قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم (الخميس)، إن ما يقدر بنحو 400 ألف عراقي محاصرون في الحي القديم بغرب مدينة الموصل العراقية في ظل نقص الغذاء وتفاقم حالة الذعر نتيجة القصف، مما قد يطلق موجة خروج جماعي. وأضافت أن كثيرا من المدنيين يخشون الهرب بسبب قناصة تنظيم داعش وألغامه، لكن 157 ألف شخص وصلوا إلى مركز استقبال مؤقت منذ بدأت الحكومة العراقية حملتها بغرب الموصل قبل شهر.
وقال برونو جيدو، مندوب المفوضية في العراق: «الأسوأ لم يأت بعد... لأن وجود 400 ألف شخص محاصرين في الحي القديم في حالة الذعر والبؤس تلك، ربما يؤدي حتما إلى تفجر الوضع في مكان ما وفي وقت ما، لنجد أنفسنا أمام تدفق جديد على نطاق هائل».
وتركز القتال في الأسبوع الماضي على المدينة القديمة، واقتربت القوات النظامية إلى مسافة نحو 500 متر من جامع النوري الكبير.
ويتراجع مقاتلو التنظيم المتطرف حاليا في حين يتعرض معقلهم في سوريا للهجوم كذلك. لكنهم لا يزالون يسيطرون على ما يقدر بنحو 40 في المائة من غرب الموصل، وقد تستغرق المعركة لاستعادة هذا الجزء أسابيع.
واضاف جيدو، إن المدنيين يخرجون من المنطقة بمعدلات متزايدة وصلت حاليا إلى ما بين ثمانية آلاف و12 ألفا يصلون يوميا إلى مركز استقبال في منطقة حمام العليل. وأضاف متحدثا من الموقع الذي يقع على بعد 20 كيلومترا جنوب الموصل، حيث يخضع القادمون لفحوص أمنية: «سمعنا روايات كذلك عن أناس يفرون تحت جنح الضباب في الصباح الباكر وآخرين يهربون ليلا أو يحاولون الهرب في أوقات الصلاة، حيث تكون المراقبة عند نقاط تفتيش (داعش) أقل». وتابع قائلا إن النازحين تحدثوا عن وضع «مأساوي» في المدينة القديمة مع نقص الغذاء والوقود والكهرباء. وأضاف: «بدأ الناس يحرقون أثاثا وملابس قديمة ومنتجات بلاستيكية وأي شيء يمكنهم حرقه للتدفئة أثناء الليل، لأن الأمطار ما زالت غزيرة، ودرجات الحرارة تنخفض كثيرا أثناء الليل».
وأوقفت الحكومة عملياتها اليوم (الخميس)، بسبب الطقس الغائم الذي يصعب معه توفير دعم جوي.
وتابع جيدو: «كلما قل الغذاء زادت حالة الذعر والرغبة في الفرار. وفي الوقت نفسه يزيد (عدد الفارين)، لأن قوات الأمن تتقدم، وأصبح مزيد من الناس في وضع يسمح لهم بالفرار مع انحسار المخاطر».
400 ألف عراقي محاصرون غرب الموصل
في ظل نقص الغذاء وتفاقم حالة الذعر نتيجة القصف
400 ألف عراقي محاصرون غرب الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة