القوات العراقية تحكم حصار «داعش» في الموصل بقطع طريق تلعفر

المجمع الحكومي بات في مرمى نيرانها... و26 ألف نازح منذ انطلاق العملية

نازحون يفرون من منازلهم في حي المأمون جنوب غرب الموصل أمس (رويترز)
نازحون يفرون من منازلهم في حي المأمون جنوب غرب الموصل أمس (رويترز)
TT

القوات العراقية تحكم حصار «داعش» في الموصل بقطع طريق تلعفر

نازحون يفرون من منازلهم في حي المأمون جنوب غرب الموصل أمس (رويترز)
نازحون يفرون من منازلهم في حي المأمون جنوب غرب الموصل أمس (رويترز)

أطبقت القوات العراقية حصارها على عناصر تنظيم داعش في الموصل، أمس، بعدما سيطرت على الطريق إلى تلعفر الذي كان يمثل آخر سبل الفرار لمسلحي التنظيم، فيما أعلنت السلطات أن عدد النازحين بلغ 26 ألفاً منذ بدء عملية تحرير غرب الموصل.
وأعلن مسؤول كبير من الفرقة التاسعة المدرعة في الجيش، أن قواته باتت على بعد كيلومتر واحد فقط من «بوابة سوريا»، وهي المدخل الشمالي الغربي للموصل. وأضاف، بحسب وكالة «رويترز»، أن الفرقة «تسيطر فعلياً على الطريق» إلى تلعفر التي يسيطر عليها «داعش»، وتبعد من الموصل 60 كيلومتراً إلى الغرب. وأوضح نائب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أن قطع الطريق الغربي، يعني أن التنظيم «بات محاصرا في وسط المدينة».
وعلى الجبهة الجنوبية في معركة غرب الموصل، باتت القوات الأمنية، أمس، على بعد أمتار من المجمع الحكومي الذي يضم الدوائر الحكومية في وسط الموصل. وأوضح المسؤول الإعلامي في فرقة الرد السريع النقيب فراس الزبيدي لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجمع الحكومي في حي الدواسة أصبح في مرمى نيران الفرقة».
وأعلن اكتشاف معسكر لتدريب مسلحي «داعش» قرب مطار الموصل باسم «معسكر تدمر». وكشف أن القوات أبطلت مفعول أكثر 75 عبوة ناسفة شديدة الانفجار كان التنظيم فخخ بها المعسكر الذي يقع تحت الأرض قبل الفرار منه. وقال: «بالاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة، عثرت قوات الرد السريع على معسكر لتنظيم داعش يقع تحت الأرض وتبلغ مساحته كيلومترين وأربعمائة متر مربع بعمق أربعة أمتار، أما عرضه فيبلغ نحو ستة أمتار». وأضاف أن «التنظيم كان يستخدم هذا المعسكر لتدريب الانتحاريين والانغماسيين ومسلحيه الأجانب والمحليين، على كيفية استهداف القوات الأمنية بالسيارات المفخخة، إذ وجدنا في داخله سيارة مفخخة وهمية خاصة بالتدريب».
وأشار إلى أن «المعسكر يحتضن أجهزة خاصة بالتدريب البدني، وقسماً للتدريب على الرماية والقنص والتدريبات العسكرية الأخرى». وكشف أن وحدة «الجهد الهندسي في قوات الرد السريع تمكنت من إبطال أكثر من 75 عبوة ناسفة كان التنظيم فخخ بها المعسكر بالكامل قبل أن يهرب منه».
وظهرت على جدران المعسكر شعارات التنظيم التي كان من أبرزها «سنفتح روما»، وغيرها من الشعارات التي عُرف بها «داعش» منذ ظهوره. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية عراقية، فإن «معسكر تدمر» يُعتبر الأكبر الذي اكتشفته القوات حتى الآن، إذ استخدم أيضاً لتدريب المسلحين الأطفال الذين يطلق عليهم التنظيم اسم «أشبال الخلافة»، على استخدام الأسلحة وخوض المعارك وتنفيذ العمليات الانتحارية وعمليات الإعدام وصناعة العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات.
وتكاد الطائرات من دون طيار أن تكون السلاح الأبرز في معركة تحرير الجانب الأيمن من الموصل، إذ تلجأ القوات الأمنية العراقية ومسلحو «داعش» إلى استخدامها في المعارك الطاحنة التي تدور بين الجانبين في الأحياء الجنوبية والغربية من غرب المدينة.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط»، إن «طائرات الشرطة الاتحادية المسيّرة المزودة بالقنابل أصبحت سلاحاً فعالاً في مجريات معركة الموصل، وتنفذ يومياً عشرات الطلعات المباغتة، إذ تمكنت، أمس، من تدمير ثلاث ثكنات للعدو وخمس عجلات مفخخة وثلاث دراجات نارية يستقلها إرهابيو (داعش) وقتلت 17 إرهابيا في حي الدواسة».
وبينما تستعد الشرطة الاتحادية لاقتحام أحياء الدواسة والدندان والنبي شيت، شهدت مداخل أحياء المنصور والشهداء والعمال، أمس، اشتباكات بين قوات جهاز مكافحة الإرهاب ومسلحي «داعش». وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت شقق المأمون وتديم التماس مع حي المنصور». وأشار إلى قتل 177 من عناصر «داعش» أمس، «ومواصلة تطهير مناطق الجوسق والطيران وتلول عطشانة ووادي حجر».
إلى ذلك، أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف، فرار 26 ألف نازح من الجانب الغربي للموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة المدينة قبل عشرة أيام. وقال الوزير في بيان نقله مكتبه الإعلامي إن «فرق الوزارة الميدانية استقبلت 26 ألف نازح من أيمن الموصل (الجانب الغربي) خلال الأيام العشرة الماضية». ويمثل هؤلاء جزءا صغيرا من نحو 750 ألف شخص يمثلون سكان الجانب الغربي من الموصل.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.