سوق العقارات في بلجيكا... الأسعار تتحسن رغم المخاوف

شهدت انخفاضاً ملحوظاً في أعقاب تفجيرات باريس وبروكسل

تشير التوقعات إلى اتجاه أسعار المنازل في بلجيكا نحو الارتفاع بنسبة 3 % خلال العام الحالي
تشير التوقعات إلى اتجاه أسعار المنازل في بلجيكا نحو الارتفاع بنسبة 3 % خلال العام الحالي
TT

سوق العقارات في بلجيكا... الأسعار تتحسن رغم المخاوف

تشير التوقعات إلى اتجاه أسعار المنازل في بلجيكا نحو الارتفاع بنسبة 3 % خلال العام الحالي
تشير التوقعات إلى اتجاه أسعار المنازل في بلجيكا نحو الارتفاع بنسبة 3 % خلال العام الحالي

تشير التوقعات إلى اتجاه أسعار المنازل في بلجيكا إلى الارتفاع بنسبة 3 في المائة خلال العام الحالي، وأن «السبب في ذلك يعود إلى انخفاض أسعار الفائدة، والتحسينات التي عرفتها سوق العمل»، هذا ما جاء في التوقعات الخاصة بسوق العقارات لوكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد آند بورز».
وكانت سوق العقارات قد شهدت ارتفاعاً في أسعار المنازل، بنسبة 3.5 في المائة، خلال العام الماضي بشكل إجمالي، على الرغم من الأحداث التي عرفتها البلاد، ولعل أبرزها التفجيرات التي طالت مطار ومحطة للقطارات الداخلية في بروكسل، وأسفرت عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة 300 آخرين.
وفي أعقاب التفجيرات، انطلقت التوقعات بشأن تداعيات الأمر، ومن بينها من رجح أن تكون توقعات سلبية، بينما توقع البعض الآخر أن يكون التأثير وقتياً، وأن تعود الأمور إلى طبيعتها مع مرور الوقت. وينطبق هذا الأمر أيضاً على تداعيات خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، عقب الاستفتاء الذي جرى منتصف العام الماضي.
وقالت وكالة التصنيف «ستاندرد أند بورز»، قبل أيام قليلة، إن الاقتصاد البلجيكي سيشهد استقراراً نسبياً خلال العام الحالي، وسيكون هناك زيادة محدودة في دخل الأسرة. وأضافت الوكالة أن أسعار العقارات كانت قد ارتفعت في السنوات العشر الماضية بشكل أسرع من الدخل، أو أسعار الإيجارات، ولكن في كل الأحوال تظل أسعار المنازل مستقرة إلى حد كبير، مقارنة بالأسعار العالمية.
ووصل متوسط سعر المنزل في بروكسل، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 290 ألف يورو، بينما وصل الرقم في الفترة الزمنية نفسها في العاصمة الفرنسية باريس إلى 415 ألف يورو، وارتفع في العاصمة البريطانية لندن ليصل إلى 480 ألف يورو. وأشارت وكالة التصنيف إلى المخاطر التي يمكن أن تهدد الانفتاح، أو النمو المحدود في اقتصاد بلجيكا، واختصرتها في عاملين، وهما: مفاوضات خروج بريطانيا، والحمائية التي تميز إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب.
وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن بلجيكا - كدولة في منطقة اليورو - تأثرت بخروج بريطانيا، حيث تشكل الصادرات البلجيكية من السلع والخدمات إلى بريطانيا نسبة 9 في المائة من إجمالي الصادرات.
وفي الربع الثاني من العام الماضي، ارتفعت أسعار العقارات بنسبة 1.4 في المائة، مقارنة مع الربع الأول، وبالتالي تكون قد جاءت نهاية لفترة من انخفاض في أسعار المنازل استمرت لستة أشهر. وهي الفترة التي شهدت تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وفي بروكسل 22 مارس (آذار) 2016.
ففي الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2015، والشهور الثلاثة الأولى من 2016، انخفضت أسعار المنازل بنسبة تراوحت ما بين 0.5 إلى 0.8 في المائة، وذلك وفقاً لأرقام مكتب الإحصاء الأوروبي في بروكسل العام الماضي.
