إصابة 12 من « الجيش الحر» باشتباكات مع «داعش» في محيط الباب

إصابة 12 من « الجيش الحر» باشتباكات مع «داعش» في محيط الباب
TT

إصابة 12 من « الجيش الحر» باشتباكات مع «داعش» في محيط الباب

إصابة 12 من « الجيش الحر» باشتباكات مع «داعش» في محيط الباب

تواصلت الاشتباكات بين فصائل الجيش السوري الحر وعناصر من «داعش»، أثناء عملية تطهير مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، التي تم انتزاعها من يد «داعش» الخميس الماضي في إطار عملية «درع الفرات» التي تدعم فيها تركيا فصائل من الجيش الحر.
واستقبل مستشفى كيليس الحكومي في جنوب تركيا، أمس، 12 مصابا بينهم حالات حرجة من عناصر الجيش الحر، أصيبوا في الاشتباكات في محيط الباب.
في الوقت نفسه، انتهت إدارة الإسكان والتنمية التابعة لرئاسة الوزراء التركية، من تشييد النصف الأول من الجدار الخرساني على الحدود التركية السورية.
وقال مدير إدارة الإسكان والتنمية أرجون توران، إنه تم بناء أكثر من النصف الأول من الجدار، بالإضافة إلى شق 260 كيلومترا كطريق بجانب الجدار، وكذلك وضع أسلاك شائكة على طول الجدار العازل.
وأضاف توران، أن ارتفاع الجدار الخرساني يصل إلى 3 أمتار، وفوقه متر من الأسلاك الشائكة ليصل إلى 4 أمتار، وعرضه 30 سنتيمترا، وتم إنشاء أبراج مراقبة على طول الجدار لمراقبة المنطقة الحدودية، بالإضافة إلى شق طريق للدوريات العسكرية.
وأوضح أنه تم الانتهاء من بناء الجدار على طول حدود ولايات غازي عنتاب، وشانلي أورفة، وكيليس، وهطاي، وماردين، وشرناق بطول 290 كيلومترا، ومن المقرر أن ينتهي بناء الجدار بالكامل بحلول مايو (أيار) المقبل.
وبعد إعلان حملة «درع الفرات» التي تضم قوات تركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها سيطرتها، الخميس، على مدينة الباب في شمال سوريا، آخر أبرز معقل لتنظيم داعش، في ريف حلب، تستعيد عائلات من بين مئات صمدت داخل المدينة في السنوات الأخيرة فصولاً من المعاناة تحت حكم «داعش».
تروي أم عبدو، في الثلاثينات من عمرها وأم لأربعة أطفال، وهي تقف في زقاق ضيق، لوكالة الصحافة الفرنسية، كيف أن مقاتلي التنظيم «كانوا في كل مرة يجدون عائلة مختبئة في قبو، يخرجونها ليحلوا مكانها».
وعندما بدأ القصف المركز على المدينة، توضح المرأة التي ترتدي عباءة وتغطي وجهها ورأسها بوشاح أسود: «لم يسمحوا لأحد بالخروج، وفي الوقت ذاته لا يمكنك الاختباء في القبو، بل عليك البقاء تحت القصف».
وتروي: «عانينا كثيراً من هذا الأمر. اختبأنا في القبو وحاولنا ألا يعرف أحد أننا نختبئ، حتى الطفل حين يعلو صوته كنا نصرخ بوجهه؛ لأنه كان من الصعب علينا أن نخرج من هنا».
وبات مقاتلو التنظيم في الأيام الأخيرة وفق ابنة مدينة الباب «شرسين أكثر من ذي قبل، وكنا نتحاشاهم كثيراً» قبل أن تحمد الله على نجاتها وعائلتها.
وتشهد المدينة على ضراوة المعارك والغارات التي استهدفت مواقع «داعش» وتحركاتهم. تضيق الأزقة الداخلية بالركام. ويمكن مشاهدة سيارة متوقفة في وسط الطريق بعدما تركها أصحابها.
وعلى جانبي الشوارع لا سيما الرئيسية منها، تصدعت واجهات الأبنية أو انهارت سقوفها وتدمر بعضها بشكل كبير. كما يمكن مشاهدة هياكل سيارات متفحمة.
ويوضح أبو عبدو (38 عاماً) أن حواجز التنظيم التي كانت منتشرة بكثافة داخل المدينة كانت دائماً جاهزة لصد كل من يفكر في المغادرة. ويقول: «لم نتمكن من الخروج في الوقت الذي نريده، كما أن الطريق مزروع بالألغام. كثيرون أصيبوا أو ماتوا جراء ذلك وأسعفنا آخرين»، متابعاً: «لم نعد نتجرأ على الخروج ولهذا السبب فضلنا أن نبقى، فإما نبقى ونعيش وإما نموت وينتهي الأمر».
بعد 3 أيام من طرد المتشددين، يحتاط الأهالي العائدين أو الموجودين في تنقلاتهم جراء كثرة المفخخات والألغام.
ويؤكد الرجل الملتحي الذي يرتدي سترة رمادية اللون، أن مقاتلي التنظيم قبل مغادرتهم «زرعوا الألغام وفخخوا البلد كلها».
وتجري القوات التركية والفصائل المعارضة عملية تمشيط داخل المدينة. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الجمعة، إن «هذه المدينة في حالة فوضوية، هناك متفجرات وقنابل وكمائن»، متحدثاً عن «عملية تطهير بدقة شديدة».
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 14 شخصا على الأقل، بينهم مدنيون، يومي الجمعة والسبت، جراء انفجار ألغام تركها التنظيم خلفه.
ويعرب أبو عبدو عن غضبه بعد رؤيته عناصر التنظيم «يحرقون المستودعات والأفران والأدوية (...) كان شيئا يفوق الوصف». وبعدما يتنهد قليلاً، يقول الرجل: «لكنني رأيتهم يهربون ورأيت الخوف والحقد والكره» على وجوههم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.