إسرائيل ترفض معاقبة عائلات إرهابيين يهود

إسرائيل ترفض معاقبة عائلات إرهابيين يهود
TT

إسرائيل ترفض معاقبة عائلات إرهابيين يهود

إسرائيل ترفض معاقبة عائلات إرهابيين يهود

بعد تأخير دام بضعة أشهر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، أمس، رسمياً رفضها هدم بيوت الإرهابيين اليهود الذين أحرقوا الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، قبل سنتين، حتى الموت.
وجاء هذا الموقف من خلال رد النيابة العامة على الالتماس الذي قدمته عائلة أبو خضير إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، وتساءلت فيه عن «سبب امتناع الحكومة الإسرائيلية عن هدم منازل المستوطنين قتلة الطفل أبو خضير». وكانت العائلة أشارت إلى أن «الحكومة الإسرائيلية تستخدم أسلوب هدم البيوت بحق الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات يقتل فيها إسرائيليون، بغرض ردع الآخرين عن هذا العمل». وتساءلت: «لماذا لا يتبع الأسلوب نفسه مع إرهابيين يهود يدانون بقتل مدنيين أبرياء من العرب. فهل حياة الفلسطيني تختلف عن حياة اليهودي؟».
وزعمت الحكومة الإسرائيلية في ردها أنها لا تقدم على هدم منازل الإرهابيين اليهود لأن «نطاق ودعم الإرهاب في أوساط اليهود نادر». وأضافت أنها ستبحث في الموضوع «في حال ازدادت هذه العمليات»، مشيرة إلى أن «النظر في ردع الإرهابيين المحتملين لا يمكن أن يصمد وحده». واعتبرت أنه «لا مجال لاتخاذ خطوة لهدم المنازل». وبررت ذلك بأنه «حتى لو وقع هجوم إرهابي من قبل مجموعة من الأفراد، فإن ذلك يشكل جزءاً محدوداً من مرتكبي الإرهاب عموماً، كما أنه لا يوجد دعم أو تأييد في المجموعة نفسها للاستمرار في تنفيذ عمليات إرهابية».
يُذكر أن عائلة أبو خضير الذي قتل وهو في الرابعة عشرة، حين اختطف في صيف عام 2014 وحرق حياً، قدمت التماساً للمحكمة العليا الإسرائيلية بعد محاكمة المستوطنين الثلاثة الذي نفذوا هذه الجريمة الإرهابية للاستفسار عن التمييز بين سبل معاقبة عائلات الفلسطينيين واليهود. وكان رد الحكومة الإسرائيلية أنها ترفض مقارنة الإرهاب اليهودي مع «الإرهاب الذي يمارسه الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس بحق المدنيين الإسرائيليين».
وقال محام مقرب من العائلة الفلسطينية إنه يتمنى «ألا تقبل المحكمة موقف الحكومة الإسرائيلية العنصري الذي يفرق بين الدم اليهودي والدم الفلسطيني». وأكد أن «العائلة لن تسكت على حقها هذا، وستتوجه إلى المؤسسات القضائية في العالم كي تتدخل في وقف هذه العنصرية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.