صالح كان ينفذ {عكس اقتراحات} مركز دراسات وزارة الدفاع

العميد عبيد: الإنفاق على البحث يساوي 2 % من موازنة القبائل

العميد علي ناجي عبيد (تصوير: بدر الحمد)
العميد علي ناجي عبيد (تصوير: بدر الحمد)
TT

صالح كان ينفذ {عكس اقتراحات} مركز دراسات وزارة الدفاع

العميد علي ناجي عبيد (تصوير: بدر الحمد)
العميد علي ناجي عبيد (تصوير: بدر الحمد)

كشف العميد علي ناجي عبيد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع اليمنية أن نصيب البحث والدراسات في اليمن إبان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح كانت تشكل اثنتين في المائة من ميزانية شؤون القبائل، الأمر الذي يوضح المنهجية التي اتبعها الرئيس السابق في تطويع القبيلة على حساب البحث والعلم.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس المخلوع صالح أسس الجيش اليمني لحمايته وليس البلاد، مشيرًا إلى أن معظم القادة فيه كانوا عبارة عن مستثمرين تضخمت ثرواتهم خلال أكثر من ثلاثة عقود.
وأضاف: «في زمن المخلوع صالح بناء الجيش كان في اتجاهين كلها لحماية السلطة، الأول بناء جيش مباشر في العاصمة صنعاء، وفي المدن الرئيسية مثل عدن، تعز، حضرموت، مأرب والتي يوجد بها قصر جمهوري، وهي قوات الحرس الجمهوري وقوات رديفة لها هي الأمن المركزي، وهاتان القوتين لحماية السلطة مباشرة، إلى جانب بعض الوحدات في القوات البرية للجيش اليمني التي يُعيَّن فيها أشخاص من أقاربه».
ويضيف عبيد «الجزء الثاني من الجيش جعله مشتتا في مناطق نائية لا يستطيع الحركة، يستلمون رواتب، ويطلق عليه البعض جيش (الرديات) بمعنى أن يكون هناك لواء مسجل في كشوفات الرواتب 4 آلاف فرد، لكن في الحقيقة يكون هم 800 فرد فقط، والعدد المتبقي يتسلم رواتبه قائد اللواء، ولذلك القادة صامتون لأنهم مستثمرون، وإذا أراد اللواء الحركة لا يستطيع الحركة قيد أنملة، لا ذخيرة ولا قاطرات أو وسائل نقل لكنه مثمر بالنسبة للقائد».
وبيّن العميد علي أن مركز الدراسات بوزارة الدفاع تأسس في الأكاديمية العسكرية العليا للقوات المسلحة اليمنية عام 2007. لكن لم تحدد له ميزانية حتى اليوم بحسب تعبيره، وقال: «ميزانية البحث العلمي في الدولة بشكل عام اثنتان في المائة من ميزانية شؤون القبائل، أليس هذا الأمر مضحكًا، نحن لا نسخر من القبيلة، بقدر ما استخدم ذلك للقياس».
واستدرك بقوله: «في الأصل مراكز الدراسات والأبحاث في الوطن العربي بشكل عام هي آخر ما يفكر فيه، وإن وجدت هناك أبحاث فأماكنها الأدراج، لو أن هناك اهتماما بمراكز البحوث فإن ذلك يعني الاهتمام بالعقل وأن القرار على مختلف المستويات سيكون مدروسا، ونتجنب الكثير من المشاكل التي نواجهها اليوم ونتقدم للأمام».
رغم كل الصعوبات والتحديات، أوضح عبيد أنهم استطاعوا تشغيل مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع بميزانية تشغيلية توازي 3 ملايين ريال يمني سنويا، وذلك من خلال استضافة باحثين يمنيين وعرب وأجانب، وعقد الكثير من حلقات النقاش والدورات المتخصصة، إلى جانب تقديم مقترحات لأصحاب القرار في الدولة.
وكشف العميد علي ناجي أن السلطات إبان حكم صالح كانت تنفذ عكس المقترحات التي يوصي بها مركز الدراسات التابع لوزارة الدفاع، وتابع: «قضية صعدة وأسبابها كانوا يريدون عدم دراستها، ولم يؤخذ بمخرجات الدراسات التي قمنا بها حولها، كذلك موضوع الصناعات العسكرية، ونحن في وسط البحث عن هذا الموضوع سمعنا الخبر من الإذاعة فجأة يعلن عن الهيئة الوطنية العليا للصناعات الحربية».
وأردف «مع الأسف كان يؤخذ بعكس ما نقدم من مقترحات، ففي القضية الجنوبية ومقاربتها أوضحنا أن الحل ليس أمنيًا بل يجب النظر في الأبعاد الأخرى الاقتصادية والاجتماعية وإعادة المرشحين قسرا من وظائفهم».
وأكد رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع أن صالح تعمد كذلك إدخال وحدات الجيش في حروب صعدة لئلا يشكل عليه أي خطر، وأضاف: «أَدخل جزءا من الجيش في الحروب بصعدة، وجاءت الهيكلة لمعالجة هذا الوضع، لكنها واجهت صعوبات لأن الفترة كانت قصيرة».
ويرى العميد عبيد أن الجيش الوطني والمقاومة في بعض الجبهات الدائرة حاليًا مع الانقلابيين تحتاج إلى تغيير في أسلوب القتال، مبينًا أن الجبهات الوعرة تحتاج لطريقة غير تقليدية، لافتًا في الوقت نفسه أن الانتصارات في المخا والساحل الغربي نشطت بقية الجبهات وبدأت تتحقق انتصارات في تعز والضالع، وصعدة وغيرها.



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».