السفير كيسلياك... دبلوماسي أم جاسوس؟

السفير سيرغي كيسلياك (أ.ف.ب)
السفير سيرغي كيسلياك (أ.ف.ب)
TT

السفير كيسلياك... دبلوماسي أم جاسوس؟

السفير سيرغي كيسلياك (أ.ف.ب)
السفير سيرغي كيسلياك (أ.ف.ب)

* يقول بعض الدبلوماسيين الأجانب في أحاديثهم الخاصة، إن السفير الروسي مسرور بالفضيحة السياسية التي تهز واشنطن بسبب اتصالاته مع مقربين من ترمب.
تدور التساؤلات في مثل هذا الوضع غير المسبوق بين الولايات المتحدة وروسيا عن الدور الذي قد يكون لعبه ممثل موسكو في واشنطن، السفير سيرغي كيسلياك. وأكد الكرملين، أنه لم يكن على علم بلقاءات بين سيشنز وكيسلياك، مشددا على أن «عمل السفير يقضي بعقد أكبر قدر ممكن من اللقاءات». ومضت شبكة «سي إن إن» أبعد من ذلك؛ إذ اتهمت كيسلياك بأنه «الجاسوس المسؤول عن تجنيد عناصر» في واشنطن لحساب جهاز الاستخبارات الداخلية الروسي. وهي مزاعم نفتها المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بصورة قاطعة، معلنة «هل يمكن لوسائل الإعلام الغربية أن تنحدر إلى مستوى أكثر تدنيا من ذلك؟» وقالت ساخرة، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية من واشنطن «سأبوح لكم بسر عسكري: الدبلوماسيون يعملون، وعملهم يقضي بإجراء اتصالات في البلدان التي يخدمون فيها». لكن السفير الأميركي السابق في موسكو مايكل ماكفاول قال «يجب ألا نكون ساذجين». وكتب الدبلوماسي الأميركي على «تويتر» «كيسلياك التقى سيشنز بالتأكيد؛ لأنه يحتل موقعا مهما في عالم ترمب؛ هذا يندرج ضمن عمله».
كيسلياك البالغ من العمر 66 عاما، والذي يختتم حياته الدبلوماسية في واشنطن، حيث مثل موسكو منذ 2008، هو دبلوماسي مخضرم ويتكلم الإنجليزية بطلاقة، لكنه يبقى بعيدا عن الأضواء، ويذكّر بنمط الحقبة السوفياتية التي باشر العمل الدبلوماسي خلالها حين انضم في السبعينات إلى وزارة الخارجية بعد نيله شهادة في العلوم الهندسية.
والدبلوماسي الروسي الطويل القامة، الجسيم بوجهه المستدير البشوش، وصوته الهادئ الخفيض، يعرف بشكل معمق الولايات المتحدة، حيث باشر عمله في السلك الدبلوماسي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ثم في سفارة الاتحاد السوفياتي في واشنطن طوال الثمانينات.
وبصفته دبلوماسيا متمرسا، يفضل البقاء في الكواليس، ويتفادى المناسبات الاجتماعية والأضواء، ولم يتحدث إلى الصحافة منذ نحو عشر سنوات سوى بصورة استثنائية.
وكانت آخر مرة في 8 فبراير (شباط) 2016، حين استدعى بصورة مفاجئة عددا من الصحافيين بعد الظهر إلى مقر إقامته الفخم في قلب واشنطن، ليعبر في ذلك الحين عن موقف موسكو المندد بتردد إدارة أوباما في التدخل في سوريا، وأعرب كيسلياك في ذلك الحين عن أسفه «للوضع الصعب للأسف» الذي وصلت إليه العلاقات بين القوتين الكبريين. وفي ذروة التوتر في العلاقات الأميركية الروسية قبل عام، أكد السفير بهدوء جالسا أمام فنجان قهوة وقطع حلوى، ألا عودة إلى الحرب الباردة مثلما شهدتها الثمانينات. لكن كيسلياك يقر بأن روسيا والولايات المتحدة «لم تكونا على الأرجح قادرتين على بناء سلام ما بعد حقبة الحرب الباردة». والتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو تحديدا الهدف الذي يسعى دونالد ترمب إلى تحقيقه، ولو أنه بات أكثر تكتما بهذا الشأن في الأيام الأخيرة.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.