال، التي يساندها الغرب وفرض تفسيرها المتشدد للإسلام في البلد الواقع في القرن الأفريقي.
ووعد الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو، الذي أدى اليمين الشهر الماضي، مقاتلي الشباب «بحياة كريمة» إذا استسلموا وألقوا السلاح.
وأعرب فرماجو أمس خلال مشاركته في قمة دول الهيئة الحكومة للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) حول اللاجئين الصوماليين التي عقدت أمس بالعاصمة الكينية نيروبي، عن امتنانه للشعوب والدول الأعضاء في منظمة الإيغاد واليمن على استضافتهم لأكثر من مليون لاجئ صومالي في بلدانهم، وقال بهذا الخصوص: «منذ فترة طويلة كنا نستثمر في إدارة اللاجئين والنازحين داخليا، لكن علينا الآن أن نستثمر في القدرات التي منحها الله ليديروا أنفسهم.. ونحن نعتزم في خطتنا الوطنية للتنمية التخفيف من الأسباب الجذرية لحالات الجفاف الدورية ببلدنا، واستراتيجيتنا لإيجاد حلول دائمة لمشكلة اللاجئين تتضمن إصلاح الأراضي، وسياسة إعادة التوطين والإسكان بأسعار معقولة».
وأضاف فرماجو، الذي حث الجهات الفاعلة في المجالات الإنسانية والإنمائية على الانتقال إلى الصومال، «لدينا الآن وزارة جديدة تعنى بإدارة الشؤون الإنسانية والكوارث، مهمتها التركيز على معالجة القدرة على الصمود في المدى الطويل».
وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق أول من أمس بالإجماع على قرار يقضى بتجديد تفويض ولاية بعثة الأمم المتحدة «أنصوم» في الصومال حتى السادس عشر من شهر يونيو (حزيران) المقبل. واعتبر رئيس البعثة الأممية مايكل كيتينغ أن الصومال يمر بفترة مأساوية بسبب الأزمة الإنسانية الناجمة عن الجفاف، التي تجتاح البلاد حاليا في ظل مخاطر وشيكة لحدوث المجاعة، مشيرا إلى تنامي الأمل على خلفية أن العملية الانتخابية الأخيرة ولدت زخما لانخراط سياسي جديد بين الصوماليين.
وأشار مايكل في كلمة له أمام أعضاء المجلس إلى أن جميع الأطراف الصومالية، من السياسيين ورجال الأعمال والمغتربين والمجتمع المدني، يشاركون في تحمل مسؤولية الاستجابة للجفاف، مشيرا إلى صعوبة الوصول الإنساني إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب، وموضحا أن خطة العمل لمنع حدوث المجاعة تتطلب توفير 825 مليون دولار للوصول إلى 5.5 مليون شخص بحلول شهر يونيو المقبل، إلا أن الخطة لم تتلق حتى الآن سوى 32 في المائة من قيمة المبلغ المطلوب.



احتمالات تعرض مواقع إلكترونية سرية تابعة لـ«سي آي إيه» للكشف على يد «هاو»

مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
TT

احتمالات تعرض مواقع إلكترونية سرية تابعة لـ«سي آي إيه» للكشف على يد «هاو»

مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )

