«هيومن رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بعرقلتها

الدولة العبرية منعت باحثًا بدعوى «تحيزه للفلسطينيين»... و17 منظمة تتضامن

«هيومن رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بعرقلتها
TT

«هيومن رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بعرقلتها

«هيومن رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بعرقلتها

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، السلطات الإسرائيلية بعرقلة نشاطاتها لفحص خروقات حقوق الإنسان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بسبب رفض منح تأشيرة عمل لباحث من المنظمة، بزعم أنه «يخدم الدعاية الفلسطينية».
وقالت المنظمة إنها تنشط في 90 دولة في العالم، «وقلما تصطدم بأنظمة حكم تدعي الالتزام بالديمقراطية وتعرقل نشاطاتها». وأضافت أنها «تقوم منذ سنوات بتشغيل باحث من قبلها يعمل على فحص خروقات حقوق الإنسان في إسرائيل، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم نشر النتائج التي توصل إليها. وفي أعقاب مغادرة الباحث، الذي عمل في إسرائيل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة لسنوات عدة، قدمت المنظمة، قبل سبعة أشهر، طلبًا للحصول على إذن عمل لبديل له، وهو مواطن أميركي من أصل عراقي يدعى عمر شاكر. وخلال هذا الأسبوع، رفضت سلطة السكان والهجرة الطلب».
وأصدرت 17 منظمة إسرائيلية وأجنبية غير حكومية، بينها فرع منظمة «العفو الدولية» في إسرائيل و«كسر الصمت»، بيانًا أمس عبرت فيه عن «تضامنها مع عمر شاكر وزملائه في هيومن رايتس ووتش». وقال البيان الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «لا إغلاق الحدود أمام منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والناشطين، ولا إجراءات أخرى تتخذها الحكومة الإسرائيلية بحق منظمات تنتقد الاحتلال، ستردعنا عن مواصلة المحاسبة عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل».
وكتب مدير شعبة منح التأشيرات في دائرة الخدمات للمشغلين والعمال الأجانب في سلطة السكان والهجرة موشي نكاش، إن «وجهة نظر وزارة الخارجية تشير إلى أن النشاط المعلن للمنظمة والتقارير التي تصدرها سياسية، وتخدم الدعاية الفلسطينية تحت شعار حقوق الإنسان، وبناء عليه فقد تم رفض الطلب». وأشار إلى أنه «بموجب موقف وزارة الخارجية، فإن أعضاء اللجنة الاستشارية لفحص طلبات العمل لعمال أجانب مختصين قدمت توصية برفض الطلب، وتبنى المدير العالم لسلطة السكان والهجرة هذه التوصية».
وادعى الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون، أن «القرار اتخذ بسبب أجندة المنظمة المتطرفة والمعادية لإسرائيل». ورأى أن «هيومن رايتس ووتش» قد «وضعت نفسها في خدمة الدعاية الفلسطينية»، وإنها «تعمل بشكل جلي وواضح وقاطع ومنحاز جدًا ضد إسرائيل. ولهذا السبب تقرر عدم منح تأشيرة عمل لشخص يصل إلى البلاد بهدف واضح، وهو المس بإسرائيل وسمعتها». وأكد أن القرار اتخذه «كبار المسؤولين في الخارجية». ورفضت المنظمة هذه الاتهامات، أمس، وأشارت إلى أنها على اتصال مع السلطات الإسرائيلية، وبضمنها وزارة الخارجية.
المعروف أن أقطاب اليمين في الحكومة الإسرائيلية قرروا رفع درجة الهجوم على مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية، منذ انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وخلال زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الشهر، تحدث مع الرئيس ترمب عن «دور الأمم المتحدة في العداء لإسرائيل». واتفقا على «ضرورة تغيير منهج التعامل مع مؤسسات الأمم المتحدة والتصدي لكل نشاط عدائي ضد إسرائيل».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.