إيلي صعب... وقصة حب درامية مع «جيزيل»https://aawsat.com/home/article/878421/%D8%A5%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%B5%D8%B9%D8%A8-%D9%88%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%AD%D8%A8-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%C2%AB%D8%AC%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D9%84%C2%BB
ألوان غامقة تعكس تراجيدة القصة المسرحية وكلاسيكية القصات
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
إيلي صعب... وقصة حب درامية مع «جيزيل»
ألوان غامقة تعكس تراجيدة القصة المسرحية وكلاسيكية القصات
قد تكون قصة باليه جيزيل التراجيدية ما ألهم إيلي صعب حسب قوله، لكن ما اقترحه في تشكيلته لخريف 2017 وشتاء 2018 كان أبعد ما يكون عن التراجيدية. ففي «لوغران باليه»، حيث قدم هذه الاقتراحات أكد لنا المصمم أن الطبع يغلب الاستلهام. فهو لم يستطع أن يمنع نفسه وبقي وفيا ومشدودا لجذوره، حيث حقن كل إطلالة، وعددها لا يقل عن 65 قطعة، بجرعة قوية من الإبهار والأناقة الراقية. بيد أنه ما ينتهي العرض وتفيق من الحلم تشعر بأن هناك خيوطا كثيرة ربطت هذه التصاميم بقصة «جيزيل» ليس أقلها الدراما والشاعرية الرومانسية. ففي باليه جيزيل تجسدت هذه الدراما الرومانسية عبر قصة حب تربط بين ألبرت، دوق سيسيليا، الذي يتنكر في هيئة فلاح وتنشأ بينه وبين خياطة اسمها جيزيل تعشق الرقص علاقة حب. المشكلة أن جيزيل تعاني من مرض في قلبها يمنع تعرضها لصدمات نفسية، لهذا عندما تكتشف أن حبيبها دوق وليس فلاحا تشعر بأن حبهما بُني على أكذوبة، فتفقد عقلها من هول الصدمة ثم تفارق الحياة حزنا لتصبح جزءا من الأسطورة الألمانية المعروفة بليلة «الويليس». هذه الأسطورة تقول إن أرواح العذارى اللواتي وافتهن المنية قبل أن يحققن أحلامهن بالزواج تظل متعطشة للرقص، وبالتالي في كل ليلة مقمرة يخرجن من قبورهن لإشباع رغباتهن في الرقص. هذا الجانب المتعطش للحياة والتوق للعيش هو الذي ظهر في تشكيلة إيلي صعب. تشكيلة لونتها دراما الألوان القاتمة، التي غلب عليها الأسود والبنفسجي الغامق والأزرق الملكي مع رشات خفيفة من الوردي المطفي. ظهر أيضا في الكورسيهات التي شكلت جزءا من فساتين طويلة مزينة بالمخمل أو الدانتيل كما في التطريزات البراقة وطبعات ورود الزنابق والسوسن 65 إطلالة كل واحدة منها تقطر فخامة وجمالا، بحيث تبدو العارضات فيها وكأنهن فعلا يرقصن بدل أن يتهادين على المنصة بفضل انسيابية الأقمشة وانسدالها على الجسم بأسلوب لا يُتقنه سواه. وليس من الخطأ القول بأن الطابع الغالب على هذه التشكيلة عودته إلى جذوره واستعماله كل البهارات التي عهدناها منه في سنواته الأولى. فبينما مال في المواسم الأخيرة لمخاطبة شابة «سبور» من خلال جاكيتات الجلد والفساتين القصيرة والبنطلونات الواسعة وغيرها، قرر هذه المرة التركيز على فساتين السهرة والمساء مع قليل جدا من القطع المنفصلة التي يمكن هي الأخرى أن تكون للمساء. وبالنتيجة فاح من جوانبها رومانسية تتراقص على تصاميم كلاسيكية نوعا ما. هذه الكلاسيكية ظهرت تارة في الألوان والتطريزات وتارة أخرى في نوعية الأقمشة التي جمعت الموسلين والتول والدانتيل والأورغنزا والحرير والمخمل «الديفوريه». تخللت العرض أحيانا فساتين بكشاكش ذكرتنا إلى حد ما بالثمانينات. لكنها لحسن الحظ لم تكن بأسلوب الثمانينات، بقدر ما كانت بأحجام محسوبة تم رصها في أماكن استراتيجية تمنحها جاذبية مُنعشة. ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أنه رغم تقبل العين لها فإن الإقبال عليها كأسلوب، يبقى مسألة ذوق خاص ستؤكده الأيام عندما تُطرح في الأسواق العالمية. في المقابل لا يختلف اثنان حول جمال التنورات الطويلة المصنوعة من التول، بما فيها تلك المطبوعة بدوائر، ولا الفساتين المتماوجة على أقمشة التول والمخمل أو معاطف الفرو الغنية. رغم جمالية كل قطعة وتمتعها بعنصر لافت يشد الأنفاس تبقى تلك المصنوعة من المخمل مثيرة للانتباه. فالقدر نفسه الذي أضفى فيه إيلي صعب على هذا القماش جمالية لذيذة ومُشهية، بادله هذا الأخير الحب نفسه فاكتسب فخامة رقيقة من شأنها أن تروق للمرأة أيا كان ذوقها. فما أكده إيلي في هذه التشكيلة أنه من الصعب أن توجد امرأة أنيقة، أينما كانت، قادرة على مقاومة الدراما والرومانسية عندما يجتمعا مع بعض.
ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولىhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5092350-%D9%85%D9%8A%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%84-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%AC%D9%8A%D9%86%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89
ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
ما الذي يمكن أن يجمع دوقة ساسكس، ميغان ماركل وكايلي جينر، صُغرى الأخوات كارداشيان؟ فالأولى ترتبط بالعائلة المالكة البريطانية بحكم زواجها من الأمير هاري، والثانية تنتمي إلى عائلة بَنَتْ شهرتها على تلفزيون الواقع. خبراء الموضة يجيبون بأن هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بينهما؛ فإلى جانب الجدل الذي تثيرانه لدى كل ظهور لإحداهما، بسبب ما تُمثلانه من ثقافة يرفضها بعض الناس ويدعمها بعضهم الآخر، فإن تأثيرهما على صناعة الموضة من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان. ما تلبسه ميغان يتصدر العناوين وصفحات المجلات البراقة وقد ينفد من المحلات، وما تنشره كايلي جينر على صفحاتها ينتشر انتشار النار في الهشيم، في دقائق، ويلهب رغبة متابعاتها في الشراء.
وهذا ما يجعل المصممين لا يمانعون ظهورهما بتصاميمهم، بغض النظر عما إذا اتفقوا مع الثقافة التي ترتبط بهما أم لا، على أساس أنه مهما وصلت نسبة الجدل والانتقادات؛ فهي نافعة تعود عليهم بالربح. أو، على أقل تقدير، تسلِّط الضوء عليهم.
في عام 2018، ظهرت كل منهما بفستان مستوحى من «التوكسيدو» باللون نفسه، ومن الماركة النيوزيلندية نفسها، ماغي مارلين. ظهرت به ماركل في زيارتها الرسمية لأستراليا ونيوزيلندا رفقة زوجها الأمير هاري، من دون أكمام، بعد أن طلبت من المصممة تعديله خصيصاً لها. كايلي، وبعد مدة قصيرة، ارتدته كما هو بأكمام، الأمر الذي يشي بأنها اشترته جاهزاً. في الحالتين، أسعدتا المصممة ماغي هيويت، التي تغنَّت بهما على صفحتها بالصورتين معبرة عن إعجابها بالشخصيتين؛ خصوصاً أن المبيعات زادت بشكل ملحوظ.
الجانب التجاري
لكن هناك أيضاً اختلافات بينهما؛ فكايلي تستفيد مادياً وترويجياً، لأنها تتلقى مبالغ طائلة لقاء منشور واحد، على العكس من ميغان التي لا تستطيع ذلك، لحد الآن على الأقل، لدواعي الحفاظ على صورة راقية تعكس لقبها كدوقة بريطانية، مع العلم بأن هذا اللقب لم يمنعها من دخول مضمار أعمال تجارية لم تحقق النجاح الذي تطمح إليه.
