شبكات الجيل الخامس للاتصالات تعد بسرعات تحميل مذهلة

أول الأجهزة المتوافقة معها تطرح نهاية العام

شبكات الجيل الخامس للاتصالات تعد بسرعات تحميل مذهلة
TT

شبكات الجيل الخامس للاتصالات تعد بسرعات تحميل مذهلة

شبكات الجيل الخامس للاتصالات تعد بسرعات تحميل مذهلة

من المرجح أن تجتاح التحديثات والمبتكرات الجديدة التي عرضت في «المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة» في مدينة برشلونة بداية هذا الشهر صناعة الأجهزة المحمولة في العام المقبل، ومن بينها شبكات اتصالات الجيل الخامس (5G).
* شبكة سريعة
ولكن ما هي «5G» على وجه التحديد؟ ومتى سوف تؤثر بصورة مباشرة على حياتنا اليومية؟ التعريف السريع الموجز يقول إن «5G»، أو الجيل المقبل من التكنولوجيا المحمولة، تدور حول السرعات المذهلة في الهواتف الذكية التي نحملها في جيوبنا. ولكنها التكنولوجيا التي سوف يكون لها تأثير واسع على المجتمع بأسره، وتتلامس مع كل شيء تقريباً من التشخيص الطبي عن بُعد إلى إنترنت الأشياء.
«ما الذي يمكن للمستهلك فعله بمزيد من السرعات في النطاق الترددي وزمن التحميل الأقل؟»، هذا هو نوع «الاضطرابات التقنية» التي تحدث مرة على الأقل في كل عشر سنوات، كما يقول هيروشي لوكهايمر، نائب رئيس شركة «غوغل» لشؤون «أندرويد» و«كروم». واليوم، لا يسأل أحد لماذا توجد شبكة «4G» الحالية. حتى وإن تعلق الأمر ببريد «غوغل» الإلكتروني أو تصفح الإنترنت فأنت في حاجة إلى «4G». والأمر لن يختلف عن ذلك مع شبكة «5G». إنها أسرع، وتستهلك وقتاً أقل.
متى سوف تتوفر الشبكة الجديدة؟ على الرغم من التجارب الأولية مثل خطة شركة فيريزون الأميركية لإطلاق شبكة «5G» في 11 سوقاً من الأسواق الأميركية الرائدة في منتصف العام، فإن العمل لا يزال جارياً على كثير من البنية التحتية المطلوبة، ولم تتحدد بعد المعايير الصناعية والمواصفات الفنية التي تحدد في نهاية المطاف ملامح شبكة «5G». كما يجب النظر في الاعتبارات الأمنية.
سوف تصبح شبكة «5G» واقعاً حقيقياً للشخص العادي مع نهاية العقد الحالي، أو عند البدء في طرح الأجهزة الأولية المتوافقة معها؛ النقاط الساخنة الثابتة في الإطار الزمني لعام 2019، والهواتف الذكية في وقت لاحق من العام، كما يقول غلين لاكسدال، الذي يرأس منتجات الشبكات في فرع أميركا الشمالية بشركة «إريكسون»، في حديث لـ«يو إس إيه توداي».
وتتوقع شركة «إريكسون» أنه في أميركا الشمالية سيتمكن ثلث قاعدة الهواتف الذكية، وأكثر من 100 مليون مشترك، من العمل بشبكة «5G» بحلول عام 2022. وعلى الصعيد العالمي، هناك ما يقرب من 500 مليون مشترك سوف يحملون الهواتف الذكية المتوافقة مع الشبكة الجديدة.
وتتوقع منظمة «جي إم إس إيه»، وهي المعنية بتنظيم المؤتمر السنوي لصناعة الهواتف الجوالة، أن شبكات «5G» التجارية سوف توفر التغطية لثلث سكان العالم بحلول عام 2025. ومن المتوقع أن يصل عدد المتصلين بشبكة «5G» إلى 1.1 مليار متصل بحلول ذلك العام، أو ما يقرب من ثُمن الاتصالات الجوالة على مستوى العالم في ذلك الوقت.
ولكن سوف تكون هناك جيوب لأنشطة شبكة «5G» قبل ذلك العام، وبعض منها يمهد الطريق للتكنولوجيا الجديدة؛ فلقد خططت شركتا «سامسونغ» و«كيه تي»، على سبيل المثال، ومنذ فترة طويلة لإتاحة شبكة «5G» لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية العام المقبل في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية.
* هواتف متوافقة
ما أنواع الهواتف التي تتوافق معها؟ هناك بالفعل كثير من الكلام حول الأجهزة التي يمكنها التعامل مع السرعات الفائقة. وفي المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة، زعمت شركة «زي تي إي» الصينية أنها اقتربت من الحصول على أسرع هاتف غيغابت في العالم. ومع الفحص القريب، رغم ذلك، فهو ليس منتجاً على الإطلاق، بل مجرد نموذج أولي تحت المجهر، ومن دون أي إعلانات عن موعد الإطلاق التجاري القريب.
