ابنة المصمم الروسي فالنتين يوداشكين تخرجه من الليل إلى النهار

حضور عرض الروسي فالنتين يوداشكين في العادة يُشبه حضور عُرس أو حفل كبير؛ فأزياؤه غالبا ما تكون موجهة للمساء والسهرة، كما لامرأة تحب الترف بغض النظر عن الثمن، إلى جانب البريق. غير أن تشكيلته الأخيرة لخريف 2017 وشتاء 2018 في باريس كانت مختلفة. كانت تعبق من بين ثناياها برائحة شابة ومن بين طياتها روح ديناميكية. ثم إن الكثير من التصاميم كانت موجهة للنهار على غير العادة. صحيح أنها لا تزال مخملية تشي زخرفاتها وتفاصيلها بالثراء، إلا أنها تخاطب في الوقت ذاته امرأة تخرج في النهار، إما للعمل والاستمتاع بنور الشمس، أو لمرافقة الصديقات والاستمتاع بصحبتهن.
تتساءل كيف استطاع المصمم أن يغير جلده بعد كل هذه السنوات، وعن سبب هذا التغيير؟... فيأتيك الجواب في آخر العرض عندما يخرج ليحيي الحضور بصُحبة ابنته الشابة. فغالينا، وهو اسم ابنته، كما قال، ساهمت في تصميم هذه التشكيلة وكان لها رأي فيها، وهو ما تجلى في اللمسات الأنثوية التي تعبر عن بنات جيلها. فهي تفهم ما يرغبن فيه من أزياء وإكسسوارات أكثر من أبيها. وما يرغبن فيه هي أزياء تتعدى الأفراح والليالي الملاح.
من هذا المنطلق، غلب على التشكيلة اللون الأسود، الذي يُعتبر في قاموس الموضة رفيق المرأة أيا كان عمرها وأسلوب حياتها. كما غلبت عليها تايورات مفصلة، بعضها بجاكيتات مزدوجة الأزرار مستوحاة من البدلات الرجالية تم تنسيقها مع تنورة مستقيمة، وبعضها الأخرى على شكل «توكسيدو» تم تنسيقها مع بنطلونات.
«السبور» أيضا حضر من خلال جاكيتات إما بسحابات أو من الجلد أضفت عليها التنورات القصيرة شبابية وحيوية. حتى الإكسسوارات راعت العملية إلى حد ما، سواء تعلق الأمر بالأحذية عالية الرقبة ومنخفضة الكعوب، أو الحقائب التي علقت على الكتف لتترك لليدين حرية.
تغيير دفة الاتجاه إلى النهار والمرأة الشابة لا يعني أن الترف غاب عنها تماما. فقد كانت هناك فساتين سهرة فخمة تليق بحفلات القصور والبلاطات، وإن كانت لا تتعدى الـ7 تقريبا، كما أنها لا تزال غنية بالزخرفات والترصيعات، حتى في القطع التي كانت النية منها استعراض مهارة التفصيل. استعمال أقمشة مثل التول والموسلين المطرز أيضا كانت النية منه الحفاظ على ترفها. فالمصمم وابنته يعرفان أن المفهوم الروسي للترف لا يجب أن يتغير، وكل ما في الأمر أن التركيز هذه المرة يجب أن يكون شاملا وراقيا.
وهنا يأتي دور تصاميم النهار من جهة وحدة التقنيات التي استعرضا من خلالها قدرتها على التفصيل.