الرباعية الدولية تدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية

سقوط طائرة حربية في بنغازي

المؤتمر الصحافي للرباعية الدولية بشأن ليبيا (إ.ب.أ)
المؤتمر الصحافي للرباعية الدولية بشأن ليبيا (إ.ب.أ)
TT

الرباعية الدولية تدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية

المؤتمر الصحافي للرباعية الدولية بشأن ليبيا (إ.ب.أ)
المؤتمر الصحافي للرباعية الدولية بشأن ليبيا (إ.ب.أ)

أعلنت الرباعية الدولية المعنية بليبيا السبت دعمها لجهود حكومة الوفاق الوطني الليبية للسيطرة على طرابلس عقب اشتباكات استمرت عدة أيام الأسبوع الماضي بين تشكيلات متناحرة في العاصمة الليبية.
وجاء اجتماع الرباعية الدولية الذي ضم ممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي غداة إطلاق مجهولين عيارات نارية أثناء تظاهرة شارك فيها مئات الليبيين الجمعة رفضاً لوجود المسلحين في طرابلس.
وفي مؤتمر صحافي، قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية التي استضافت الاجتماع، إن الرباعية تابعت «التطورات الخطيرة في طرابلس».
وأضاف: «توافقنا على أهمية دعم المجلس الرئاسي في جهوده لبسط الأمن على العاصمة الليبية بما في ذلك تنفيذ اتفاق الهدنة».
وكان تم التوصل الخميس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تحت إشراف حكومة الوفاق الوطني إثر 4 أيام من المعارك التي شلت العاصمة الواقعة تحت سيطرة عشرات التشكيلات المسلحة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
وتابع أبو الغيط: «جددنا التزامنا بالاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات ولا يزال يمثل الإطار العام لتسوية سياسية»، كما اتفقنا على استعدادنا «لتسهيل أي آلية لاستئناف الحوار السياسي بين الأطراف الليبية لمعالجة النقاط الخلافية» في هذا الاتفاق.
وحضر الاجتماع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وموفد الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر والممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا جاكايا كيكويتي.
واعتبر كوبلر أن الوقت قد لا يكون مناسباً لرفع الحظر عن تصدير الأسلحة إلى ليبيا إلى أن يتم تشكيل هيكل قيادي واضح لقواتها المسلحة.
وقال: «إذا كان هناك جيش له هيكل قيادي واضح يتبع القيادة العليا للقوات المسلحة والمجلس الرئاسي، فإنه يحق له طلب رفع حظر السلاح».
ومنذ إسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا في عام 2011، تشهد البلاد صراع نفوذ بين تشكيلات وفصائل مسلحة.
ونجحت حكومة الوفاق الوطني، التي تؤيدها الأمم المتحدة وتعارضها حكومة موازية تسيطر على شرق البلاد، في الحصول على مساندة بعض الفصائل منذ تشكيلها في عام 2016، إلا أن عدة مناطق في طرابلس لا تزال خارج سيطرتها.
من جهة أخرى، أعلن مصدر عسكري ليبي أنه تم إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش الوطني الليبي، اليوم (السبت)، بينما كانت تشن غارات على مواقع المتطرفين في مدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد.
وتحدث الناطق باسم القوات التي يقودها المشير خليفة حفتر، محمد غنيم، عن «سقوط المقاتلة (ميغ – 21) بعد استهدافها بصاروخ حراري بمحور سوق الحوت من قبل الجماعات الإرهابية».
وأوضح غنيم أن الطائرة أسقطت أثناء «تنفيذها ضربات جوية على آخر معاقل المتطرفين في حي الصابري»، مشيراً إلى أن الطيار عادل عبد الله بوشيشة «تمكن من الهبوط بمظلته» في موقع على المدخل الشرقي لبنغازي.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.