50 ألف نازح منذ انطلاق معركة الجانب الأيمن من الموصل

القوات العراقية تستعد لاقتحام مركز المدينة

هاربون من معارك غرب الموصل يحتشدون في محطة وقود لا تعمل جنوب المدينة أمس (أ.ب)
هاربون من معارك غرب الموصل يحتشدون في محطة وقود لا تعمل جنوب المدينة أمس (أ.ب)
TT

50 ألف نازح منذ انطلاق معركة الجانب الأيمن من الموصل

هاربون من معارك غرب الموصل يحتشدون في محطة وقود لا تعمل جنوب المدينة أمس (أ.ب)
هاربون من معارك غرب الموصل يحتشدون في محطة وقود لا تعمل جنوب المدينة أمس (أ.ب)

مع اقتراب القوات العراقية من مركز الجانب الأيمن من مدينة الموصل ارتفعت خلال اليومين الماضيين أعداد النازحين. وكشفت مصادر ميدانية من داخل مخيمات النازحين أن أعداد النازحين وصلت إلى نحو 50 ألف نازح وزعوا على مخيمات حمام العليل والحاج علي والخازر ومدرج المطار التابع لناحية القيارة.
وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الركن قوات خاصة عبد الأمير رشيد يارالله في بيان أمس: «حررت قوات جهاز مكافحة الإرهاب حي وادي حجر بالكامل ورفعت العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات».
ووصل أمس عدد الأحياء التي حررتها القوات الأمنية العراقية بإسناد من طيران التحالف الدولية والقوة الجوية العراقية منذ بداية انطلاق عملية تحرير الجانب الأيمن في 19 فبراير (شباط) الماضي إلى خمسة أحياء هي الطيران والجوسق والغزلاني والمأمون ووادي حجر، إضافة لمطار الموصل ومعسكر الغزلاني وعدد كبير من القرى والمناطق الاستراتيجية المهمة في جنوب الموصل وغربها.
وقال الملازم جبار الربيعي، الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب لـ«الشرق الأوسط»: «خضنا خلال اليومين الماضيين معارك طاحنة مع إرهابيي (داعش) في وادي حجر، وتمكنا من القضاء على الدواعش ودمرنا كافة آلياتهم وعجلاتهم المفخخة، حاليا مقاتلونا والفرق الهندسية تواصل تطهير الحي من العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم وتبحث عن مسلحي (داعش) المختبئين».
أما قوات الشرطة الاتحادية فقصفت خلال اليومين الماضيين مواقع ومقرات وتجمعات مسلحي «داعش» في أحياء الدندان والدواسة والنبي شيت، استعدادا لاقتحامها وانتزاع السيطرة على المجمع الحكومي الواقع في المدينة القديمة الأمر الذي تسعى إليه القوات الأمنية لأنها تعني السيطرة على الجانب الأيمن.
في غضون ذلك وصل خلال اليومين الماضيين نحو 3600 نازح من الجانب الأيمن لمدينة الموصل إلى مخيمات الخازر وحسن شام شرقها، وقال مدير هذه المخيمات رزكار عبيد لـ«الشرق الأوسط» إن النازحين القادمين من الجانب الأيمن «تظهر عليهم ملامح الجوع والتعب الشديدين». وأوضح عبيد: «الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية طلبت منا اتخاذ الاستعدادات اللازمة لاستقبال نحو 20 ألف نازح قادمين من الجانب الأيمن، ونحن اتخذنا كل التدابير لإيواء هذا العدد»، مطالبا الحكومة العراقية بتقديم الدعم لمؤسسة بارزاني الخيرية التي تدير هذه المخيمات، لأنها الجهة الوحيدة على الأرض، ولا يمكنها أن تملأ هذا الفراغ لوحدها، ولا تتحمل هذا الضغط الكبير إذا لم تتلق الدعم اللازم من الحكومة الاتحادية.
بدوره، أشار وزير الهجرة والمهجرين العراقية جاسم محمد الجاف في بيان إلى أن فرق الوزارة استقبلت أول من أمس 14 ألف نازح، في أكبر موجة نزوح منذ بدء عمليات تحرير الموصل، وتابع: «ارتفع مجمل أعداد النازحين من نينوى إلى (273) ألف نازح منذ انطلاقة عمليات التحرير»، مضيفا أن معدل استقبال النازحين خلال الأيام الماضية تجاوز العشرة آلاف نازح يوميا.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.