ترمب يشغل كتاب الافتتاحيات الأميركية: بلدنا عظيم... لكن يجب أن يكون رحيماً

ماذا عن صحف الولايات المتحدة؟ كيف ترى الرئيس دونالد ترمب بعد شهر في البيت الأبيض؟ هذه افتتاحيات بعضها عن هذا الموضوع:
قالت افتتاحية صحيفة «بوسطن غلوب» إن الكونغرس والسياسيين في واشنطن فشلوا، منذ أكثر من عام، في إرغام ترمب على كشف وثائق الضرائب التي دفعها، والتي دفعتها شركاته. وقالت الافتتاحية: «تقدر حكومات الولايات على لعب دور كبير في مواجهة (الترمبيزم). لكن، لا بد من مواجهة ذكية، خوفا من أن يرد ترمب، ولا جدل في ذكائه رغم أنه ذكاء سلبي، أن يدمر المحاولات».
اقترحت الافتتاحية أن تعلن ولاية ماساجوستس منع أي مرشح لرئاسة الجمهورية من المنافسة في الولاية إذا لم يكشف ضرائبه. واقترحت أن تفعل ذلك بقية الولايات.
وعلقت افتتاحية صحيفة «شيكاغو تربيون» على قرارات ترمب بترحيل المكسيكيين، وغيرهم، غير القانونيين. وقالت: «قانونيون أم غير قانونيين، أجانب أم غير أجانب، يحتاج الاقتصاد الأميركي إلى الذين يؤدون أعمالا لا يؤديها المواطن الأميركي العادي. مثل: حصاد البرتقال في فلوريدا، والطماطم في كاليفورنيا، والبطاطس في ماساجوستس، والذرة في أنديانا».
وكان عنوان افتتاحية صحيفة «كانساس سيتي نيوز» هو: «لتكن أميركا عظيمة يجب أن تكون رحيمة». وقالت الافتتاحية، تعليقا على قتل أميركي هندي في المدينة، قال قاتله الأبيض إنه اعتقده مسلما: «كان سرينيفاس كوشيفوتلا (القتيل) مهندسا ناجحا. وكان، كما قالت أرملته، يحب الولايات المتحدة، ورفض إلحاحاتها بأن يعودا إلى الهند».
وقالت الافتتاحية إن ما حدث يدل على أن أميركا «تسير بعيدا عن إنسانيتها». وأن شعار الرئيس السابق جورج بوش الأب كان «أمة أكثر رحمة وأكثر وقارا». وكان شعار الرئيس السابق بيل كلينتون هو «الناس أولا». وكان شعار الرئيس السابق جورج بوش الابن «محافظين إنسانيين». ودعت الافتتاحية الرئيس ترمب إلى أن يغير شعاره من «لتكن أميركا عظيمة مرة أخرى» إلى «لتكن أميركا إنسانية مرة أخرى».
وفي الصحف الأوروبية من لندن حيث تناولت الصحف البريطانية عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها القتال ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، ورفض إسرائيل منح تأشيرة دخول لمدير منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية. والبداية من صحيفة التايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان «الفردوس المفقود... تدفق اللاجئين يجبر السويد على إعادة التفكير في أولوياتها». وتضيف «الآن مع معاناتها لدمج واستيعاب مئات الآلاف من اللاجئين تحولت السويد إلى بلد يعاني من الكثير من الشكوك في الذات، وإن سياسات السويد توضح خطورة فتح الحدود دون الأخذ في الاعتبار ما يمكن للبلد استيعابه». وتضيف أن النسبة العامة للبطالة في السويد 6.9 ولكنها في صفوف المهاجرين تصل إلى 16.4 في المائة. وأن البلاد أصبحت تعاني من التوترات وارتفاع نسبة الجريمة نظرا للاشتباكات بين عصابات متناحرة من اللاجئين.
