صفقة تخرج عربياً من الكنيست إلى السجن

صفقة تخرج عربياً من الكنيست إلى السجن
TT

صفقة تخرج عربياً من الكنيست إلى السجن

صفقة تخرج عربياً من الكنيست إلى السجن

أكد النائب العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الدكتور باسل غطاس، أنه توصل إلى اتفاق مع النيابة العامة يعترف بموجبه ببعض التهم الموجهة إليه، خصوصاً محاولة تهريب هواتف جوالة إلى أسرى فلسطينيين، ويستقيل من عضويته في الكنيست، مقابل فرض حكم مخفف عليه بالسجن الفعلي لمدة سنتين.
وقال النائب غطاس في مؤتمر صحافي عقده في الناصرة، أمس، بمشاركة عضوي الكنيست من حزبه «التجمع الوطني الديمقراطي» جمال زحالقة وحنين زعبي، إن ما قام به «كان شخصياً ونابعاً من مواقفي الإنسانية والضميرية والأخلاقية تجاه الأسرى، وأنا على أتم الاستعداد لتحمل المسؤولية كاملة عن ذلك».
وكانت النيابة العامة الإسرائيلية قد أعلنت أنها توصلت إلى صفقة مع غطاس، يتم بموجبها تخفيف لائحة الاتهام بإسقاط البند الخاص باتهامه بـ«تقديم مساعدة لتنظيم إرهابي»، وهو الاتهام الذي يمكن أن تصل عقوبته إلى السجن 17 عاماً. وبناء عليه، يكون الحكم عليه بالسجن سنتين فعلياً وسنتين أخريين مع وقف التنفيذ.
كما يتضمن الاتهام بنداً يدمغ غطاس بـ«وصمة عار»، وهو التعبير الذي يؤدي إلى منع صاحبه من الترشح لمنصب جماهيري لمدة سبع سنوات بعد خروجه من السجن. وقالت وزارة القضاء الإسرائيلية، إنه وبموجب الاتفاق مع النائب غطاس، سيقدم غداً استقالته من الكنيست.
ووفقاً للائحة الاتهام، فإن غطاس التقى في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2016، مع أسعد دقة، شقيق الأسير الفلسطيني المحكوم بالمؤبد وليد دقة، وحصل منه على أربعة مغلفات مغلقة، تحتوي على 12 هاتفاً نقالاً و16 شريحة وشاحنين وسماعة للهواتف النقالة. وبعد ذلك توجه إلى السجن حيث التقى الأسير وليد دقة وسلمه وثائق لا علاقة لها بقضايا أمنية، ثم التقى بسجين آخر هو وسام البزرة، وسلمه الهواتف النقالة التي كانت مخبأة تحت معطفه.
ونسبت اللائحة إلى غطاس تهم «نقل وثائق لسجين ليس عن طريق إدارة السجن، وإدخال وسائل قد تستخدم بشكل مباشر أو غير مباشر في تنفيذ عمل إرهابي، واستغلال منصبه كعضو كنيست، وخيانة الأمانة والغش بسبب وظيفته، حيث إنه يعتبر موظفا عاما».
وبعد الصفقة المبرمة بين غطاس والنيابة، شُطب البند الذي يتحدث عن «إدخال هواتف جوالة إلى السجن من أجل مساعدة منظمة إرهابية»، ووُضع بدلاً منه: «إدخال هواتف جوالة إلى السجن في ظروف قد تولد إمكانيّة مساعدة لمنظمة إرهابية».
وهاجم أنصار اليمين المتطرف، وفي مقدمتهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، الصفقة. وقال ليبرمان إن الحكم على غطاس بالسجن سنتين فقط «غير معقول وغير منطقي، ولا يمكن أن يكون رادعاً». وهدد نائب آخر بأن يعترض على الصفقة بالتماس إلى المحكمة العليا لإلغائها. وردّت النيابة بأن مجرد تحويل غطاس من نائب منتخب إلى سجين هو خطوة رادعة جداً.
وباستقالة غطاس، سيدخل مكانه إلى الكنيست قائد آخر من حزبه هو جمعة الزبارقة، وهو مواطن من عرب النقب عمره 59 عاماً. وقال الزبارقة أمس: «يؤسفني أن أدخل الكنيست بهذه الظروف... كان بودي أن أكون نائباً في ظروف أخرى، لكن في المقابل هذا ما جرى وهذا قرار الدكتور باسل غطاس بأن يقدم استقالته وفق الاتفاقية مع النيابة العامة، وبدورنا نحترم رأيه ولا يسعنا سوى أن ندعمه حتى النهاية، من منطلق أننا لا نؤمن بإنصاف المحاكم الإسرائيلية في هذه الملفات على وجه التحديد».
وسيتم بذلك إلغاء البحث الجاري في الكنيست لتفعيل قانون الإقصاء، الذي كان اليمين المتطرف الحاكم قد أقره خصيصاً لإلغاء عضوية غطاس. وأعرب نواب في المعارضة الصهيونية عن ارتياحهم للصفقة؛ لأنها حررتهم من مسؤولية التصويت للقانون. وقال النائب ديدي بيطون، إنه يكره هذا القانون ويعتبره «معاديا للديمقراطية»، لكنه كان «مضطراً للتصويت له، حتى لا أرى في الكنيست نائباً يرتكب مخالفات أمنية من هذا النوع». وأعرب عن شعوره بالارتياح لأنه لن يضطر إلى ذلك.



الأمم المتحدة تطالب بإغاثة 10 ملايين يمني

الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة تطالب بإغاثة 10 ملايين يمني

الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)

بالتزامن مع تحذيرها من تفاقم الأزمة الإنسانية، ووصول أعداد المحتاجين للمساعدات العاجلة إلى أكثر من 19 مليون شخص، أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن للعام الحالي لمساعدة أكثر من 10 ملايين محتاج.

ويأتي ذلك في ظل تراجع حاد للعملة اليمنية، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، بعد تجاوز سعر الدولار 2160 ريالاً في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، التي عجزت عن سداد رواتب الموظفين منذ 4 أشهر، بعد أكثر من عامين من تسبب الجماعة الحوثية في توقف تصدير النفط، واشتداد أزمات الخدمات العامة، وانقطاع الكهرباء في عدن حيث العاصمة المؤقتة للبلاد لأكثر من نصف اليوم.

ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي والمانحين إلى توفير مبلغ 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الحالي، لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لأكثر من 19.5 مليون شخص.

وجاءت الدعوة على لسان جوليان هارنيس، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، الذي طالب بتقديم الدعم اللازم لضمان الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً وتقديم المساعدات المنقذة للحياة لـ10.5 مليون شخص، مشيراً إلى أن الجهود السابقة خلال العام الماضي، شملت أكثر من 8 ملايين شخص بدعم تجاوز 1.4 مليار دولار.

نصف الأطفال اليمنيين يعانون من سوء تغذية وتعدّ النساء والفتيات من الفئات الأكثر ضعفاً (الأمم المتحدة)

وشدَّد هاريس على أن الاحتياجات خلال العام الحالي تتطلب استجابة أوسع وأكثر شمولية لتحقيق الاستقرار وبناء قدرة المجتمعات على الصمود، منوهاً بأن تدهور الأوضاع الاقتصادية، والظروف المناخية القاسية، والتطورات العسكرية الإقليمية أسهمت في مضاعفة الاحتياجات الإنسانية.

ويواجه نصف السكان تقريباً انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ويعيش أكثر من 13 مليون شخص في ظل نقص حاد في مياه الشرب النظيفة، بينما تعمل 40 في المائة من المرافق الصحية بشكل جزئي أو لا تعمل.

وكانت الأمم المتحدة طالبت العام الماضي بـ2.7 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية، لكنها لم تحصل سوى على تعهدات ضئيلة، ما تسبب في عجز كبير في تلبية احتياجات المستهدفين.

تناقض الاحتياجات والمطالب

ويؤكد جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أرقام الاحتياجات الإنسانية التي تعلن عنها الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية، لكنه يشير إلى التناقض بين ما تعلن عنه من احتياجات ومساعيها للحصول على تمويل لتلبية تلك الاحتياجات، إلى جانب عدم قدرتها على الوصول إلى المستهدفين بسبب نقص المعلومات والبيانات، بالإضافة إلى التغيرات الديموغرافية الحاصلة بفعل النزوح.

استمرار الصراع ترك اليمنيين في حالة احتياج دائم للمساعدات (الأمم المتحدة)

وفي تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أعرب بلفقيه عن مخاوفه من عدم إمكانية الحصول على المبالغ المطلوبة لصالح الاستجابة الإنسانية بسبب سوء الترويج للأزمة الإنسانية في اليمن لدى المانحين، لافتاً إلى أن طرق تعامل المنظمات الدولية والأممية في الإغاثة لم تتغير منذ عام 2015، رغم فشلها في تلبية احتياجات اليمنيين، وإنهاء الأزمة الإنسانية أو الحد منها.

