البرلمان المصري يسقط عضوية «السادات» أبرز صوت معارض بالمجلس

أثار جدلاً بطلبه المساءلة في مصروفات رئيس النواب ووكيليه

البرلمان المصري يسقط عضوية «السادات» أبرز صوت معارض بالمجلس
TT

البرلمان المصري يسقط عضوية «السادات» أبرز صوت معارض بالمجلس

البرلمان المصري يسقط عضوية «السادات» أبرز صوت معارض بالمجلس

أسقط مجلس النواب المصري (البرلمان)، بأغلبية ثلثيه أمس، عضوية النائب محمد أنور السادات، أبرز صوت معارض بداخله، بعدما أُدين بتسليم معلومات عن مؤسسات الدولة إلى جهات خارجية، وتزوير توقيعات لعدد من النواب على مشروعات قوانين، وهو الأمر الذي نفاه السياسي المخضرم. وهي الواقعة الثانية من نوعها في البرلمان الحالي، بعد إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة، بعد استقباله للسفير الإسرائيلي في القاهرة.
ويترأس السادات، وهو ابن عصمت شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، حزب «الإصلاح والتنمية» الممثل به فقط في المجلس. ومنذ انعقاد المجلس قبل أكثر من عام برز كأحد أشد المعارضين للحكومة ولائتلاف الأغلبية.
وسبق أن استقال من رئاسة لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب في أغسطس (آب) الماضي بدعوى عدم تعاون البرلمان والحكومة معه في رفع مظالم عن مواطنين اشتكوا إليه بصفته رئيس اللجنة. وقبل أسابيع أثار السادات غضبا داخل المجلس عندما قال إن «رئيس مجلس النواب ووكيليه حصلوا على ثلاث سيارات مصفحة ثمنها نحو 18 مليون جنيه (أكثر من مليون دولار) في وقت يشتكي فيه ملايين المواطنين من غلاء أسعار السلع الأساسية».
ومنذ فترة قصيرة بدأت لجنة القيم التحقيق في ثلاث اتهامات ضد النائب، الأولى تتعلق بتسليم معلومات عن إحدى مؤسسات الدولة لمنظمات دولية، والثانية خاصة بوضع توقيعات غير صحيحة لعدد من النواب على مشروعات قوانين، والأخيرة تسليم مشروع قانون لأحد السفراء.
وخلال جلسة مجلس النواب أمس، برئاسة الدكتور علي عبد العال، صوت أكثر من 400 بالموافقة على إسقاط عضوية السادات. بعد أن استعرض المجلس تقرير لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية برئاسة المستشار بهاء الدين أبو شقة بشأن الوقائع المنسوبة للسادات.
وقال المستشار أبو شقة إن «التحقيق مع السادات تضمن إرساله بيانات تتضمن الأوضاع الداخلية لمجلس النواب إلى منظمات وجهات دولية تتناول أوضاعا داخلية للمجلس من شأنها الحط من قدره وكرامة المجلس»، موضحا أن اللجنة تأكدت أن النائب أرسل إلى أحد العاملين بلجنة حقوق الإنسان للبرلمانيين بالاتحاد البرلماني الدولي عبر البريد الإلكتروني رسالة للاستفسار عما إذا تقدم بشكوى للاتحاد، وتم الرد عليه من أحد الموظفين بأنه لم يتقدم بشكوى وقدم صورة من هذه الرسالة.
وأكد أبو شقة أن أمين الاتحاد البرلماني الدولي مارتن شونغو أفاد بموجب كتاب رسمي أنه لم يطلب أي فرد من الاتحاد أي معلومات تتعلق البرلمان المصري سواء من السادات أو غيره ما عدا رسالة بالبريد الإلكتروني واحدة أرسلت له ردا على تساؤله عما إذا كان أرسل شكوى للاتحاد.
