آلاف اللبنانيين يتظاهرون احتجاجاً على فرض ضرائب

تظاهرة شعبية في بيروت لرفض فرض الضرائب (أ.ب)
تظاهرة شعبية في بيروت لرفض فرض الضرائب (أ.ب)
TT

آلاف اللبنانيين يتظاهرون احتجاجاً على فرض ضرائب

تظاهرة شعبية في بيروت لرفض فرض الضرائب (أ.ب)
تظاهرة شعبية في بيروت لرفض فرض الضرائب (أ.ب)

تظاهر آلاف اللبنانيين اليوم (الأحد) في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت، تلبية لدعوة مجموعات من الحراك المدني؛ احتجاجاً على فرض مزيد من الضرائب المقررة لتمويل سلسلة الرتب والرواتب (الزيادة على الأجور بمفعول رجعي).
وصل رئيس مجلس الوزراء اللبناني، سعد الحريري إلى الساحة بعد ظهر اليوم، محاولاً تهدئة النفوس، فقام المتظاهرون برمي علب بلاستيكية فارغة والبيض على موكبه، فغادر المكان على الفور.
وحمل المعتصمون الأعلام اللبنانية ويافطات كتب عليها شعارات عدة منها «بدنا وطن»، «لا لتجويع الفقراء، نعم لإقرار السلسلة»، «نظام المحاصصة الطائفية أساس الفساد السياسي» وغيرها.
وكانت اللجان النيابية اللبنانية المكلفة بدراسة مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب قررت تمويل السلسلة من خلال فرض عدد من الضرائب الجديدة، منها رفع الضريبة على القيمة المضافة من 10 بالمائة إلى 11 في المائة، إضافة إلى زيادة رسم الطابع المالي للمعاملات الرسمية بمعدلات تتراوح بين ألف ليرة (نحو 0.66 دولار) و4 آلاف ليرة (نحو 3 دولارات)، وسط استياء كثير من الشرائح الاجتماعية بسبب ما يلحقه هذا القانون من إجحاف بحقهم، كأساتذة التعليم الثانوي والمهني والتقني، والقضاة. كما يشمل المشروع فرض ضريبة على رخص البناء بنسبة 1.5 في المائة من القيمة التقديرية للعقارات.
فيما تم تحديد الضريبة على الدخل للمؤسسات بـ15 في المائة، والشركات بنسبة 17 في المائة، بالإضافة إلى فرض رسم على عقود البيع العقارية بنسبة اثنتين في المائة.
ولم يقرّ المجلس النيابي اللبناني مشروع القانون، في آخر جلسة له كانت مقررة لهذا الشأن يوم الخميس الماضي، بسبب خلاف في وجهات النظر بين النواب على بنود تمويل السلسلة.
وأمس السبت، نظم الحزب الشيوعي اللبناني واتحاد الشباب الديمقراطي، والشباب التقدمي، وقفة احتجاجية أمام مبنى مصرف لبنان المركزي في بيروت.
ورفع المشاركون، الأعلام اللبنانية، ولافتات تدعو إلى «وقف الفساد والهدر، ومحاسبة المفسدين»، في حين بثت مكبرات الصوت الأغاني الوطنية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.