نافذة على مؤسسة تعليمية: «فرايبورغ»... جامعة نال 10 من خريجيها {نوبل}

نافذة على مؤسسة تعليمية: «فرايبورغ»... جامعة نال 10 من خريجيها {نوبل}
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: «فرايبورغ»... جامعة نال 10 من خريجيها {نوبل}

نافذة على مؤسسة تعليمية: «فرايبورغ»... جامعة نال 10 من خريجيها {نوبل}

تقع جامعة ألبرت لودفيغ في مدينة فرايبورغ، وهي في ذلك مثل جامعتي توبنغن وهايدلبيرغ، من أعمال الإمبراطورية النمساوية اللصيقة بالجنوب الألماني.
تأسست «المدينة الجامعية» فرايبورغ، في زمن دوق النمسا ألبريشت السادس الذي أوعز في سنة 1457 بتأسيسها. وكانت فرايبورغ عاصمة المنطقة الجنوبية، على حافة جبال الألب، قبل تأسيس ولاية بادن فورتمبيرغ وعاصمتها شتوتغارت، بعد الحرب العالمية الثانية. وهي، على هذا الأساس، ثاني أكبر جامعة بعد جامعة فيينا في تلك الحقبة من القرن الخامس عشر.
وهي من من أقدم جامعات ألمانيا، يدرس فيها أكثر من 25 ألف طالب من مختلف الاختصاصات، ويحاضر فيها 430 بروفسوراً، يدعمهم في عملهم 2950 مساعداً علمياً، وأكثر من 4800 موظف. ويمكن تصور سبب تسميتها «المدينة الجامعية» إذا عرفنا أن سكان فرايبورغ اليوم لا يزيد عن 230 ألفاً.
وجامعة فرايبورغ أول من استقبل إصلاحات لوثر الشهيرة، وأدخلتها في مناهجها الدراسية، كما تعرض أساتذتها (وخصوصاً اليهود) إلى الاضطهاد والحبس والطرد من الجامعة في الحقبة النازية، ثم أغلقت نهائياً خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، وأعيد افتتاحها بعد أشهر قليلة من سقوط برلين بأيدي الحلفاء.
وتصنف وزارة التعليم العالي الألمانية جامعة فرايبورغ ضمن أفضل 10 جامعات ألمانية، ومنحتها في سنة 2009 درجة «ممتاز» في مستوى التدريس في الكيمياء البيولوجي والطب والتاريخ والأدب الألماني، والأدب الإنجليزي والقانون، من بين 11 كلية عالية المستوى في حرمها الجامعي.
وتشتهر جامعة ألبرت لودفيغ بعياداتها الطبية التي تعتبر من الأفضل في ألمانيا في مختلف الاختصاصات. تتلقى العيادات الجامعية أكثر من 790 ألف زيارة في السنة، ويتولى 1400 طبيب و2900 موظف صحي معالجة 166 ألف مريض على أسرتها سنوياً.
وفي مكتبة جامعة فرايبورغ نحو 3 ملايين مجلد ورقي من الكتب في مختلف الاختصاصات، يضاف إليها مليونا كتاب في مكتبات كلياتها، ومكتبة إلكترونية توفر 161 موقعاً للبحث العلمي و1300 بنك معلومات. وتسمح الجامعة للأجانب الدارسين في المراحل العليا (من أكثر من 100 دولة) تقديم أطروحاتهم بلغتهم الأم، وبين هذه اللغات العربية والصينية.
نال 10 من خريجي جامع فايبورغ جائزة نوبل، 5 منهم في مجال الكيمياء. وتبدأ القائمة بالعالم هاينريس أوتو فيلاند (1927) في مجال الكيمياء، وتنتهي بهارالد تزور هاوزن (2008) في مجال الفسلجة الطبية.
أما قائمة المشاهير الآخرين في السياسة فتبدأ بيوزيف غوبلز وزير إعلام هتلر المشهور، وتنتهي بكونراد أديناور أول مستشار لألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية. أما في علم الاجتماع فيتصدر العالم الكبير ماكس فيبر قائمة الخريجين في هذا الفرع من جامعة ألبرت لودفيغ.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.