يقول ايمار دي لانكويسانغ، رئيس شركة «موتورولا موبيليتي»، التي صارت جزءاً من شركة «لينوفو» حالياً: «سوف أخاطر بنفسي وأقول: سوف نكون أول من يطلق شبكة (5G) الجديدة في الأسواق». وهو يتحدث تحديداً عن الهواتف المقبلة في وقت لاحق من العام الحالي التي سوف تدعم نقل البيانات بسرعات تصل إلى 1 غيغابت في الثانية.
ويؤكد كين هايرز، مدير استراتيجيات الأجهزة الناشئة في شركة التحليلات الاستراتيجية، فيقول: «إن التكنولوجيات الكبرى مثل هذه تستغرق بعض الوقت للانطلاق في الأسواق والضجيج الحاصل دائماً ما يسبق الواقع».
غير أن الإجماع العام يفيد بأن سرعات شبكة «5G» لن تكون أقل من 1 غيغابت في الثانية، مع فترة كمون لا تتجاوز 10 مللي ثانية. ويقول مارك لويسون، نائب الرئيس والمدير العام لشعبة الشبكات في شركة «سامسونغ» للإلكترونيات: «إن الأمر يبدو كمثل وجود اتصال بالألياف البصرية في جيبك أينما ذهبت أو حللت».
وقد أعلنت شركة «سامسونغ»، في المؤتمر العالمي، عن عائلة من منتجات «5G» التجارية التي سوف تكون متاحة للجمهور بحلول نهاية العام الحالي. وهي تتألف من شبكة «5G» السحابية الأساسية، ومحطات الراديو المتوافقة مع الشبكة الجديدة، إلى جانب أجهزة التوجيه الشبكية المنزلية. ومن جانبها، أعلنت شركة «كوالكوم» أن أجهزة المودم التجارية الجديدة المتوافقة مع شبكة «5G» سوف تكون متاحة بحلول عام 2019.
* اتصالات طبية وتقنية
وقد تشوب مناقشات الشبكة الجديدة بعض التشوش، ففي مدينة برشلونة، بدأ الحديث عن المصطلحات الصناعية الغريبة؛ مثل مصطلح «MIMO»، ويعني المدخلات المتعددة والمخرجات المتعددة، والموجة الملليمترية. ومما يزيد من الارتباك أن يتحدث أحد كبار المسؤولين التنفيذيين من شركة «هواوي» الصينية عن سرعات شبكة «4.5G».
يقول مات براندا، مدير التسويق الفني للتكنولوجيات الخلوية في شركة كوالكوم: «كلما كانت هناك تلك الأجيال الجديدة من التقنيات الحديثة، لا بد أن يبدأ سباق ما في مكان ما... وبالتالي يتحول التسويق في بعض الأحيان إلى نوع من الغموض».
بطبيعة الحال، كما يضيف براندا، عندما تدخل في عالم شبكة «5G» الجديدة، فلا يعني الأمر أن تلك الشبكة سوف تكون متاحة في كل مكان منذ اليوم الأول. ويعني هذا الاستمرار في الاعتماد على شبكة «4G» الحالية.
إن ما يتفق عليه الجميع وإلى حد كبير هو أن هذا الجيل المقبل من الشبكات اللاسلكية، وعند وصولها وعملها على نطاق كبير، سوف يكون له تأثير واضح على ما هو أكثر من الهواتف الذكية السريعة، بل قد يصل الأمر إلى السيارات ذاتية القيادة وحتى إجراء العمليات الجراحية عن بُعد.
ويقول جون ستانكي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيه تي أند تي» الترفيهية: «إن شبكة (5G) هي الممكنة لما أسميه بالمجتمع المتواصل الذي لم يتم تصميم التكنولوجيا الحالية للتعامل معه».
ويضع لاكسدال، من شركة «إريكسون»، شبكة «5G» الجديدة في 3 تصنيفات رئيسية؛ الأول هو ما يسميه الاتصالات الآلية التكنولوجية «الحيوية»، وفيها تتم السيطرة على شيء لا بد أن يُدار بكل دقة وأمان عبر الأثير. وهي قد تكون إجراء العمليات الجراحية عن بُعد، أو التحكم البعيد في أعمال التعدين والمناجم، أو التحكم في السيارات ذاتية القيادة.
والتصنيف الثاني يتصل بكل آلة أو شيء آخر متصل؛ مثل توربينات الرياح، ومحركات الطائرات، ومحطات المياه المتصلة، ومزارع الكروم المتصلة. والتصنيف الثالث هو نطاق التردد العريض المحمول. وفي الواقع، يتوقع جميع الخبراء ظهور التطبيقات التي سوف تتعامل مع النطاقات الترددية السريعة على الهواتف الجوالة، بالنسبة للاستخدامات التجارية أو الألعاب. مثالاً تطبيقات الواقع المعزز، أو الواقع الافتراضي، والألعاب، والترفيه.
ويقول تود يلين، نائب رئيس المنتجات المبتكرة في «نيتفليكس»: «مع تحسن الإنترنت، يتحسن الأمر بالنسبة للتلفزيون الذي يعمل بالإنترنت، كما يتحسن الأمر كذلك بالنسبة إلى شركة نيتفليكس».