وتناول عدد من الصحف البريطانية، من بينها الغارديان والتايمز، قرار إسرائيل رفض منح تأشيرة دخول لمدير منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية. وتقول التايمز إن إسرائيل نعتت المنظمة بأنها منظمة «زائفة» تعمل لصالح الدعاية للفلسطينيين ومنعت واحدا من كبار مسؤوليها من دخول أراضيها.. ونقلت صحيفة الغارديان عن هيومن رايتس ووتش قولها إن الإجراء الإسرائيلي «ينذر بالسوء». وقال متحدث باسم المنظمة للغارديان إن القرار «يجب أن يقلق كل من يعنيه التزام إسرائيل بالقيم الأساسية للديمقراطية». وفي صحيفة التايمز أيضا نطالع مقالا لتوم بارفيت من موسكو بعنوان «بوتين يخطط لفوز حاسم في الانتخابات». وتحت عنوان هل موّل دافع الضرائب البريطاني خلية لتنظيم داعش؟ كتبت الغارديان وصب اهتمام الصحيفة، على قضية المفجر الانتحاري البريطاني في العراق، وهو رونالد فيدلر المعروف باسم جمال الدين الحارث، وجاء مقالها بعنوان «الانتحاري جند عن طريق داعش في 2013».
وتقول الغارديان استنادا إلى تصريحات زوجة فيدلر، إنه جند بعد عشر سنوات تقريبا من خروجه من معتقل غوانتنامو، وإن من جنده شخص يدعى رافائيل هوستي. وتقول شوكي بيكم، إن زوجها تحصل على مبلغ مليون جنيه إسترليني، تعويضا له على مدة حبسه في غوانتنامو.
وننتقل إلى باريس حيث مجموعة مواضيع تطرقت إليها الصحف الفرنسية أمن فرنسا: قضاة تحقيق يكلفون بمتابعة قضية الرواتب الوهمية لزوجة وأبناء فرنسوا فيون، مرشح اليمين التقليدي للرئاسة. وتحت عنوان: باريس لم تعد باريس، هذا العنوان، اقتبسته صحيفة لوبارزين، مما جاءَ في كلمة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، عاد فيها أيضا باستحضار الهجماتِ التي هزت فرنسا لتبريرِ سياسته الخاصة بالهجرة.
وتحت عنوان دونالد ترمب يغير تماما من موقفه حيال الاتحاد الأوروبي صحيفة «لوبينيون»، أشارت إلى تصريحاتِ دونالد ترمب السابقة المعادية لأوروبا، بالقول إنه تقودهُ ألمانيا، كما أنه كان أظهرَ تحمسا لـ«البريكست». لكنّ الصحيفة توقفت عند المقابلة الأخيرة لترمب مع وكالة رويترز، موضحة أن لهجتَه تغيرت من خلال هذه المقابلة، حيث أكد أنه مع الاتحادِ الأوروبي، واصفا إياه بالرائعِ. وأوضحت «لوبينيون» أن تصريحَ ترمب هذا فاجأ عددا كبيرا من المسؤولين في بروكسل. ومع ذلك، تشيرُ الصحيفة، إلى أن الكثير من المسؤولين الأوروبيين، يطغى عليهم الحذرُ والانتظارُ لمعرفة كيف ستكون سياسة ترمب حيال أوروبا في الأسابيع والأشهر القادمة.
وتحت عنوان في جنيف، مباحثاتٌ من دون أوهامٍ حول سوريا صحيفة «لوموند» قالت إن مواقفَ محور دمشق موسكو تبدو متناقضة تماما مع مواقفِ المعارضة المسلحة المدعومة من الغربيين. وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للنظامِ السوري والروس، فإن بشار الأسد يجب أن يبقى في السلطة، وبأنه لا مجالَ لإجراء انتخابات رئاسية قبل انتهاءِ فترتِه الرئاسية، فالفترة الانتقالية بالنسبة لهم تُختزل في بعض الإصلاحات وضمِ بعض المعارضين.
أما المعارضة المدعومة من باريس وكذلك من قبلِ بعضِ العواصمِ الغربية والعربية، فتعتبرُ أن بشار الأسد يجب أن يرحلَ على الأقل في نهاية العملية السياسية. هذه المواقف، إذن، رأت «لوموند» أنها لم تتغير وتبقى غير قابلة للتوفيق فيما بينها.
في الأسبوع الماضي، صعّد ترمب حملته ضد الصحافيين بعد أن منع البيت الأبيض مراسلي أجهزة إعلامية رئيسية (مثل: صحيفة «نيويورك تايمز» وتلفزيون «سى إن إن») من حضور مؤتمر صحافي عاجل. ولم تقصر هذه، وشنت عليه هجمات قوية.