البيت الأبيض يدرس تخفيف قواعد استهداف مدنيين بـ«الدرون»

يتجه إلى تفويض قادة عسكريين اختيار الأهداف

البيت الأبيض يدرس تخفيف قواعد استهداف مدنيين بـ«الدرون»
TT

البيت الأبيض يدرس تخفيف قواعد استهداف مدنيين بـ«الدرون»

البيت الأبيض يدرس تخفيف قواعد استهداف مدنيين بـ«الدرون»

قالت تقارير صحافية أميركية، أمس (الثلاثاء)، إن البيت الأبيض، بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترمب، يدرس تسهيل عدم استهداف طائرات «درون» (من دون طيار) لمدنيين عند ضرب مواقع إرهابيين.
كان الرئيس السابق باراك أوباما، أمر، في آخر شهوره في البيت الأبيض، البنتاغون بوضع ضوابط حتى لا تقتل الضربات مدنيين. وحتى لا تستهدف أشخاصا خارج مناطق قتال القوات الأميركية.
أمس، نقلت صحيفة «واشنطن بوست»، على لسان مسؤولين في البيت الأبيض طلبوا عدم نشر أسمائهم أو وظائفهم، أن أعضاء مجلس الأمن الوطني هناك يدرسون خيارات منها تفويض القادة العسكريين مسؤولية اختيار الأهداف، من دون الرجوع إلى البيت الأبيض. وإلغاء «شبه التأكيد»، الذي يشير إليه «دليل السياسة الرئاسية» الذي كان وقع عليه أوباما، بهدف عدم ضرب مدنيين.
ونقلت الصحيفة على لسان مسؤول في البيت الأبيض بأن إدارة الرئيس ترمب ستظل تلتزم بالقوانين الدولية «كحد أدنى» لحماية المدنيين خلال الحروب.
وقال جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون، في الأسبوع الماضي، عن رغبة البنتاغون في عدم استشارة البيت الأبيض في كل عملية استهداف إرهابيين: «نبحث عن طرق لزيادة فعالية عملياتنا ضد الإرهابيين. ولكسب عامل السرعة في الرد على نشاطات الإرهابيين». وأضاف: «لكن، نظل دائماً نلتزم بتخفيض، أو تحاشي، قتلى مدنيين».
وأرسل 37 مسؤولا أميركيا كبيرا سابقا، عمل أكثرهم في إدارة أوباما، يوم الجمعة، خطابا إلى الرئيس ترمب ليلتزم بقوانين عدم تسهيل استهداف مدنيين. وجاء في الخطاب: «حتى عدد قليل جدا من القتلى أو الجرحى المدنيين يعتبر انتكاسا لعملياتنا».
لكن، لوك هارتدغ، مسؤول سابق في إدارة أوباما، لم يوقع على الخطاب وقال: «عندما نقول إننا نضرب الإرهابيين لأنهم يهددون الأمن الأميركي ننسى أنهم يمكنهم أن يهددوا أمن حلفائنا». وأضاف بأن «أمن الحلفاء» يجب أن يوضع في الاعتبار.
وكانت أوامر أوباما غير واضحة في ضرب إرهابيين يهددون حلفاء أميركا في الحرب ضد الإرهاب. بينما أكدت على «تهديد الأمن الأميركي»، وأشارت إلى استهداف «قادة» في منظمات إرهابية يمكن أن يهددوا حلفاء أميركا من دون تهديد مباشر للولايات المتحدة.
وفي العام الماضي، أفادت وثيقة حصل عليها الاتحاد الأميركي للحقوق المدنية (إيه سي إل يو)، واحد من أكبر منظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، بأن أوباما كان يختار شخصيا الأهداف التي تطلق عليها طائرات «درون» صواريخها.
حصلت «إيه سي إل يو» على الوثيقة حسب قانون حرية المعلومات. وكانت وثيقة سرية، وتسمى «الدليل»، وتكشف كيف يختار المسؤولون الأميركيون أهداف ضربات هذه الطائرات، ودور الرئيس أوباما في ذلك.
وفي ذلك الوقت، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الوثيقة «تتضمن تفاصيل أكبر من تلك التي كشفتها الحكومة عن إجراءات الموافقة على ضربات الطائرات من دون طيار».
وتنص الوثيقة على أن «أي إجراءات، بما فيها الإجراءات القاتلة ضد أهداف إرهابية محددة، يجب أن تكون انتقائية ودقيقة قدر الإمكان».
وتشير إلى أنه «في غياب ظروف استثنائية»، يمكن توجيه ضربة عند وجود «شبه تأكيد» من أنها لن تؤدي إلى مقتل أي مدني.
وحسب الوثيقة، يخضع كل اقتراح بشن ضربة جوية لدراسة قانونية قبل أن يعرض على مجلس الأمن القومي، ثم على أوباما. ويوافق أوباما «شخصيا» على هذه الاقتراحات التي تشمل الإرهابيين الذين يتمركزون «خارج مناطق الحرب التي تشارك فيها الولايات المتحدة رسميا». ومن هذه المناطق باكستان، وليبيا، والصومال، واليمن. أما الضربات التي توجه في مناطق عمليات عسكرية تشارك فيها القوات الأميركية مشاركة رسمية، مثل: العراق، وسوريا، وأفغانستان، فيشرف عليها البنتاغون مباشرة، حسب الوثيقة.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.