الرئيس التنفيذي لـ«اتش.بي»: سنطور التقنيات في السعودية ونتوسع بها من هناك

إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)
إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)
TT

الرئيس التنفيذي لـ«اتش.بي»: سنطور التقنيات في السعودية ونتوسع بها من هناك

إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)
إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)

وصف إنريكي لوريس الرئيس التنفيذي لشركة «اتش.بي» - في حديث لـ«الشرق الأوسط» - السعودية، بالأرض الواعدة للفرص. وذكر أن شركته تسعى لزيادة حضورها التجاري في المملكة، تماشياً مع «رؤية المملكة 2030». وأضاف أن افتتاح المقر الإقليمي لـ«اتش.بي» في الرياض دليل على الأهمية الاقتصادية التي تراها الشركة الأميركية للسعودية.

وذكر لوريس أن «اتش.بي» لن تقصر أعمالها على جلب التقنيات إلى السعودية فقط؛ بل ستعمل أيضاً على تطويرها هناك، والتوسع بها من هناك نحو العالم. كما أكد أن شركة «اتش.بي» ستشارك بقوة في معرض التقنيات العالمي «ليب 2025» الذي تستضيفه الرياض مطلع العام المقبل.

«HP Imagine»

حديث إنريكي لوريس جاء يوم الثلاثاء، على هامش «HP Imagine» وهو الحدث العالمي الذي تنظمه الشركة سنوياً في مقرها الرئيسي في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا الأميركية. وقد كانت «الشرق الأوسط» الجهة الإعلامية العربية الوحيدة التي تلقت دعوة لحضور هذا الحدث. واعترف لوريس خلال كلمته بالتغيير السريع الذي يعيد تشكيل مكان العمل بوجود الذكاء الاصطناعي. وأكد أهمية الموازنة بين الاحتياجات المتطورة للموظفين وطموحات الشركات للنمو، مع الإشارة إلى الفرص الهائلة للذكاء الاصطناعي «بوصفه قوة تحويلية لا تستطيع إعادة تعريف العمل فحسب؛ بل علاقتنا بالكامل بالعمل نفسه».