في المقابل، فإن كايلي جينر، ورغم سنها الغضة، تجاوزت في فترة من الفترات حاجز المليار دولار لتُصبح واحدة من أصغر سيدات الأعمال بفضل علامتها «كاي (KHY)» لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. أكدت، منذ بدايتها، أن الحس التجاري يجري في دمها؛ إذ شقت لنفسها خطأً مختلفاً عن أخواتها، ربما لأنها كانت تعرف أن منافستهن صعبة. ما نجحت فيه أنها استغلَّت اسم العائلة وشهرة أخواتها لتخاطب بنات جيلها بلغة تُدغدغ أحلامهن وطموحاتهن. وسرعان ما أصبحت نجمة قائمة بذاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تغريدة واحدة منها يمكن أن تغير مسار علامة تماماً.
ميغان ماركل، رغم استثماراتها ومغازلتها صُنَّاع الموضة، لا تزال تستمد بريق صورتها من ارتباطها بالأمير هاري. على المستوى الربحي، لم تنجح في أن تنتقل من رتبة مؤثرة إلى درجة سيدة أعمال، كما لم تنجح في كسب كل القلوب، وهذا ما يجعل شريحة مهمة ترفض وصفها بأيقونة موضة، وتصف اختياراتها بـ«غير الموفقة». هذه الشريحة تستشهد إما بارتدائها تصاميم بمقاسات أكبر أو أصغر من مقاسها الحقيقي، أو تصاميم من ماركات عالمية لا تناسب شكلها أو طولها، وهلمّ جرّا.
بيد أن قوتها، بالنسبة للمعجبات بها، كانت، ولا تزال، تكمن في عيوبها؛ فلأنها لا تتمتع بمقاييس عارضات الأزياء، ولا تشبه «كنَّتها»، أميرة ويلز، كاثرين، رشاقةً وطولاً، فإنها تُعبِّر عنهن. كل فتاة أو امرأة، بغض النظر عن عيوبها ومقاييسها، ترى نفسها في إطلالاتها. فعندما ظهرت بصندل من شركة «كاستنر» الإسبانية مثلاً ارتفعت مبيعاتها بنسبة 44 في المائة مباشرة، لأنها خاطبت شرائح من الطبقات المتوسطة، نظراً لأسعارها المعقولة. علامات محلية كثيرة لم تكن معروفة اكتسبت عالمية بمجرد أن ظهرت بها، لا سيما في السنوات الأولى من زواجها، حين كانت بالنسبة للبعض بمثابة «سندريلا» معاصرة. ساهمت أيضاً في تسليط الضوء على علامة «Club Monaco»، بعد ظهورها بفستان مستوحى من القميص، أي بإزار من الصدر إلى الأسفل، حين ظهرت به أول مرة خلال زيارتها الرسمية لجنوب أفريقيا.
لم يكن التصميم ثورياً أو جديداً، لكنه فتح عيون المرأة عليه، ليزيد الإقبال عليه بنسبة 45 في المائة وينفذ من الأسواق خلال 24 ساعة. كان لها نفس التأثير الإيجابي على علامات مثل «جي كرو» و«جيفنشي» و«ستيلا ماكارتني» وغيرهم. منصة «ليست»، وهي أيضاً شركة تسوُّق أزياء عالمية تربط العملاء بتجار تجزئة الأزياء رشحتها «كأهم مؤثرة لعام 2018». بيد أن تأثيرها ظلَّ مستمراً حتى بعد خروجها من المؤسسة البريطانية في عام 2020، وإن خفَّ وهج صورتها بعض الشيء.
موقع «جي كرو» مثلاً تعطَّل في سبتمبر (أيلول) 2023، بسبب البحث عن سترة بيضاء ظهرت بها لدى مرافقتها زوجها، الأمير هاري، إلى ألمانيا، لحضور ألعاب «إنفيكتوس».
ولأنها باتت تَعرِف قوة تأثيرها على الموضة، استثمرت مؤخراً في علامة «سيستا كوليكتيف»، وهي علامة حقائب تصنعها نساء من رواندا، وتكتمل تفاصيلها في إيطاليا، لتحمل صفة «صُنع باليد». قالت إنها اكتشفتها بالصدفة وهي تقوم بعملية بحث عبر الإنترنت على حقائب مستدامة. ظهرت بالحقيبة أول مرة في مايو (أيار) من عام 2023 لدى حضورها حفل عشاء مع كل من غوينيث بالترو وكاميرون دياز في لوس أنجليس.
