الملف الكيماوي السوري أمام مجلس الأمن في ظل تهديد موسكو بالعودة إلى «الفيتو»

مشروع القرار الفرنسي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات

الملف الكيماوي السوري أمام مجلس الأمن في ظل تهديد موسكو بالعودة إلى «الفيتو»
TT

الملف الكيماوي السوري أمام مجلس الأمن في ظل تهديد موسكو بالعودة إلى «الفيتو»

الملف الكيماوي السوري أمام مجلس الأمن في ظل تهديد موسكو بالعودة إلى «الفيتو»

هددت روسيا أمس على لسان فلاديمير سافرونكوف، نائب مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، باللجوء مجددًا إلى استخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار أممي يفرض عقوبات على النظام السوري لاستخدامه الأسلحة الكيماوية. إذ قال سافرونكوف - الذي خلف مؤقتًا المندوب الراحل فيتالي تشوركين - للمراسلين الصحافيين إثر اجتماع مغلق لمجلس الأمن: «لقد شرحت موقفنا بوضوح كبير لشركائنا... إذا أدرج فسنستخدم حق الفيتو».
وكان مجلس الأمن قد عقد أمس جلسة مغلقة للبحث في تقارير مخصصة للملف الكيماوي السوري وسط تسريبات عن إمكانية التصويت على مشروع قرار فرنسي، أجّل مرات عدة، في بداية الأسبوع المقبل يفرض عقوبات صارمة على عسكريين في الجيش السوري. ووفق التسريبات فإن بريطانيا وفرنسا، اللتين انضمت إليهما الولايات المتحدة لاحقًا، أصرتا على اتخاذ إجراءات حول مشروع قرارهما الذي قدمتاه الشهر الماضي، الذي يسعى إلى فرض عقوبات على النظام السوري لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
ويقضي مشروع القرار بفرض عقوبات على المسؤولين العسكريين لاستخدام الأسلحة الكيماوية غير مرة. إلا أن التهديد الروسي بالعودة من جديد لاستخدام «الفيتو» دفاعًا عن نظام بشار الأسد، كان يظلل المساعي. وجاء كلام سافرونكوف ليؤكد ذلك، وفي نص مشروع القرار تقترح الدول الغربية في المجلس فرض حظر على بيع الهليكوبترات العسكرية للنظام السوري وفرض عقوبات على 11 شخصية سورية و10 شركات مرتبطة بالهجمات الكيماوية.
وكانت «آلية أممية» مشتركة مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، مهمتها تحديد المسؤولين عن استخدام المواد الكيماوية سلاحا في الحرب السورية، قد أكدت أن هليكوبترات سورية أغارت على 3 مواقع في إمكان وتواريخ متفرقة. وقالت «الآلية» في تقريرها الذي بحثه المجلس الجمعة إن السلطات السورية رفضت حتى الآن تسليمها أسماء الضباط المسؤولين عن تلك الأفعال، وهم من العاملين، في قواعد جوية.
ووفق ما جاء في تقرير قدمته فيرجينا غامبا، رئيسة «الآلية المشتركة»، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن «فريق القيادة قرر أن القوات المسلحة العربية السورية شاركت في استخدام المواد الكيماوية السامة كأسلحة وأن طائرات الهليكوبتر التابعة لها قد استخدمت لإلقاء براميل متفجـرة في تلك الحالات الثلاث». وحدد الفريق أيضا القاعدتين الجويتين في محافظة حماه وحميميم (محافظة اللاذقية)، اللتين تسيطر عليهما قوات النظام والميليشيات الحليفة، على أنهما القاعدتان الجويتان اللتان انطلقت منهما الهليكوبترات. وأما فيما يتعلق بالحادث الذي وقـع في مدينة مـارع، بمحافظة حلب، فلقد قرر فريق القيادة أن تنظيم داعش نفذ الهجوم الكيماوي علـى مارع واستخدم فيه عـدة قذائف مدفعية مملوءة بالخردل الكبريتي.
والجدير بالذكر، هنا، أنه إذا نفذت موسكو تهديدها الأسبوع المقبل باستخدام «الفيتو» لإسقاط مشروع القرار فستكون هذه المرة السابعة التي تستخدمه خلال الأزمة السورية.



الجيش الأميركي: مقاتلات «إف-35» شاركت في ضرب الحوثيين

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

الجيش الأميركي: مقاتلات «إف-35» شاركت في ضرب الحوثيين

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)

كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.

وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.

وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.

تصد للهجمات

أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.

وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.

مقاتلات «إف-35» الأميركية تمتلك قدرات حربية غير مسبوقة (أ.ب)

وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».

ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.

22 غارة

وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

طوربيد بحري استعرضه الحوثيون أخيراً زاعمين أنه بات ضمن أسلحتهم (إعلام حوثي)

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.