ووفقاً لأرقام نشرت في عام 2014، فإن أسعار العقارات في بلجيكا كانت قد ارتفعت بنسبة 0.8 في المائة، ووصلت مبيعات العقارات في بلجيكا إلى أعلى مستوى طوال السنوات ما بين 2009 إلى 2013، وذلك خلال النصف الأول من عام 2013، على الرغم من أن أسعار عام 2012 ظلت ثابتة دون تغيير تقريباً.
وحسب الأرقام الصادرة عن هيئة ملكية العقارات في بلجيكا، قبل ما يزيد على عامين، وبناء على مرحلة التسجيل الأولى لشراء العقار، فإن نسبة الزيادة السنوية بلغت 1 في المائة في منطقة فلاندرا، القريبة من الحدود الهولندية، ووصل ثمن المنزل إلى 250 ألف يورو.
وفي منطقة بروكسل العاصمة، وصل السعر إلى 414 ألف يورو، بانخفاض 2 في المائة، بينما وصل الرقم إلى 170 ألف يورو في منطقة والونيا، القريبة من الحدود مع فرنسا.
وبالنسبة لأسعار الشقق، فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 1.3 في المائة، ووصل الرقم في المتوسط إلى 200 ألف يورو تقريباً. وتراجعت الأسعار في بروكسل العاصمة بنسبة 2.3 في المائة. وتتكون بلجيكا من 3 مناطق رئيسية، هي: فلاندرا، ووالونيا، وبروكسل.
ويعيش في الجزء الفلاماني، القريب من هولندا، ما يزيد على نصف السكان، ومعظمهم يعملون ويدفعون الضرائب. وهناك ما يقرب من 40 في المائة يعيشون في والونيا، ونسبة كبيرة منهم تعتمد على الإعانات الحكومية. أما بروكسل العاصمة، فأسعار العقارات والإيجارات مرتفعة نظراً لوجود المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقدوم أعداد كبيرة من الموظفين والسياح الأوروبيين وغيرهم، سواء للعمل أو التنزه، في عاصمة أوروبا الموحدة.
وعلى الرغم من الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، خصوصاً ما يعرف بأزمة الديون السيادية في دول منطقة اليورو، فقد فشلت كل التكهنات بشأن انخفاض أسعار العقارات في بلجيكا، سواء بالنسبة للمنازل أو الشقق أو الأراضي المخصصة للبناء. وعلى الرغم من بقاء لافتة «منزل للبيع» لفترات طويلة، فإن أسعار المنازل لم تتأثر كثيراً، في ظل تصميم أصحاب المنازل على البيع بالسعر الذي يتناسب مع المنطقة الموجود فيها المنزل ومساحته، وحسب أسعار من سبقوه في المنطقة وقاموا ببيع منازلهم.
وتقول الأرقام الصادرة عن الفيدرالية الحكومية الاقتصادية في البلاد إن أسعار العقارات حققت أرقاماً مرتفعة خلال الفترة الأخيرة من العام الماضي، بل وصل الأمر إلى تسجيل أرقام قياسية، على الرغم من أن توقعات صدرت نهاية العام المنصرم أشارت إلى إمكانية حدوث انخفاض في الأسعار لفترة من الوقت، ولكن الأمر لم يستغرق سوى فترة قصيرة للغاية وعادت الأسعار لترتفع من جديد، ووصل سعر المنزل العادي إلى 192 ألف يورو، بينما وصل سعر البيت الواسع المساحة أو الفيلا إلى 334 ألف يورو. أما بالنسبة لأسعار الأراضي المخصصة للبناء، فقد وصل السعر إلى ما يزيد على 106 يورو للمتر المربع. وهي أرقام تمثل زيادة في الأسعار بنسبة 5 في المائة، مقارنة بعام 2010.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، يقول قيصر حجازين، الأمين العام للغرفة التجارية العربية البلجيكية، إن الغرفة سبق أن أعدت دراسة أظهرت أن قطاع العقارات السكنية في بلجيكا حقق نتائج جيدة للغاية، وتعطي النشاطات فيه مردوداً باستثناء المنازل الفخمة. وهناك ارتفاع مستمر للأسعار بفضل توفر طلب قوي، مما يؤكد السمعة الطيبة للاستثمار في قطاع العقارات السكنية.
