شمس الصيف الحارة.. ومخاطرها على بشرة العربيات

«الكَلَف» والبقع البنية من أكثر المشكلات التي تعاني منها المرأة

المرأة العربية
المرأة العربية
TT

شمس الصيف الحارة.. ومخاطرها على بشرة العربيات

المرأة العربية
المرأة العربية

من أكثر المشكلات التي تعاني منها المرأة العربية هي تصبغ البشرة أو الكلف والبقع البنية التي غالبا ما تنتشر عند منطقة الخدود وعند الجبين وفوق الشفاه، على الرغم من الإعلانات المكثفة عن مساحيق وكريمات مبيضة للبشرة تعد بالتخلص من هذه المشكلة الحقيقية التي تؤثر على مظهر البشرة ونفسية السيدات، خاصة بعدما يقعن في مصيدة بائعات مساحيق التجميل من دون أي فائدة تذكر.
فإذا ما سألت أي امرأة عربية عن أكثر ما يزعجها في مظهر بشرتها فسيكون جوابها، عدم التمتع بلون بشرة موحد؛ إذ تظهر البقع البنية في مناطق معينة.
وللاطلاع على هذا الموضوع الذي يكثر الكلام حوله في هذا الوقت من العام، خاصة أننا على أبواب الصيف، استشرنا الدكتور الفرنسي جورج رومان في عيادته الواقعة بشارع ديفونشير القريب من شارع هارلي الملقب بـ«شارع الطبابة» في لندن.
ويقول د. رومان إن هذه المشكلة شائعة جدا في منطقة الشرق الأوسط، وإنها تعود إلى عدة أسباب؛ منها المناخ الحار والتعرض لأشعة الشمس، والسبب الآخر قد يكون ناتجا عن حالة وراثية أو خلل هرموني، كما أنه من الممكن أن تظهر البقع البنية على البشرة بسبب التقدم في العمر أو الحمل، ولكن لكل هذه الحالات حلولها المناسبة. وشدد رومان على أهمية تحديد الحالة قبل البدء في العلاج، لأنه لا يجوز اتباع أسلوب موحد لمعالجة كل المرضى، فهناك عدة عوامل يجب النظر إليها؛ منها: السن، ولون البشرة، ونوعية الجلد، محذرا من خطورة تبني حل جذري من دون التأكد من جاهزية البشرة لنوع معين من العلاج.
الدكتور جورج رومان، فرنسي الجنسية يقيم بين لندن وباريس، ويزور دبي بشكل مستمر، اكتسب شهرة واسعة في مجال معالجة البشرة وشد الوجه من خلال استعمال تقنيات حديثة لا حاجة فيها للخضوع إلى عملية جراحية، وهو أول من طور تقنية الـ«فراكسيل» التي تساعد على التخلص من البقع البنية وتصبغ البشرة، وابتكر قناعا لتبييض البشرة يستعمل مع جلسات للـ«فراكسيل» من دون التدخل الجراحي.
وأضاف رومان أنه في كثير من الأحيان تؤدي العلاجات بواسطة الليزر أو التقشير الكيميائي إلى مضاعفة المشكلة وجعل لون البشرة أغمق، لذا يجب التنبه إلى مسألة اختيار الطبيب المعالج والعلاج نفسه.
وشرح رومان عن اختلاف العلاجات بحسب كل حالة، وبدأ بعلاج التقشير الكيميائي chemical peel الذي يستخدم برأيه في حالات مستعصية عندما تكون البقع داكنة جدا ومتمكنة من الجلد، ولكن لا يصلح هذا العلاج مع اللاتي يتمتعن ببشرة رقيقة، وهناك أيضا علاج الـ«درما بريجن» Dermabrasion الذي يعمل عن طريق سنفرة البشرة بواسطة جزيئات صغيرة من الكريستال تساعد على التخلص من الجلد الميت، غير أن تلك الأنواع من العلاجات لا يوصى بها للمرضى من منطقة الخليج، فهي تناسب أكثر أصحاب البشرة البيضاء والأوروبيات، أما العلاج بواسطة الضوء IPL فهو طريقة أخرى جيدة للتخلص من البقع لأن الضوء يستهدف الخلايا التي تفرز مادة الميلانين الموجودة في طبقات الجلد العميقة، وهذا العلاج مفيد أيضا للتخلص من البقع ليس فقط في منطقة الوجه بل أيضا على اليدين والعنق وحتى الكتفين.
