320 ألف قتيل ومليونا جريح حصيلة 6 سنوات من النزاع السوري

مقتل أكثر من 114 ألفاً من قوات النظام بينهم 1421 من «حزب الله»

عدنان (17 سنة) أبكم فقد ساقيه خلال قصف الطيران الحربي على بلدة دوما المحاصرة بريف دمشق الشرقي عام 2014 يقود الشهر الماضي دراجة نارية بعد تركيب أطراف صناعية له (أ.ف.ب)
عدنان (17 سنة) أبكم فقد ساقيه خلال قصف الطيران الحربي على بلدة دوما المحاصرة بريف دمشق الشرقي عام 2014 يقود الشهر الماضي دراجة نارية بعد تركيب أطراف صناعية له (أ.ف.ب)
TT

320 ألف قتيل ومليونا جريح حصيلة 6 سنوات من النزاع السوري

عدنان (17 سنة) أبكم فقد ساقيه خلال قصف الطيران الحربي على بلدة دوما المحاصرة بريف دمشق الشرقي عام 2014 يقود الشهر الماضي دراجة نارية بعد تركيب أطراف صناعية له (أ.ف.ب)
عدنان (17 سنة) أبكم فقد ساقيه خلال قصف الطيران الحربي على بلدة دوما المحاصرة بريف دمشق الشرقي عام 2014 يقود الشهر الماضي دراجة نارية بعد تركيب أطراف صناعية له (أ.ف.ب)

قتل أكثر من 320 ألف شخص خلال 6 سنوات من النزاع الدامي الذي تشهده سوريا، بينهم أكثر من 96 ألف مدني، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس.
وأسهم وقف لإطلاق النار يسري على الجبهات الرئيسية في سوريا منذ نحو شهرين ونصف رغم الانتهاكات، في تراجع حصيلة القتلى، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المرصد «تمكن من توثيق مقتل 321 ألفاً و358 شخصاً خلال 6 سنوات من النزاع السوري». وأوضح أن بين القتلى المدنيين 17 ألفاً و400 طفل، ونحو 11 ألف امرأة.
وكانت الحصيلة الأخيرة للمرصد في 13 ديسمبر (كانون الأول) قد أفادت بمقتل 312 ألف شخص على الأقل، بينهم أكثر من 90 ألف مدني.
وأضاف أن الإحصائية لا تشمل 45 ألف مواطن «استشهدوا» تحت التعذيب في معتقلات نظام بشار الأسد وسجونه، كان المرصد قد حصل على معلومات عن «استشهادهم» خلال فترة اعتقالهم. كذلك لا تشمل حصيلة الخسائر البشرية مصير أكثر من 5200 مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون تنظيم داعش، بالإضافة إلى أنها لا تشمل أيضاً مصير أكثر من 4700 أسير ومفقود من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وما يزيد عن ألفي مختطف لدى الفصائل المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، بتهمة موالاة النظام.
أيضاً يقدِّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، العدد الحقيقي لمن «استشهد» وقتل، تقديراً أكثر بنحو 85 ألفاً، من الأعداد التي تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقها، ويأتي هذا التقدير لأعداد «الشهداء» والقتلى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، ومقاتلي الفصائل المقاتلة والفصائل الإسلامية و«داعش» وتنظيمات جند الشام، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وجند الأقصى، ولواء الأمة، وكتيبة البتار، وجيش المهاجرين والأنصار، والحزب الإسلامي التركستاني، وجنود الشام الشيشان، نتيجة التكتم الشديد على الخسائر البشرية من قبل جميع الأطراف المتقاتلة، ووجود معلومات عن «شهداء» مدنيين لم يتمكن المرصد من توثيق «استشهادهم»، لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية في سوريا.
وقال مدير المرصد لـ«الشرق الأوسط»، إن توثيق الضحايا يتم عبر نشطاء المرصد مع التقاطع من مصادر مختلفة، والاعتماد الأكبر على المصادر الطبية، وأهل الضحايا. وأوضح عبد الرحمن أن «معدل القتلى تراجع منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار» في 30 ديسمبر بموجب اتفاق بين موسكو، أبرز حلفاء دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وأضاف: «لم يتوقف القتل، لكن تراجعت وتيرته» منذ بدء تطبيق الهدنة التي تعرضت لخروقات عدة. وأحصى المرصد مقتل نحو 114 ألفاً و474 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 60 ألفاً و901 جندي سوري، و1421 عنصراً مما يسمى «حزب الله» اللبناني.
في المقابل، قتل نحو 55 ألفاً من مقاتلي الفصائل المعارضة والإسلامية، وقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها. كما قتل نحو 56 ألف مقاتل من جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وتنظيم داعش، ومن مقاتلين أجانب من مجموعات أخرى.
كما أسفرت العمليات العسكرية المتواصلة وعمليات القصف والتفجيرات، عن إصابة أكثر من مليوني مواطن سوري بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، فيما شرِّد نحو 12 مليون مواطن آخرين، من ضمنهم مئات الآلاف من الأطفال، ومئات الآلاف من المواطنات، بين مناطق اللجوء والنزوح، ودمرت البنى التحتية والمشافي والمدارس والأملاك الخاصة والعامة بشكل كبير جداً.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.