عروض الأزياء العالمية
ومع ذلك، لم نرَ ميغان ماركل بأي عرض أزياء في نيويورك أو في باريس أو ميلانو حتى الآن، باستثناء حضورها في عام 2018 حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية ضيفةَ شرفٍ لتقديم جائزة العام لمصممة فستان زفافها، كلير وايت كيلر، التي كانت مصممة «جيفنشي» آنذاك. لكن كان هذا حفلاً وليس عرض أزياء.
كايلي جينر، ورغم رفض الثقافة التي تمثلها هي وأخواتها من قبل شريحة مهمة، أصبحت في السنوات الأخيرة وجهاً مألوفاً في عروض باريس. تُستقبل فيها استقبال نجمات الصف الأول. في الموسم الماضي، وخلال «أسبوع باريس لربيع وصيف 2025»، سجَّلَت في 3 ظهورات لها فقط ما يوازي ما قيمته أكثر من 20.3 مليون دولار، حسب بيانات «إنستغرام» وحده، إذا أخذنا أن «لايك» واحداً يساوي دولاراً.
لهذا ليس غريباً أن يتهافت عليها المصممون. نعم، هي مثيرة للجدل وأسلوبها لا يروق لكل الزبونات، لكنها في آخر المطاف توفر المطلوب من ناحية تسليط الضوء عليهم. ففي عالم الموضة والتجارة «أي دعاية حتى وإن كانت سلبية هي دعاية مجدية وأفضل من لا شيء». لم يقتصر حضورها في الموسم الباريسي ضيفةً فحسب، بل عارضة في عرض «كوبرني» المستلهم من عالم «ديزني». كانت هي مَن اختتمته في فستان من التافتا بإيحاءات قوطية تستحضر صورة «سندريلا».
تأثير إيجابي
3 مقاطع فقط من فيديو العرض، ولقطات من خلف الكواليس حققت 14.4 مليون مشاهدة؛ ما جعل علامة «كوبرني» تحقق 66 في المائة من إجمالي قيمة التأثير الإعلامي. كانت مشاركتها مخاطرة، لكنها أعطت ثماراً جيدة حسب تصريح الدار. تجدر الإشارة إلى أن «كوبرني» لمست تأثيرها القوي في عام 2022، عندما ظهرت في دعاية لمستحضرات التجميل الخاصة بها، وهي تحمل حقيبة من «كوبرني». ما إن نُشرت الصور، حتى زادت مبيعات الحقيبة بشكل كبير. في عرض الدار لخريف وشتاء 2023. لم تتمكن كايلي من الحضور إلى باريس، لكنها لم تغب؛ إذ نشرت صورة لها في زي من التشكيلة المعروضة، شاهدها الملايين من متابعيها، وحقَّقت ما لم يحققه العرض بالكامل من ناحية المشاهدات و«اللايكات».
وإذا كان الشك لا يزال يراود البعض على مدى تأثيرها على أساس أن علامة «كوبرني» لها شعبيتها الخاصة التي تستمدها من قدرة مصمميها على الإبداع وخلق الإثارة المسرحية أمام الضيوف، فإن تأثيرها الإيجابي على علامة «أتلين» الفرنسية الناشئة تُفند هذه الشكوك. وجودها في عرضها لربيع وصيف 2025 كان له مفعول السحر؛ حيث حققت لها ما يوازي 11.6 مليون دولار من المشاهدات واللايكات. طبعاً لا ننسى حضورها عرض «سكاباريلي» بتصميمٍ أثار انتباه العالم لغرابته وسرياليته.
«كايلي» لا تقوم بأي حركة أو فعل من دون مقابل. حتى عندما تختار علامات ناشئة للتعاون مع علامتها الخاصة «كاي (Khy)»؛ فهي تؤمن بأنه لا شيء بالمجان. وهذا تحديداً ما يجعلها تتفوق على ميغان ماركل من ناحية التأثير التجاري حسب الأرقام والخوارزميات. الفضل يعود أيضاً إلى نجاحها في استقطاب شريحة مهمة من بنات جيلها تخاطبهن بلغة تُدغدغ أحلامهن. ماركل في المقابل لم تنجح لحد الآن في الخروج من جلباب لقبها كدوقة ساسكس.