لقاء ثان بين المبعوث الأميركي ونتنياهو لاستئناف المفاوضات

لقاء ثان بين المبعوث الأميركي ونتنياهو لاستئناف المفاوضات
TT

لقاء ثان بين المبعوث الأميركي ونتنياهو لاستئناف المفاوضات

لقاء ثان بين المبعوث الأميركي ونتنياهو لاستئناف المفاوضات

يلتقي المبعوث الأميركي، جيسون غرينبلات، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في جولة نقاش ثانية تستهدف «تمهيد الظروف لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة»، وفق ما كشفت عنه مصادر في تل أبيب.
ويتضح من تسريبات نشرت أمس، أن الحديث يجري عن صفقة يتم بموجبها، استئناف المفاوضات في أسرع وقت، مقابل تجميد البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية (أي السماح ببناء مشروعات مقررة في الكتل)، إلى جانب تجميد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وقد أثارت هذه المعلومات وما رافقها من تفاؤل بخصوص «التقدم نحو المفاوضات»، غضب حزب المستوطنين وعناصر متطرفة في حزب الليكود الحاكم، التي توقعت أن تؤيد إدارة ترمب بناء مستوطنة جديدة لمن تم إجلاؤهم عن بؤرة الاستيطان عمونة، وتوسيع البناء في المستوطنات الأخرى القائمة، وإزالة العوائق التي كانت إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، قد وضعتها؛ فقرروا الخروج بحملة ضغوط على نتنياهو، ليفي بالتزاماته لهم. وقد بعثوا إليه برسالة يطالبونه فيها بإطلاعهم على خطته لإقامة مستوطنة جديدة لهم، كما جرى الاتفاق قبل هدم البؤرة، وطالبوه بالعمل فورا على إقامة المستوطنة الموعودة.
وهدد المستوطنون بأنه إذا لم يبدأ العمل خلال الشهر الحالي، فإنهم سيأخذون زمام المبادرة، والعمل على إقامة المستوطنة بأنفسهم. وكتبوا: «حتى إذا تم إخلاؤنا مرة أخرى فلن نتوقف حتى نغرس وتدا في أرض إسرائيل». ونشر عضو الكنيست من حزب المستوطنين، بتصلئيل سموترتش، تغريدة على حسابه في «تويتر»، اتهم فيها نتنياهو بـ«العودة إلى سياسة الخنوع التي تعهد بموجبها بإقامة دولة للإرهاب الفلسطيني» على حد تعبيره. وطالبه بتقديم حساب نفس للمستوطنين الذين خدعهم في الانتخابات.
ومن جهة ثانية، كشف مصدر مقرب من وفد المبعوث الأميركي، عن أن خبيرا يعمل في طاقم الرئيس دونالد ترمب، كان قد زار إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، الشهر الماضي، واجتمع مع كبار المسؤولين لدى الطرفين، وأجرى لهم دورة تعليمية حول السلوك الواجب اتباعه خلال أي حديث مع ترمب، هاتفيا أو وجها لوجه، ولم يستبعد المصدر أن يكون الخبيران قد التقيا مع نتنياهو ومع أبو مازن (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس). وقد تمثلت لقاءاتهما مع الطرفين في توجيه تعليمات صارمة مفادها أنه لا يجوز الدخول في حوار عقيم مع ترمب، ولا يجوز القول من دون تقديم بديل مقنع، ولا يجوز التعنت والتكلم بلغة اليأس والإحباط، وينبغي الحرص على الإشادة بالرئيس وبنشاطه ومسؤوليته. وقال المصدر إن الطرفين التزما بهذه التعليمات، ما ترك انطباعا إيجابيا حتى الآن.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.