وعندما بدأنا الحديث عن العلاج الذي يتناسب مع أنواع البشرات كافة، ابتسم رومان، وقال: الـ«فراكسيل هو الأفضل»، فالمعروف عن رومان أنه أول من طور هذا العلاج لدرجة أن هذا العلاج أصبح مرادفا لاسمه في أوروبا وحتى في الشرق الأوسط، فهذا العلاج مفيد جدا، ويشرح عنه رومان بالقول إنه يجري تحديد كيفية العلاج بالـ«فراكسيل» عن طريق معاينة الحالة وتحديد عدد الجلسات المطلوبة، وأكد أن مظهر البشرة يتحسن بواقع 20 في المائة من الجلسة الأولى.
هذا العلاج من شأنه إيقاظ مادة الكولاجين المسؤولة عن ظهور البشرة بشكل شاب ونضر، وهذه المادة تتضاءل مع التقدم في السن، وأهمية هذا العلاج أنه يساعد على تجديدها وتنشيطها وتهيئة البشرة لمراحل العلاج المقبلة وصولا إلى القناع المبيض الذي طوره بنفسه.
الـ«فراكسيل» يعمل عن طريق جهاز يعمل على توزيع موجات ضوئية بمستويات مختلفة، لكن موجهة إلى منطقة معينة لإزالة الجلد المتضرر مع المحافظة على طبقاته السطحية غير المتضررة بعدم التعرض لخلاياها وقتلها.
أما عن علاج الـ«ميزو فراكس» Meso Frax فهو يقوم بمهمته عن طريق جهاز أشبه بماكينة الخياطة، ويقوم بوخز الوجه بشكل سريع ويضخ الفيتامينات مباشرة في طبقات عميقة من الجلد، وهذا العلاج من شأنه إعطاء البشرة نضارة واضحة من الجلسة الأولى، وفي كثير من الأحيان لن تكون المريضة بحاجة لأكثر من ثلاث جلسات وبعدها تخصص جلسة لوضع القناع المبيض لمدة خمس ساعات، تقوم المريضة بغسله في البيت لاحقا.
ويشدد رومان على أهمية اتباع المريضة إرشادات الطبيب، «وإلا فقد نعود إلى المربع الأول ونبدأ عملية الكر والفر من جديد»، لذا يجب الالتزام باستعمال الكريمات التي يوصي بها الطبيب الأخصائي وعدم التعرض لأشعة الشمس خلال وبعد الانتهاء من العلاج.
العلاج بالـ«ميزو فراكس» لا يتسبب في أوجاع تذكر، فهو سريع لا يتعدى دقائق معدودة. ومن أضراره الجانبية احمرار البشرة لفترة قصيرة جدا ويختفي بالكامل في غضون 24 ساعة.
ويحدد الدكتور رومان كيفية توزيع الجلسات وعددها بحسب حاجة المريض ونوعية البشرة.
وعن العلاجات الجديدة في عالم التجميل بعيدا عن العمليات الجراحية، حدثنا رومان عن مفهوم جديد يطبقه في عيادته بلندن، وهو شد الوجه عن طريق استخدام جهاز يبث أشعة فوق صوتية تساعد على شد الوجه، ويعرف هذا العلاج بـ«Double Lift»، وهذا العلاج يعد قفزة نوعية في عالم التجميل، خاصة شد الوجه المترهل من دون الحاجة إلى الجراحة، ويمكن استعمال هذا العلاج في منطقة الوجه والفكين والجبين والعينين وحتى منطقة الصدر حيث تبدو معالم الشيخوخة أكثر بروزا.
وبالحديث عن الرجال والتجميل، أكد رومان أن «عدد الرجال الذين يخضعون لعلاجات تجميلية آخذ في التزايد، ولو أنه لا يزال أقل من عدد السيدات، ولكن هناك اهتمام كبير من قبل الجنس الخشن أيضا».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».