التهاب الجيوب الأنفية المزمن قد يصيبك بالاكتئاب

في دراسة أجريت على 107 أشخاص

التهاب الجيوب الأنفية يصيب بالاكتئاب (رويترز)
التهاب الجيوب الأنفية يصيب بالاكتئاب (رويترز)
TT

التهاب الجيوب الأنفية المزمن قد يصيبك بالاكتئاب

التهاب الجيوب الأنفية يصيب بالاكتئاب (رويترز)
التهاب الجيوب الأنفية يصيب بالاكتئاب (رويترز)

أشارت دراسة صغيرة إلى أن الآلام والأعراض المزمنة الأخرى لالتهاب الجيوب الأنفية قد تجعل المصابين يتغيبون عن العمل أو الدراسة، لكن الاكتئاب هو السبب الأكبر لتراجع إنتاجيتهم.
وقال فريق الدراسة في دورية «حوليات الحساسية والربو والمناعة» إن المرء يصاب بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن غالبا بسبب عدوى أو تورم في الجيوب الأنفية أو إصابة في الأنف، وإن المرض قد يؤثر بشدة في جودة الحياة.
وذكر أنه بالإضافة إلى آلام الوجه وصعوبة التنفس عبر الأنف، يمكن أن تكون هناك أعراض شعورية لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، كالاكتئاب، وأن العلاج في المستقبل قد يحتاج إلى التركيز أكثر على هذه الأمور.
وقال كبير الباحثين في الدراسة أحمد سيداغات، وهو أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن: «توصلنا إلى أن أعراض الاكتئاب الشديد مرتبطة أكثر بالتغيب عن العمل أو الدراسة بسبب التهاب الجيوب الأنفية المزمن».
وأضاف لوكالة «رويترز» للأنباء عبر البريد الإلكتروني: «هذه النتائج مفاجئة للغاية، لأنه لم يتم الربط من قبل بين أحد أعراض التهاب الجيوب الأنفية وتغيب المرضى عن العمل أو الدراسة».
ويرى الباحثون أن الإنتاجية المهدرة بسبب تغيب المصابين عن العمل أو الدراسة أو عدم تفاعلهم مع الناس، وكذلك إنتاجيتهم المهدرة في المنزل بسبب التهاب الجيوب الأنفية، تقدر بنحو 10 آلاف دولار لكل مريض في السنة.
ولمعرفة الأعراض المرتبطة بالتغيب عن العمل أو الدراسة، جمع فريق الباحثين بيانات 107 بالغين يعانون بشكل مزمن من التهاب الجيوب الأنفية.
وتبين أن من تحدثوا عن أعراض شعورية بسبب التهاب الجيوب الأنفية كانوا أكثر ميلا بكثير للتغيب عن العمل مقارنة بمن لم تظهر عليهم هذه الأعراض.
وقال سيداغات إنه إذا كنت تعرف شخصا يعاني من مشكلات مزمنة في الجيوب الأنفية، فمن المهم إدراك أن أعراض الاكتئاب ربما تؤثر على حياته.
وتابع: «تشير نتائجنا إلى أن الاكتئاب ربما يكون دافعا واضحا للغاية للتغيب عن العمل أو الدراسة بسبب التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وأن السعي لعلاج الاكتئاب لن يؤدي فحسب إلى تحسن كبير في جودة الحياة؛ بل قد يحسن أيضا الإنتاجية في إطار هذا المرض المزمن».



حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.