سبعة كيانات تخوض الانتخابات في إقليم كردستان.. والمنافسة ساخنة

يتصدرها {الديمقراطي الكردستاني} و{التغيير} و{الاتحاد الوطني}

مسعود بارزاني
مسعود بارزاني
TT

سبعة كيانات تخوض الانتخابات في إقليم كردستان.. والمنافسة ساخنة

مسعود بارزاني
مسعود بارزاني

يصوت الناخبون في إقليم كردستان العراق غدا لاختيار 45 نائبا عن محافظات الإقليم الثلاث، دهوك وأربيل والسليمانية، في البرلمان العراقي، إضافة لاختيار ممثليهم لشغل 90 مقعدا في مجالس محافظات الإقليم الثلاث.
وتخوض سبع قوائم تشتد بينها المنافسة هذه الانتخابات هي: الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، وحركة التغيير، والاتحاد الإسلامي في كردستان، والجماعة الإسلامية، والحركة الإسلامية والتحالف الوطني الكردستاني، بالإضافة إلى خمس قوائم تركمانية، وأربع للكلدان والآشوريين والسريان، وقائمتين للأرمن.
خوض القوائم الكردية هذه الانتخابات بقوائم مستقلة بعكس الانتخابات السابقة عام 2010 عندما اجتمع كل من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني والكثير من الأحزاب الكردية الأخرى والتركمانية والمسيحية ضمن قائمة «التحالف الكردستاني. وغابت عن هذا التحالف حركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى والاتحاد الإسلامي بزعامة محمد فرج والجماعة الإسلامية بزعامة علي بابير، إذ خاض كل منها تلك الانتخابات على حدة.
وفشلت المحاولات التي قام بها بعض الأحزاب لخوض الانتخابات النيابية بقائمة موحدة، خصوصا في كركوك. إذ أدى الخلاف حول رئاسة القائمة التي كانت من المقرر أن تكون للمحافظ الحالي نجم الدين كريم، وهو قيادي في الاتحاد الوطني، إلى انسحاب الحزب الديمقراطي الكردستاني من القائمة.
وتميزت فترة الحملة الدعائية لانتخابات مجلس النواب ومجالس محافظات الإقليم بكثير من الأحداث التي لم يكن يتوقعها الكثيرون، وفي مقدمتها كثرة الانشقاقات في صفوف الأحزاب الكبيرة، لا سيما الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير. فقد انضم قياديون في الاتحاد الوطني إلى الديمقراطي في محافظة نينوى، فيما عاد قياديون في حركة التغيير إلى الاتحاد. وعد الاتحاد الوطني قبول الديمقراطي المنشقين عنه خرقا لـ«الاتفاق الاستراتيجي» بين الحزبين. وكان انشقاق كثير من القياديين المؤسسين لحركة التغيير والتحاقهم بالاتحاد الوطني أو قرارهم ممارسة العمل السياسي مستقلين محط اهتمام وسائل الإعلام في الإقليم وأصبح مادة مهمة في الحملة الانتخابية بين الاتحاد الوطني والتغيير.
ولم تخل الحملة الانتخابية في الإقليم من حوادث أوقعت جرحى، خصوصا في السليمانية حيث هوجم مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكردستاني مرتين، إضافة إلى هجوم على مقر آخر للحزب في ضواحي المدينة.
ويتوقع الحزب الديمقراطي الكردستاني، صاحب الأغلبية في برلمان الإقليم (38 مقعدا)، أن يأتي أولا في محافظات دهوك وأربيل ويحقق نتيجة جيدة في نينوى في انتخابات البرلمان العراقي، ويتصدر في أربيل ودهوك في انتخابات مجالس محافظات الإقليم، وأن يكون منافسا على المركزين الثاني والثالث في محافظتي كركوك والسليمانية.
بدوره، يركز الاتحاد الوطني جزءا كبيرا من حملته في مدينة السليمانية، حيث دخل مرشحوها في سجال مع مرشحي حركة التغيير، وبالأخص في انتخابات مجالس المحافظات واتهموا مرشح التغيير لمنصب المحافظ بـ«الانتماء» إلى حزب البعث المنحل و«تمجيد النظام السابق». كما تركز حملة الاتحاد على كركوك، حيث تؤكد شعاراته أن كركوك «تصوت له»، بحكم أن زعيمه «طالباني يتحدر من هذه المحافظة».
أما حركة التغيير فتعد نفسها فائزة وتقول أحيانا إنها ستأتي في ا«لمركز الأول» في العمليتين الانتخابيتين لكونها «تحارب الفساد ولها برنامج شامل يخص الجميع ويؤكد على الشفافية في سير العمل الحكومي والقضاء على المنسوبية والمحسوبية في مؤسسات الإقليم». وعلى غرار الاتحاد الوطني، تركز حركة التغيير حملتها على السليمانية، وتشير أغلب التوقعات إلى أنها ستأتي أولا في العمليتين الانتخابيتين.
من جهتهما لم ترشح الأحزاب الإسلامية (الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية) عددا كبيرا من المرشحين لكلتا العمليتين الانتخابيتين، لافتقارها إلى الشعبية التي تتمتع بها الكيانات الثلاثة الكبيرة، وهي تعول على أطراف مدينة السليمانية وحلبجة وبعض القرى المحيطة بمنطقة بادينان في محافظة دهوك.
وإضافة إلى الكيانات آنفة الذكر، تخوض ثلاثة أحزاب يسارية هي الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الاشتراكي وحزب الكادحين الانتخابات بقائمة واحدة ولا تتوقع الكثير من مشاركتها لعدم وجود شعبية كبيرة لها ومؤيدين بحجم الأحزاب الأخرى.



الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.