تواصلت الاشتباكات بين فصائل الجيش السوري الحر وعناصر من «داعش»، أثناء عملية تطهير مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، التي تم انتزاعها من يد «داعش» الخميس الماضي في إطار عملية «درع الفرات» التي تدعم فيها تركيا فصائل من الجيش الحر.
واستقبل مستشفى كيليس الحكومي في جنوب تركيا، أمس، 12 مصابا بينهم حالات حرجة من عناصر الجيش الحر، أصيبوا في الاشتباكات في محيط الباب.
في الوقت نفسه، انتهت إدارة الإسكان والتنمية التابعة لرئاسة الوزراء التركية، من تشييد النصف الأول من الجدار الخرساني على الحدود التركية السورية.
وقال مدير إدارة الإسكان والتنمية أرجون توران، إنه تم بناء أكثر من النصف الأول من الجدار، بالإضافة إلى شق 260 كيلومترا كطريق بجانب الجدار، وكذلك وضع أسلاك شائكة على طول الجدار العازل.
وأضاف توران، أن ارتفاع الجدار الخرساني يصل إلى 3 أمتار، وفوقه متر من الأسلاك الشائكة ليصل إلى 4 أمتار، وعرضه 30 سنتيمترا، وتم إنشاء أبراج مراقبة على طول الجدار لمراقبة المنطقة الحدودية، بالإضافة إلى شق طريق للدوريات العسكرية.
وأوضح أنه تم الانتهاء من بناء الجدار على طول حدود ولايات غازي عنتاب، وشانلي أورفة، وكيليس، وهطاي، وماردين، وشرناق بطول 290 كيلومترا، ومن المقرر أن ينتهي بناء الجدار بالكامل بحلول مايو (أيار) المقبل.
وبعد إعلان حملة «درع الفرات» التي تضم قوات تركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها سيطرتها، الخميس، على مدينة الباب في شمال سوريا، آخر أبرز معقل لتنظيم داعش، في ريف حلب، تستعيد عائلات من بين مئات صمدت داخل المدينة في السنوات الأخيرة فصولاً من المعاناة تحت حكم «داعش».
تروي أم عبدو، في الثلاثينات من عمرها وأم لأربعة أطفال، وهي تقف في زقاق ضيق، لوكالة الصحافة الفرنسية، كيف أن مقاتلي التنظيم «كانوا في كل مرة يجدون عائلة مختبئة في قبو، يخرجونها ليحلوا مكانها».
وعندما بدأ القصف المركز على المدينة، توضح المرأة التي ترتدي عباءة وتغطي وجهها ورأسها بوشاح أسود: «لم يسمحوا لأحد بالخروج، وفي الوقت ذاته لا يمكنك الاختباء في القبو، بل عليك البقاء تحت القصف».
وتروي: «عانينا كثيراً من هذا الأمر. اختبأنا في القبو وحاولنا ألا يعرف أحد أننا نختبئ، حتى الطفل حين يعلو صوته كنا نصرخ بوجهه؛ لأنه كان من الصعب علينا أن نخرج من هنا».
وبات مقاتلو التنظيم في الأيام الأخيرة وفق ابنة مدينة الباب «شرسين أكثر من ذي قبل، وكنا نتحاشاهم كثيراً» قبل أن تحمد الله على نجاتها وعائلتها.
وتشهد المدينة على ضراوة المعارك والغارات التي استهدفت مواقع «داعش» وتحركاتهم. تضيق الأزقة الداخلية بالركام. ويمكن مشاهدة سيارة متوقفة في وسط الطريق بعدما تركها أصحابها.
وعلى جانبي الشوارع لا سيما الرئيسية منها، تصدعت واجهات الأبنية أو انهارت سقوفها وتدمر بعضها بشكل كبير. كما يمكن مشاهدة هياكل سيارات متفحمة.
ويوضح أبو عبدو (38 عاماً) أن حواجز التنظيم التي كانت منتشرة بكثافة داخل المدينة كانت دائماً جاهزة لصد كل من يفكر في المغادرة. ويقول: «لم نتمكن من الخروج في الوقت الذي نريده، كما أن الطريق مزروع بالألغام. كثيرون أصيبوا أو ماتوا جراء ذلك وأسعفنا آخرين»، متابعاً: «لم نعد نتجرأ على الخروج ولهذا السبب فضلنا أن نبقى، فإما نبقى ونعيش وإما نموت وينتهي الأمر».
بعد 3 أيام من طرد المتشددين، يحتاط الأهالي العائدين أو الموجودين في تنقلاتهم جراء كثرة المفخخات والألغام.
ويؤكد الرجل الملتحي الذي يرتدي سترة رمادية اللون، أن مقاتلي التنظيم قبل مغادرتهم «زرعوا الألغام وفخخوا البلد كلها».
وتجري القوات التركية والفصائل المعارضة عملية تمشيط داخل المدينة. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الجمعة، إن «هذه المدينة في حالة فوضوية، هناك متفجرات وقنابل وكمائن»، متحدثاً عن «عملية تطهير بدقة شديدة».
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 14 شخصا على الأقل، بينهم مدنيون، يومي الجمعة والسبت، جراء انفجار ألغام تركها التنظيم خلفه.
ويعرب أبو عبدو عن غضبه بعد رؤيته عناصر التنظيم «يحرقون المستودعات والأفران والأدوية (...) كان شيئا يفوق الوصف». وبعدما يتنهد قليلاً، يقول الرجل: «لكنني رأيتهم يهربون ورأيت الخوف والحقد والكره» على وجوههم.
إصابة 12 من « الجيش الحر» باشتباكات مع «داعش» في محيط الباب
إصابة 12 من « الجيش الحر» باشتباكات مع «داعش» في محيط الباب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة