الجزائر: سقوط أول ضحية في معارك الترشح للإنتخابات

الجزائر: سقوط أول ضحية في معارك الترشح للإنتخابات
TT

الجزائر: سقوط أول ضحية في معارك الترشح للإنتخابات

الجزائر: سقوط أول ضحية في معارك الترشح للإنتخابات

خلفت مواجهات عنيفة بين أنصار حزب الأغلبية بغرب الجزائر أمس وفاة شخص على إثر أزمة قلبية، ونشبت هذه المواجهات بسبب غضب عدد كبير من المناضلين على الأسماء التي اختارتها قيادة «جبهة التحرير الوطني» لتمثيل المنطقة في انتخابات البرلمان التي ستجرى في 4 مايو (أيار) المقبل.
وقال مصدر من «جبهة التحرير» لـ«الشرق الأوسط»، إن المتوفى منتخب بمجلس ولاية تيارت (300 كلم غرب العاصمة)، يمثل «الجبهة» التي تملك الأغلبية في البرلمان المنتهية ولايته، وفي المجالس البلدية والولائية التي سيتم تجديدها في انتخابات ستجرى في خريف العام الحالي. وأوضح المصدر أن زحمة شديدة شهدتها «محافظة» الحزب بتيارت (هيكل يمثل الحزب على مستوى الولاية)، بمناسبة الإعلان عن لائحة مرشحي الحزب بالولاية للبرلمان، مبرزاً أن ردة فعل عنيفة صدرت عن بعض المناضلين، تعبيراً عن رفضهم اللائحة بحجة أنها تضم أشخاصاً لا يمثلونهم، حيث أصيب أحدهم (50 سنة) باختناق من شدة التدافع، وسقط مغشياً عليه، قبل أن يتم حمله إلى المستشفى، حيث اكتشف الطاقم الطبي أنه تعرض لأزمة قلبية. وما جرى في تيارت هو نموذج صغير لحالة غضب عارمة في كامل الولايات، أثارها ناقمون على أمين عام «الجبهة» جمال ولد عباس، بسبب ما اعتبروه «خيارات خاطئة» للمترشحين، ستؤدي لا محالة، حسبهم، إلى هزيمة في الانتخابات أمام الغريم «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يقوده وزير الدولة مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحيى، وتحالف الإسلاميين «حركة مجتمع السلم» و«جبهة التغيير من جهة»، و«حركة النهضة» و«جبهة العدالة» و«حركة البناء» من جهة ثانية. ومرد هذا الغضب هو أن لوائح الترشيح ضمت أشخاصاً محل شبهات فساد، بحسب المحتجين.
في السياق نفسه، واصل رئيس الوزراء سابقاً علي بن فليس، أمس حملته الميدانية في إطار الدعوة إلى مقاطعة الاستحقاق السياسي، بحجة أنه مزور لصالح أحزاب السلطة، وأهمها «جبهة التحرير» و«التجمع الوطني»، و«تجمع أمل الجزائر»، و«الحركة الشعبية الجزائرية». وقال بن فليس، الذي يرأس حزب «طلائع الحريات»، في تجمع بمدينة بجاية (250 كلم شرق)، إنه زار أهلها محاولا إقناعهم بأن البلد «في أشد الحاجة للتغيير والتجديد...وبلدنا سبق أن عرف في الماضي أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية؛ لكنه لم يسبق له أن واجه إطلاقاً تجمعاً لكل هذه الأزمات في مرة واحدة، كما هو الأمر اليوم. وإن تلاقي هذه الأزمات في وقت واحد هو ما يجعل هذه الوضعية ذات خطورة استثنائية»، موضحاً أنه «عندما تعرض بلدنا في الماضي لمواجهة أزمة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، كانت هناك دولة ومؤسسات ومسؤولون، تحملوا مسؤولياتهم الوطنية وطمأنوا الناس. لكن ليس هذا هو الحال اليوم».
ولمح بن فليس في حديثه إلى ما يسمى «حالة شغور منصب رئيس الجمهورية»، بسبب مرض بوتفليقة وانسحابه من المشهد.
وتابع منتقداً بشدة نظام الحكم بقوله: «وعدونا بالديمقراطية وبدولة الحق والقانون، لكن جزائر اليوم تسودها شخصنة الحكم وشمولية الحكم وهيمنة الحكم، وهي كلها مواصفات دولة اللاقانون. ما هو أمام أعيننا ليس سوى اقتصاد منهار، وفرص ضيعت على الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي، وهي الفرص التي لن تعوض ولن تعود، ولن يمكن تداركها مستقبلا سوى بتكلفة باهظة تسددها الجزائريات ويسددها الجزائريون نظير تهاون وإخفاق حكامهم».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.