في ليلة «الأوسكار» مقاعد «الخوذات البيضاء» خالية

ملصق الفيلم الوثائقي «الخوذات البيضاء»
ملصق الفيلم الوثائقي «الخوذات البيضاء»
TT

في ليلة «الأوسكار» مقاعد «الخوذات البيضاء» خالية

ملصق الفيلم الوثائقي «الخوذات البيضاء»
ملصق الفيلم الوثائقي «الخوذات البيضاء»

مع أن الفيلم القصير «الخوذات البيضاء»، الذي يوثق حياة 3 آلاف مسعف سوري متطوع لإنقاذ حياة ضحايا القصف والنزاع، استطاع إيصال رسالته إلى العالم، بل واستحق ترشيحا لجائزة الأوسكار لفئة أفضل فيلم وثائقي قصير، إلا أن أبطاله كانت كراسيهم خالية في حفل أمس؛ إذ تعذر عناصر الدفاع المدني عن الحضور جراء ضغط العمل الذي يفرضه تصعيد قصف النظام، كما أجبر أحد مصوريه الثلاثة، خالد الخطيب على المكوث في إسطنبول ومتابعة الحدث المرتقب من خلال شاشة التلفزيون.
وتضاربت الأنباء حول سبب منع سفر الخطيب للولايات المتحدة، لكنه كشف في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمسن عن أنه كان قد تسلم تأشيرة من الولايات المتحدة للسفر قبل عشرة أيام، وكان من المقرر أن يسافر يوم الثلاثاء الماضي. لكن جرى توقيفه بمطار إسطنبول؛ لأن جواز سفره كان قد ألغي من قبل النظام في سوريا. وأشار إلى أنه خاض محاولات منذ الثلاثاء عن طريق تعاون مع الجهات الأميركية لإصدار وثيقة سفر لدخول الولايات المتحدة، لكنه لم يستطع تحصيلها لضيق الوقت. إلى ذلك، أكد الخطيب أن ما يهمه هو نيل الوثائقي ترشيح جائزة أوسكار. وقال: «رسالة الشعب السوري ومتطوعي الخوذات البيضاء الذين يضحون بحياتهم وصلت إلى العالم من خلال محفل دولي للأفلام. ونتمنى أن يأتي بنتيجة للمساهمة في إنهاء معاناة الشعب السوري». وأضاف: «الأوسكار منبر مهم لإيصال رسالة من خلال عمل، في حال فزنا أم لا، حيث استطعنا إيصال رسالتنا إلى العالم، آملين بضغط دولي لوقف القصف».
فيلم «الخوذات البيضاء» هو عمل وثائقي للمخرج أورلاندو فون إنزدل، أطلقته خدمة «نيتفلكس» ليكون متاحا للملايين مشاهدته في أكثر من 90 بلداً. وقام بتصويره ثلاثة سوريين من حلب، خالد الخطيب وفادي الحلبي وحسن قطان.
من جانبه، قال المصور فادي الحلبي لـ«الشرق الأوسط» أمس «ركزنا عدساتنا لتوثيق معاناة الناس اليومية وبطولات عناصر الدفاع المدني في حلب». وأضاف أن أكثر اللحظات المؤثرة التي عاشها خلال التصوير وسط القصف عندما التقطت عدسته مشهدا لسيدة مذعورة تركض في اتجاه متطوع وتتمسك به طالبة الحماية. وأضاف: «رأته مسعفها لبر الأمان، وفي هذه اللحظة اقشعر بدني من نظرات الخوف في عينيها».
وقال حلبي إن «أصعب اللحظات التي عشتها خلال التصوير هي عمليات إغاثة المواطنين من تحت الأنقاض وسط بكاء أفراد العائلة على أشخاص ما زالوا عالقين تحت الركام». وأضاف: «العمل أثر فينا كثيرا، ونأمل أن يؤثر في قلوب جميع من يشاهده».
وكشف حلبي عن أنه حرم هو الآخر من تلبية أكثر من عشر دعوات لمهرجانات عرضت الفيلم. وقال: «لم أستطع السفر لأنني لا أمتلك إقامة تركية؛ كوني مقيما في سوريا، وليس لدي جواز سفر».
وبدأت «الخوذات البيضاء» العمل في عام 2013، ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ عام 2014 بهذا الاسم نسبة إلى الخوذات التي يضعونها على رؤوسهم.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.