وقبيل إطلاقها خطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي، حذّرت الأمم المتحدة، من اشتداد الأزمة الإنسانية في اليمن، بعد تجاوز أعداد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية هذا العام 19.5 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.3 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي، مبدية قلقها على الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية، وعلى الفئات الأكثر تهميشاً من بينهم، مثل النساء والفتيات والنازحين البالغ عددهم 4.8 مليون شخص.

وقالت نائبة رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، جويس مسويا، أمام مجلس الأمن الدولي إنّ اليمنيين ما زالوا يواجهون أزمة خطرة على الصعيدين الإنساني وحماية المدنيين، مشيرة إلى أن تقديرات النداء الإنساني للعام الحالي الذي يجري إعداده، كشفت عن تفاقم الأزمة.

وباء الكوليرا عاد للتفشي في اليمن بالتزامن مع ضعف القطاع الصحي (رويترز)

ووفق حديث مسويا، فإنّ نحو 17 مليون يمني، أي ما يقدر بنصف سكان البلاد، لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وما يقرب من نصف الأطفال دون سنّ الخامسة يعانون من تأخر خَطرٍ في النمو بسبب سوء التغذية، مع انتشار مروّع لوباء الكوليرا، بينما يعاني النظام الصحي من ضغوط شديدة.

انهيار العملة

وواصلت العملة اليمنية تراجعها إلى أدنى المستويات، وتجاوز سعر العملات الأجنبية المتداولة في البلاد 2160 ريالاً للدولار الواحد، و565 ريالاً أمام الريال السعودي، بعد أن ظلت تتراجع منذ منتصف العام الماضي، وهي الفترة التي شهدت تراجع الحكومة اليمنية عن قراراتها بفرض حصار على البنوك التجارية المتواطئة مع الجماعة الحوثية.

ويرجع الخبراء الاقتصاديون اليمنيون هذا الانهيار المتواصل للعملة إلى الممارسات الحوثية ضد الأنشطة الاقتصادية الحكومية، مثل الاعتداء على مواني تصدير النفط الخام ومنع تصديره، وإجبار الشركات التجارية على الاستيراد عبر ميناء الحديدة الخاضع للجماعة، إلى جانب المضاربة غير المشروعة بالعملة، وسياسات الإنفاق الحكومية غير المضبوطة وتفشي الفساد.

العملة اليمنية واصلت تدهورها الحاد خلال الأشهر الستة الماضية (رويترز)

ويقدر الباحث الاقتصادي اليمني فارس النجار الفجوة التمويلية لأعمال الإغاثة والاستجابة الإنسانية، بأكثر من 3 مليارات دولار، ويقول إن تراكمات هذا العجز خلال السنوات الماضية أوصل نسبة تغطية الاحتياجات الإنسانية في البلاد إلى 52 في المائة.

ولمح النجار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى تضرر الاقتصاد اليمني بفعل أزمة البحر الأحمر وما سببته من تحول طرق التجارة العالمية أو ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، مع عدم بروز إمكانية لتحسن اقتصادي دون توقف الجماعة الحوثية عن ممارساتها أو إلزامها بالكف عنها، بالتوازي مع إجراءات داخلية لتحسين الإيرادات.

استهداف الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر ضاعف من تدهور الاقتصاد اليمني (أ.ف.ب)

وحثّ النجار الحكومة اليمنية على اتباع سياسات تزيد من كفاءة تحصيل الإيرادات المحلية، وتخفيف فاتورة الاستيراد، ومن ذلك تشجيع الأنشطة الزراعية والسمكية وتوفير فرص عمل جديدة في هذين القطاعين اللذين يشكلان ما نسبته 30 في المائة من حجم القوى العاملة في الريف، وتشجيع زراعة عدد من المحاصيل الضرورية.

يشار إلى أن انهيار العملة المحلية وعجز الحكومة عن توفير الموارد تسبب في توقف رواتب الموظفين العموميين منذ 4 أشهر، إلى جانب توقف كثير من الخدمات العامة الضرورية، ومن ذلك انقطاع الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن لمدد متفاوتة تصل إلى 14 ساعة يومياً.