وحسب ما جاء في الدراسة التي أعدتها الغرفة، ومقرها بروكسل، فإن رقم الأعمال الإجمالي لسوق العقارات، أي كافة عمليات البيع، قد ازداد بمعدل 14.5 في المائة، ليبلغ ما يقرب من 20 مليار يورو قبل عام 2008. وتشير الدراسة التي شملت المناطق الثلاث الرئيسية في بلجيكا، وهي «الفلامنكية والوالونية وبروكسل»، إلى أن عدد صفقات البيع قد زادت، ما عدا الصفقات الخاصة ببيع الأراضي، إذ تراجع عددها في السوق، وأيضاً ازدادت الأسعار. وعلى سبيل المثال، ففي فئة البيوت بالمنطقة الفلامنكية، ازدادت الأسعار بنسبة تقارب 9 في المائة، وفي المنطقة الوالونية ما يقرب من 5.5 في المائة، وفي بروكسل أقل من 5 في المائة.
أما في فئة الشقق، فقد كانت الزيادة أكبر في منطقة بروكسل، حيث وصلت إلى 11 في المائة، تليها المنطقة الوالونية بنحو 10 في المائة تقريباً، ثم الفلامنكية 6 في المائة.
وتقول الدراسة إن أسعار البيوت الفردية قد تضاعفت تقريباً منذ مطلع التسعينات، وتضاعفت بقدر 20 مرة منذ نصف قرن.
وتميل الشقق الفخمة حالياً في السوق إلى النمو، ويعود ذلك إلى شيخوخة السكان التي انعكست على سوق العقارات، فالسكان الذين جاءت ولادتهم بعد الحرب العالمية الثانية يميلون إلى شراء هذا الطراز من الشقق، وهذه السوق تنمو بسرعة، وفيها عروض خاصة، إلا أنها نادرة تباع فيها الشقق على الخريطة قبل البناء. بالإضافة إلى ذلك، تفتح الشقق الفاخرة شهية كثير من المتعهدين في الريف وفي المدينة، وبالموازاة مع ذلك، تتطور أسعار الشقق التقليدية والمساكن الصغيرة بسرعة.
وعلى العكس من ذلك، تمر سوق الفيلات الكبيرة بوضع صعب قد يستمر عدة سنوات، لأن هذا النوع من البيوت لا يلائم نمط المعيشة الحالي. وفي هذا الطراز من الفيلات، يتجاوز العرض الطلب بكثير، إلا في حالات معينة، كما هو الحال في المناطق الحدودية مع هولندا ولوكسمبورج، وكذلك المناطق المحيطة ببروكسل التي تجذب الموظفين الأوروبيين والعاملين في الشركات الدولية.
وتقول الدراسة إن هناك نزعة أخرى في سوق العقارات ببلجيكا، تتمثل في غلبة سوق البيع والشراء على سوق الإيجار، إذ إن غالبية العقارات البلجيكية يسكنها أصحابها، على عكس دول أخرى. ووفقاً لأرقام السنوات العشر الماضية، فمن بين 4.2 مليون مسكن خاص في بلجيكا، يوجد 2.7 مليون مسكن يسكنه أصحابه.
وتتميز بروكسل تقليدياً عن باقي المناطق بنسبة أكبر من المستأجرين، غير أن ارتفاع أسعار العقارات، وخفض معدلات الفائدة، بدأت بقلب هذه النزعة، فقد قام كثير من المالكين بطرح ممتلكاتهم للبيع بعد أن كانوا يكرسونها للإيجار، وذلك بسبب عدم توفر مستأجرين، الذين اكتشف معظمهم أن شراء العقار أكثر مردودية من استئجاره.
وتؤكد الدراسة أن هذا التطور لا بد أن يكون له تأثير على سوق العقارات، خصوصاً في مجال الاستثمار. فمن جهة، تكون المردودية في حالة الإيجار أقل، لأن أسعار البيع ترتفع بينما تبقى قيمة الأجرة ثابتة. ومن جهة أخرى، تغيرت ملامح المستأجر، وأصبح من الممكن تصنيف المستأجرين إلى 3 فئات: المستأجرون ذوو الدخل المنخفض، والمستأجرون المؤقتون (الكوادر الأجنبية)، والمستأجرون الذين يبحثون عن الاستقرار، بالإضافة إلى أن المستأجرين قد زادت متطلباتهم، فيما يتعلق بمرونة عقد الإيجار لمدة 3 سنوات، قد تمتد إلى 6 سنوات، ومن ثم إلى 9 سنوات.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.