«اتش.بي»: نلتزم ضمان توافق ابتكارات الذكاء الاصطناعي مع أهداف الاستدامة والأمن

الذكاء الصناعي يحسن علاقتك بالعمل

للعام الثاني على التوالي، كشفت دراسة عالمية أجرتها «اتش.بي» أن العمال الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي هم أكثر سعادة بعلاقتهم بالعمل بمقدار 11 نقطة، مقارنة بغير المستخدمين له. وأشارت الدراسة إلى أن 28 في المائة فقط من العاملين في مجال المعرفة من مختلف الصناعات حول العالم لديهم علاقة صحية بالعمل، بزيادة نقطة واحدة مقارنة بعام 2023.

وبيَّنت الدراسة ارتفاع استخدام الذكاء الاصطناعي بين العاملين في مجال المعرفة إلى 66 في المائة في عام 2024، من 38 في المائة العام الماضي. وجاء في الدراسة أن 44 في المائة فقط من القادة لديهم ثقة في مهاراتهم البشرية؛ كما أن قائدات الأعمال يتمتعن بثقة أكبر بكثير من نظرائهن من الذكور.

ماذا تعني نتائج الدراسة؟

وأكد إنريكي لوريس أن شركته تركز الآن على 3 مجالات رئيسية لتمكين تجارب عمل أفضل، أولها الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من خلال منصات مثل «Workforce Experience»، التي تقدم رؤى قابلة للتنفيذ، وتتنبأ بالمشكلات المحتملة، وتقلل الضغط على فرق الدعم.

أما المجال الثاني فهو التقنيات الذكية المخصصة. وخلال الحدث، قدم لوريس الجيل التالي من أجهزة الكومبيوتر الشخصية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتم تصميمها لتحقيق أداء وأمان عاليين، مع تقديم تجارب مخصصة.

ويتمثل المجال الثالث بما تطلق عليه الشركة «دور التعاون المعزز»، ويقصد به توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في عمل الفرق والتعاون الجماعي، وكسر الحواجز بين سير العمل الرقمي والمادي، عبر تعزيز الاتصال عن بُعد مثلاً، مما يضمن عقد اجتماعات افتراضية سلسة.

«اتش.بي»: تجب الموازنة بين الاحتياجات المتطورة للموظفين وطموحات الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي (اتش.بي)

مستقبل مستدام وآمن

وشدد لوريس على التزام شركته بضمان توافق هذه الابتكارات مع أهداف الاستدامة والأمن. وقال إن كمبيوتر «OmniBook Ultra Flip» على سبيل المثال تم تصنيعه من معادن معاد تدويرها بنسبة 90 في المائة، وهو مصمم لكفاءة الطاقة. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب أيضاً دوراً مهماً في جهود الاستدامة التي تبذلها «اتش.بي» من خلال تحسين استخدام الموارد، وتقليل استهلاك الطاقة، ودعم الاقتصاد الدائري من خلال الأجهزة المجددة.

الأمان أيضاً من الأولويات

وخلال حدث «HP Imagine» في مدينة بالو ألتو، سلَّط لوريس الضوء على الاكتشاف المتقدم للتهديدات الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي من «HP Wolf Security». وقال إن البرنامج قادر على حماية المستخدمين من التهديدات الناشئة، مثل الاحتيال العميق والهجمات الإلكترونية. وأشار لوريس إلى أن المستقبل سيتطلب يقظة أكبر؛ حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في استراتيجيات الأمن السيبراني الهجومية والدفاعية.

الذكاء الاصطناعي وتطوّر الطباعة

بعيداً عن الأنظمة الشخصية، ناقش إنريكي لوريس كيفية تحويل الذكاء الاصطناعي حجرَ زاوية آخر مهماً في أعمال عدة، وهو الطباعة، من خلال تعلم عادات المستخدمين وتفضيلاتهم. وقال إن هذه التقنية تضمن تحسين حتى مهام الطباعة المعقدة، مثل تلك التي تتم من خلال متصفحات الويب، لتوفير الوقت والورق والموارد. وستعمل التقنية إلى جانب ميزات الصيانة التنبؤية على تقليل الانقطاعات، والحفاظ على تشغيل الأنظمة بسلاسة.