أثار تقريرٌ شكوكاً جدية حول طريقة تعامل «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي إيه) مع إجراءات السلامة، بعد أن تسببت مجموعة من العيوب في تعريض مصادر للخطر. وخلص التقرير إلى أن الـ«سي. آي. إيه.» استخدمت مواقع إلكترونية للاتصالات السرية التي كان من الممكن أن يكتشفها «محقق هاوٍ». وتسببت هذه العيوب في مقتل ما يزيد على 20 مصدراً أميركياً داخل الصين خلال عامي 2011 و2012، وكذلك سجن إيران أو إعدامها أصولاً أميركية.
واستخدمت الـ«سي آي إيه» مئات المواقع الإلكترونية للاتصالات السرية التي كانت معيبة للغاية، ويمكن كشفها حتى من قِبل «محقق هاوٍ"، تبعاً لما أفاده باحثون أمنيون، بحسب «الغارديان»، أمس.
وجاء البحث على يد خبراء أمنيين في مؤسسة «سيتيزين لاب» بجامعة تورنتو، وبدأوا التحقيق في الأمر بعد تلقي معلومات من مراسل «وكالة رويترز» جويل شيكتمان.
وأفادت المؤسسة بأنها لم تنشر تقريراً تقنياً مفصلاً لكامل نتائجها؛ لتجنب تعريض أصول الـ«سي آي إيه» أو موظفيها، للخطر. ومع ذلك فإن النتائج المحدودة التي توصّل إليها الباحثون تثير شكوكاً جدية حول طريقة تعامل «وكالة الاستخبارات الأميركية» مع إجراءات السلامة.
وأعلنت مؤسسة «سيتيزين لاب» أنه بالاعتماد على موقع إلكتروني واحد ومواد متاحة للجمهور، نجحت في تحديد شبكة من 885 موقعاً عبر شبكة الإنترنت عزا الباحثون «بدرجة عالية من الثقة» أنه يجري استخدامها من جانب «الاستخبارات الأميركية».
وخلص الباحثون إلى أن المواقع الإلكترونية المعنية تزعم أنها معنية بالأخبار والطقس والرعاية الصحية ومواقع أخرى شرعية تماماً.
وقالت مؤسسة «سيتيزين لاب»: «بمعرفة موقع إلكتروني واحد، من المحتمل أنه بينما كانت المواقع على الإنترنت، كان باستطاعة أحد المحققين الهواة النشطين رسم خريطة لشبكة الـ(سي آي إيه) ونسبها للحكومة الأميركية».
كانت المواقع نشطة بين عامي 2004 و2013، وربما لم تستخدمها «وكالة الاستخبارات» في القترة الأخيرة. إلا أن «سيتيزين لاب» أعلنت أن مجموعة فرعية من المواقع كانت مرتبطة بموظفين أو أصول استخباراتية نشطة، بما في ذلك متعاقد أجنبي، وموظف حالي في وزارة الخارجية.
وأضافت «سيتيزين لاب»: «قيل إن البناء المتهور لهذه البنية التحتية من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية أدى بشكل مباشر إلى تحديد الأصول والقضاء عليها، وخاطر دونما شك بحياة عدد لا يُحصى من الأفراد الآخرين. نأمل أن يؤدي هذا البحث وعملية الكشف المحدودة لدينا، إلى المساءلة عن هذا السلوك المتهور».
على الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية تامي كوبرمان ثورب: «تأخذ وكالة الاستخبارات المركزية التزاماتها لحماية الأشخاص الذين يعملون معنا، على محمل الجد، ونعلم أن العديد منهم يفعلون ذلك بشجاعة، وفي مواجهة مخاطر شخصية كبيرة. إن الفكرة القائلة بأن وكالة الاستخبارات المركزية لن تعمل بجدية قدر الإمكان لحمايتهم، هي فكرة خاطئة».
ويعود أصل هذه القصة إلى عام 2018، عندما أبلغ المراسلان جينا ماكلولين وزاك دورفمان، من «ياهو نيوز»، لأول مرة، أن نظاماً تستخدمه «سي. آي. إيه.» للتواصل مع الأصول الخاصة بها، تعرَّض للاختراق من جانب إيران والصين عامي 2011 و2012.
كما أشارت «ياهو نيوز» إلى أن مصادر مطّلعة أعربت عن مخاوفها من أن المسؤولين عن هذا الأمر لم يحاسَبوا قط.
وبدأت مؤسسة «سيتيزين لاب» التحقيق في الأمر لدى حصولها على معلومات بشأن أحد الأصول التابعة لـ«سي. آي. إيه.» في إيران، والذي ألقي القبض عليه وقضى سبع سنوات في السجن بعد استخدامه ما وصفته «سيتيزين لاب» بأنه «شبكة غير آمنة على نحو قاتل».
ونشرت «رويترز» التقرير كاملاً بعنوان «جواسيس أميركا المنبوذون: كيف خذلت (سي آي إيه) عملاءها الإيرانيين في حربها السرية مع طهران»، الخميس.
وقالت المتحدثة باسم «وكالة المخابرات المركزية» تامي كوبرمان ثورب: «تأخذ وكالة المخابرات المركزية التزاماتها لحماية الأشخاص الذين يعملون معنا، على محمل الجد، ونعلم أن العديد منهم يفعلون ذلك بشجاعة، وفي مواجهة مخاطر شخصية كبيرة. إن الفكرة القائلة بأن وكالة المخابرات المركزية لن تعمل بجدية قدر الإمكان لحمايتهم، هي فكرة خاطئة».