18 قتيلا في أعاصير ضربت جنوب الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي يعد بتقديم المساعدة وإعادة الإعمار

18 قتيلا في أعاصير ضربت جنوب الولايات المتحدة
TT

18 قتيلا في أعاصير ضربت جنوب الولايات المتحدة

18 قتيلا في أعاصير ضربت جنوب الولايات المتحدة

ادت أعاصير قوية ضربت جنوب - وسط الولايات المتحدة الى مقتل 18 شخصا، حيث انقلبت سيارات ودمرت منازل واقتلعت اشجار، كما أعلن مسؤولو الطوارئ اليوم (الاثنين).
وتبحث فرق الاغاثة المحلية بين الركام في المدن الاكثر تضررا، بينما حذرت الإرصاد الجوية من قدوم أعاصير أخرى الثلاثاء.
وافادت هيئة ادارة الطوارئ في اركنسو بأن 15 شخصا قتلوا حين ضربت اعاصير الولاية أمس (الاحد)، فيما اعلن مسؤول في ادارة الطوارئ في ولاية اوكلاهوما أن قتيلين سقطا في الولاية بسبب الاعاصير.
واشارت وسائل اعلام محلية الى سقوط قتيل في ولاية ايوا.
ومن مانيلا قدم الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي يختتم جولة آسيوية في الفلبين، تعازيه ووعد بتقديم مساعدات من الحكومة الفدرالية.
وقال اوباما "اود ان يعلم الجميع ان بلادكم ستكون الى جانبكم لتقديم المساعدة واعادة الاعمار مهما تطلب الأمر".
وقال جيمس فايرستون رئيس بلدية فيلونيا في اركسنو لشبكة "سي ان ان "انها الفوضى في الوقت الحالي".
واضاف فايرستون ان وسط البلدة "يبدو وكانه دمر بالكامل لم يبق سوى بعض المباني لا تزال صامدة جزئيا". واضاف ان شرطيين واطفائيين من المدن المجاورة بالاضافة الى عناصر من الحرس الوطني في طريقهم الى البلدة لتقديم المساعدة.
واظهرت الصور التي عرضتها قناة "تي اتش في 11" في اركسنو سيارات منقلبة ومنازل وقد اقتلع نصفها وبيوت أضحت اكواما من الركام.
وضربت الاعاصير المنطقة الاحد وليل الاثنين، وتشير مصلحة الارصاد الجوية الى انها قد تستمر الثلاثاء ايضا.
وادت ايضا الى خراب في مناطق كبرى في بلدية مايفلاور التي يقطنها 2300 نسمة شمال غربي عاصمة اركنسو ليتل روك.
وقال مسؤولون ان قسما من طريق سريع يربط بين الشرق والغرب أغلق بسبب الركام والسيارات المنقلبة في منطقة مايفلاور.
وقالت شركتا كهرباء محليتان "انترجي وفيرست الكتريك كووبراتيف" ان اكثر من 15 الف شخص محرومون من الكهرباء.
وقال فايرستون لاحقا لشبكة "سي ان ان" ان صفارات الانذار اطلقت لحوالى 45 دقيقة قبل ان تضرب الاعاصير، ودعا السكان للنزول الى الملاجئ.
وقد شهدت فيلونيا هذا الامر سابقا، حيث ضربها اعصار سلك المسار نفسه تقريبا قبل ثلاث سنوات، كما قال فايرستون.
وقال حاكم اركنسو مايك بيب على تويتر "كانت ليلة صعبة للعديد من العائلات والبلدات، لكن سكان اركنسو يسارعون على الدوام لمساعدة الآخرين على مواجهة الوضع".
ولن تعرف الخسائر الفعلية لهذه الأعاصير وحصيلتها البشرية إلا حوالى الساعة 11:30 ت.غ.
وفي ايوا تزعزعت أسس عدة منازل، وأدى الإعصار ايضا الى امطار غزيرة واقتلاع اشجار وسقف مركز طبي في بلدة اوسكالوسا. وفي اوكلاهوما ضرب اعصار قوي بلدة كوابو.
وقالت كيلي كاين من هيئة ادارة الطوارئ في اوكلاهوما لوكالة انباء ـ"فرانس برس" "لقد تضرر العديد من المنازل والمباني، وبعضها دمر".
ونقلت عن بعض مسؤولي الطوارئ المحليين قولهم، ان محطة اطفاء دمرت، وان أضرارا سجلت في القسم الشمالي من البلدة.
ودمرت عشرات المنازل ايضا في كانساس المجاورة رغم ان مسؤولي الولاية لم يعلنوا عن أية إصابات.
وحذرت مصلحة الارصاد الجوية الوطنية من عواصف قوية في وسط وجنوب الولايات المتحدة في الايام المقبلة.
وتشهد الولايات المتحدة نحو 1200 اعصار سنويا، يتركز القسم الاكبر منها في ولايات الوسط الاميركي، حيث السهول الشاسعة وحيث تتصادم كتل هوائية متضادة.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.