وأوضح أبو شقة، أن الرد قال إن جميع الرسائل التي أرسلت من مكتب السادات والمشار إليها في رسالة الأمين العام لمجلس النواب تم إرسالها للاتحاد البرلماني الدولي طواعية وبإرادة منفردة من النائب المذكور أرفقت جميعها برسالته، ولم يقم الاتحاد البرلماني الدولي بالاستجابة أو الرد على أي من الرسائل.
وقال أبو شقة إنه تم الرد على النائب بأن حرية الرأي والتعبير وإن كانت مكفولة لكل نائب، إلا أنه ليس من حرية التعبير إهانة المجلس والحط من قدره أمام جهات أجنبية، لا سيما أن ذلك كان يتم بشكل متكرر ومتعمد ومترجم إلى اللغة الإنجليزية من دون مصوغ أو مبرر سوى عكس صورة غير حقيقية بأن المجلس غير فعال.
وأكد أبو شقة أن ما خلصت إليه لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية هو أن النائب السادات يخلط بين تقديمه شكوى للاتحاد البرلماني الدولي على النحو المشار إليه وبين إرساله بيانات تحريضية تسيء للبرلمان المصري.
وقال أبو شقة إن هذه الرسائل تضمنت إعراب النائب عن قلقه إزاء عدم تنفيذ الواجبات والحقوق الدستورية التي التزم البرلمان بها مثل قوانين بناء الكنائس ومفوضية التمييز والعدالة الانتقالية، وأنه استقال من رئاسة لجنة حقوق الإنسان وإنه لن يترشح لوجود مرشحين مدعومين من أجهزة المجلس وأجهزة أمنية، كما أنه ثبت للجنة أن النائب المحال لديه قاعدة بيانات يرسل إليها بيانات تعبر عن رأيه في بعض القرارات من بينها سفراء في الداخل والخارج، ويترجم بعضها إلى لغات أجنبية.
في المقابل، قال النائب السادات إن تقرير لجنة الشؤون الدستورية فيه خلط، مضيفا: «كلامي من البداية في هذه الواقعة هو أن البيانات الصحافية تصدر من جانبي على مدار سنوات وأتواصل فيها مع الصحف المصرية والأجنبية وموجودة على صفحتي وباللغة الإنجليزية للموجودين في أوروبا وأميركا». وتابع: «هذا رأيي كبرلماني وسياسي وحقي في التعبير عن رأيي».
وأضاف السادات: «قلت إن كثيرا من مواد الدستور لا تطبق... وإن كثيرا من الأمور تحتاج إلى مراجعة سواء في اللجان أو الجلسات العامة... هذا كان مخاطبة مني إلى رئيس المجلس لأجل التصويت الإلكتروني... وهذا ينشر في الجرائد المصرية ويتم ترجمته في صحف أجنبية... لا أخاطب أحدا بعينه في الخارج».
واعتبر السادات أن إسقاط عضويته عقوبة قاسية وأن حسن النية كان متوفرا لديه وأنه كان يعبر عن رأيه ولا ينكر ذلك. وتابع: «هناك ناخبون ومواطنون وقفوا في طوابير ليختاروا... ولهم حق. هناك حملات إعلامية ضدي وحرمة أموات وكرامة ناس».
من جانبه، قال محمد السويدي رئيس ائتلاف الأغلبية «دعم مصر»، إن «دفاع السادات ليس واقعيا وإنه ليس مطلوبا عندما نرى خلالا في البرلمان أن نخاطب الخارج ونحن هنا نمارس حقوقنا وواجباتنا ونتحدث بكل شفافية ومصداقية». وأضاف أن الاستقواء بالخارج شيء مرفوض تماما ولكن هدم كيان مؤسسي مثل مجلس النواب الذي يعد ركيزة محاربة الفساد شيء صعب جدا قبوله.
وقال علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «المصريين الأحرار» إن «الوقائع ضد السادات ثابتة... لماذا نسمح لبعض الدول بالتدخل في شؤوننا، وأعتقد أنه يجب أن نستقوي بدولتنا ومجلسنا بدلا من الاستقواء بالخارج»، معلنا موافقته على تقرير اللجنة الدستورية بإسقاط عضوية السادات.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.