توجه لحل «مغاوير البحر» بعد تعرض موكب رئاسي لـ«التشبيح»

تم خلال زيارة الأسد للقرداحة في الذكرى السنوية لوفاة والدته

توجه لحل «مغاوير البحر» بعد تعرض موكب رئاسي لـ«التشبيح»
TT

توجه لحل «مغاوير البحر» بعد تعرض موكب رئاسي لـ«التشبيح»

توجه لحل «مغاوير البحر» بعد تعرض موكب رئاسي لـ«التشبيح»

بعد تعرض موكب قيادي كبير في النظام السوري لعملية «تشبيح» أثناء مروره في محافظة اللاذقية، أمر رئيس النظام السوري بشار الأسد بسحب مئات الجنود السوريين من ميليشيا «مغاوير البحر» الداعمة لقواته العاملة في اللاذقية والشمال السوري، فيما أشارت معلومات إلى التوجه إلى حل هذه الميليشيا. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى احتدام التوتر بين قيادة النظام في دمشق وميليشيات «صقور الصحراء» و«مغاوير البحر» في اللاذقية، اللتين يقودهما رجل الأعمال أيمن جابر وشقيقاه محمد وإبراهيم الجابر، وازداد التوتر أخيرا على خلفية قيام إبراهيم الجابر بـ«التشبيح» على موكب قيادي كبير في النظام السوري، كان في اللاذقية، ورشقه بالسباب والشتائم، وقال «المرصد» إنه غير متأكد عما إذا كان القيادي الكبير هو بشار الأسد أم شقيقه ماهر.
ولفت «المرصد» إلى «أن موكب إبراهيم تعارض مع موكب القيادي الكبير، فقام إبراهيم جابر بتوجيه الشتائم والسباب إلى ضابط برتبة عقيد، كان مسؤولاً عن مرافقة موكب القيادي»، وقال «المرصد» نقلا عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة»: إن «إبراهيم الجابر الذي كان يستقل سيارات فارهة بصحبة مرافقيه، أبدى امتعاضه وغضبه من موكب مرَ على مقربة من خط سير موكب الجابر، فما كان من إبراهيم الجابر إلا أن وجه أوامره للموكب الآخر بالتوقف ووجوب إفساح المجال لمرور موكبه، موجهًا السباب والشتائم للعقيد المسؤول عن مرافقي الموكب الآخر».
في المقابل، قالت مصادر محلية في اللاذقية إن موكب الرئيس الأسد تعرض للتشبيح من قبل إبراهيم جابر لدى اعتراض مرافقي جابر موكب بشار الأسد أثناء زيارته وعائلته مدينة القرداحة قبل نحو أسبوعين، وتم وإطلاق الرصاص على سيارات الرئاسة، بعدها تم اعتقال إبراهيم الذي تعرض للضرب من قبل مرافقي الرئيس، كما تم استدعاء شقيقه أيمن جابر إلى دمشق للتحقيق معه حول انتشار ظاهرة «التشبيح» في اللاذقية.
وكان أيمن جابر، قائد «مغاوير البحر»، المدعوم من موسكو، قد كرّم من قبل الجيش الروسي بعدما أطلق اسم الضابط الروسي القتيل الذي أسقطت طائرته «أوليغ بيشكوف» على إحدى العمليات التي قادها في ريف اللاذقية، فيما تشير معلومات إلى أن ضباط إيرانيين يشاركون في تدريب «صقور الصحراء» ويمدونها بالسلاح.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا السلوك الغاضب والمسيء، الذي اعتاد عليه أهالي اللاذقية ومن ثم عموم السوريين بمصطلح «التشبيح»، هو السلوك السائد والمعتاد من قبل قادة وعناصر الميليشيات المدعومة من النظام. وبحسب مصادر من الأهالي في اللاذقية، إن «المدنيين من السكان لا يجرؤون على الاقتراب من مناطق تواجد هؤلاء، بسبب سلوكياتهم الإجرامية واللاأخلاقية، ويوميا هناك حوادث إهانات وإذلال للناس، وأكثرها اعتيادا حوادث الخلاف على أحقية المرور في الشوارع». ولفتت المصادر إلى أن هذه الحادثة عادية وتتكرر كثيرا، إلا أن ما هو غير عادي أن يكون الموكب الآخر لقيادي في النظام أعلى مرتبة من قيادي ميليشيات الصقور والمغاوير.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن هذه الحادثة بين الموكب وشقيق قائد «المغاوير» و«الصقور» أدت إلى غضب قيادة نظام بشار الأسد، وصدر أمر بسحب «أكثر من 900 عنصر من قوات النظام، وهم من الجنود الذين يؤدون الخدمة الإلزامية، ويؤدون خدمتهم ضمن صفوف (مغاوير البحر)، في حين أبقت قوات النظام على العناصر المتطوعة ضمن صفوف هذه الميليشيات»، وذلك بعد اعتقال إبراهيم جابر ومرافقيه ومصادرة سياراته.
وأكدت المصادر لـ«المرصد»، أنه يجري العمل نحو التوجه لحل «مغاوير البحر»، على الرغم أن هذه الميليشيات مع صقور الصحراء جرى تدريبها روسيًا، ومدعمة من قبل القوات الروسية، وكان لها دور كبير في معارك تدمر وريف اللاذقية ومدينة حلب.
وهذه الميليشيات التي تدعمها روسيا شاركت في معارك حلب، وكانت في مقدمة جحافل التعفيش والنهب الذي طال الأحياء التي تمت استعادة السيطرة عليها من قبل قوات النظام.
مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يظهر إلى العلن الخلافات بين قياديي «صقور الصحراء» و«مغاوير البحر»؛ إذ كان قد تم الكشف في يوليو (تموز) الماضي عن خلافات حادة بين منذر الأسد، ابن عم، رئيس النظام، وأيمن جابر بعد شنّ رجال منذر الأسد، هجومًا مباغتًا على المبنى الذي يقطن فيه أيمن جابر وشقيقه محمد، كما أشارت مصادر مقربة من أيمن جابر إلى خلاف كبير بينه وبين منذر الأسد، بسبب محاولة نجل منذر قتل أيمن جابر وإصرار الأخير على النيل منه؛ ما دفع منذر إلى إخفاء ابنه في قرية القرداحة التي تنحدر منها عائلة الأسد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.