الحكومة الفلسطينية تقرر إجراء الانتخابات في الضفة وحدها

{حماس} رفضت إجراءها في غزة

الحكومة الفلسطينية تقرر إجراء الانتخابات في الضفة وحدها
TT

الحكومة الفلسطينية تقرر إجراء الانتخابات في الضفة وحدها

الحكومة الفلسطينية تقرر إجراء الانتخابات في الضفة وحدها

أعلنت الحكومة الفلسطينية، أمس، بشكل نهائي، عزمها على إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية فقط، في 13 مايو (أيار) المقبل، على أن تؤجل في قطاع غزة إلى وقت غير معلوم، بعد ما وصفته بـ«فشل الجهود مع حركة حماس للموافقة على إجرائها في قطاع غزة».
وقالت الحكومة، في بيان صدر بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة رامي الحمد الله، إن القرار جاء «بناء على الكتاب الوارد من رئيس لجنة الانتخابات المركزية إلى دولة رئيس الوزراء، الذي يشير فيه إلى تعذر إجراء الانتخابات في قطاع غزة، إثر لقاء وفد لجنة الانتخابات المركزية مع حركة حماس».
وجاء القرار بعد شهور طويلة من الجدل بسبب الانتخابات التي كان يفترض أن تجرى في الضفة وغزة، في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كأول انتخابات تشارك فيها حركة حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة في 2007. لكن المحكمة الفلسطينية العليا قررت، في 8 سبتمبر (أيلول)، وقفها بعد إسقاط حماس قوائم لحركة فتح في قطاع غزة، ومن ثم إجراؤها في الضفة فقط، على أن تجرى لاحقاً في غزة والقدس، وهو ما رفضته لجنة الانتخابات المركزية التي أوصت الرئيس عباس بتأجيل العملية برمتها.
وكانت الحكومة قد أعلنت الشهر الماضي أنها قررت إجراء الانتخابات في كل الوطن، ورفضت حماس ذلك. وقبل أيام، قالت إنها تمهل حماس وقتاً محدداً للرد، ولم توافق حماس على إجراء الانتخابات.
ويحتاج إجراء الانتخابات في يوم واحد في الضفة وغزة إلى اتفاق كامل بين حركتي فتح وحماس اللتين تبادلتا كثيراً من الاتهامات حول الانتخابات والمصالحة. وأجريت الانتخابات في الضفة في 2012، لكن من دون مشاركة حماس التي اشترطت آنذاك التوصل إلى اتفاق مصالحة قبل إجراء الانتخابات المحلية، وقالت إن الانتخابات المحلية هي ثمرة للمصالحة، وليس العكس.
وآخر انتخابات أجريت بشكل مشترك بين الضفة وغزة، كانت في العامين 2004 و2005 على 3 مراحل، ثم أعلنت السلطة أنها تريد إجراء الانتخابات 3 مرات في الأعوام 2010 و2011، من دون أن تجريها فعلاً، ومن ثم في 2012، من دون حماس.
وسيكون 13 مايو المقبل موعداً لإجراء انتخابات البلديات في الضفة الغربية في يوم واحد، وفقاً لقرار المجلس الصادر بتاريخ 31/ 01/ 2017، استناداً إلى قانون انتخاب مجالس الهيئات المحلية، الذي يجيز لمجلس الوزراء اتخاذ القرار الذي يجسد العملية الديمقراطية، ويجيز لمجلس الوزراء إصدار قرار بإجراء الانتخابات على مراحل، وفق ما تقتضيه المصلحة العامة، مع تأكيده على استمرار الحوار والجهود مع حركة حماس لتغيير موقفها.
وقالت الحكومة إنها تأمل في أن تكون الانتخابات المحلية مدخلاً للتوافق بشأن الانتخابات السياسية العامة، بما فيها الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلسين الوطني والتشريعي، «مما يفتح الآفاق أمام مساعي إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، وعودة شعبنا إلى ممارسة العملية الديمقراطية كضرورة وطنية».
وأعربت الحكومة عن أسفها لموقف حركة حماس «من حرمان شعبنا في قطاع غزة من المشاركة في هذا العرس الديمقراطي». واستهجنت موقفها الذي يأتي في ظل تحديات تهدد الوحدة الجغرافية للدولة الفلسطينية المنشودة، داعية حماس إلى «الارتقاء بموقفها في ظل هذه الظروف الحرجة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، وقضيتنا ومشروعنا الوطني».
وأكدت الحكومة أن إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، أحد أهم أسباب قرار إجراء انتخابات الهيئات المحلية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، إن من قرر منع إجراء الانتخابات هو الذي يسعى إلى تكريس الانقسام، ويرفض المصالحة، ويتنكر لحقوق أبناء شعبنا.
من جانبها، وصفت حماس قرار الانتخابات بالضفة من دون غزة بأنه تكريس للانقسام، وقالت إنه «مفصل على مقاس فتح».
وقال الناطق باسم حماس، فوزي برهوم، إن «قرار إجراء الانتخابات المحلية في الضفة من دون غزة يعد بمثابة (وصفة) لتكريس الانقسام»، وأضاف: «هذا القرار مفصّل على مقاس حركة فتح، وتأكيد على عدم أهلية هذه الحكومة لرعاية مصالح شعبنا الفلسطيني»، متابعاً: «إن الظروف الأمنية والقانونية والفئوية التي رسختها حركة فتح في الضفة، وقرارات عباس ومراسيمه الأخيرة بخصوص العملية الانتخابية، وتشكيل محكمة قضايا الانتخابات، حرفت المسار الطبيعي والسليم للعملية الانتخابية».
وعد برهوم القرار «عائقاً أمام تحقيق مبدأ النزاهة والشفافية، واحترام النتائج»، محملاً حركة فتح، ورئيسها عباس، وحكومة رام الله، المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات هذا القرار الفئوي المقيت».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.