دعم ألماني للسراج... وحفتر «مستعد للتعاون» مع واشنطن

وليد فارس لـ «الشرق الأوسط» : حملة ترمب تواصلت مع الجيش الليبي

دعم ألماني للسراج... وحفتر «مستعد للتعاون» مع واشنطن
TT

دعم ألماني للسراج... وحفتر «مستعد للتعاون» مع واشنطن

دعم ألماني للسراج... وحفتر «مستعد للتعاون» مع واشنطن

أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعربت لرئيس الحكومة فايز السراج، خلال لقاء جمعهما أول من أمس، على هامش «مؤتمر ميونيخ للأمن»، عن دعم بلادها للمجلس الرئاسي ولحكومة الوفاق الوطني، والسعي إلى إيجاد أفضل الحلول للخروج من الأزمة السياسية الراهنة.
وقال مكتب السراج في بيان إن ميركل «أكدت أن حكومتها مستعدة لتقديم المساعدات الممكنة كافة للنهوض بالبلاد ودعم القطاع الأمني والاقتصادي والخدمي». ولفت إلى أن «المحادثات تطرقت إلى سبل التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وتدريب الحرس الرئاسي والهجرة غير الشرعية، ودعم مجال الطاقة وقطاع الصحة والتعليم».
في المقابل، عبر قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر عن استعداده للتعاون مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لافتًا إلى أنها «لطالما تحدثت عن مكافحة الإرهاب دون أي تردد». وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، إلى أن روسيا تسعى إلى رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي. وأشاد بدور مصر في مواجهة جماعة «الإخوان المسلمين»، فيما كرر اتهاماته لقطر وتركيا بـ«دعم المتطرفين في ليبيا».
وكشف مستشار ترمب للشؤون الخارجية خلال حملته الانتخابية وليد فارس لـ«الشرق الأوسط»، عن حدوث اتصالات غير معلنة بين مسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة والجيش الليبي قبل تولي ترمب السلطة رسميًا. وقال: «جرى تواصل بين مقربين من الإدارة وقيادة الجيش الليبي... حتى خلال الحملة الانتخابية، كان هناك بعض الاتصالات من مستشارين في الحملة عبر السفارة الليبية في واشنطن ومسؤولين ليبيين من الأطراف كافة، للاطلاع على الأوضاع الميدانية وتكوين صورة واضحة عما يجري هناك». وأضاف: «ليس هناك حتى الآن موقف علني رسمي من شخص المشير حفتر، لكنّ هناك اتجاهًا عامًا داخل إدارة ترمب فيما يتعلق بالمنطقة عمومًا، وليبيا خصوصًا، وهو العمل مع الأطراف التي تواجه (داعش) و(القاعدة) والميليشيات الجهادية والمتطرفة. هذا الأمر معروف في المبدأ من الناحية السياسية». لكنه لفت إلى أن الموقف من اللاعبين على الأرض في ليبيا «سيتبلور في الأسابيع والأشهر المقبلة»، مشيرًا إلى أن الإدارة «تطلع على تقارير الإدارة السابقة والتقارير الدولية».
ولفت إلى أن «ملف الإرهاب في ليبيا سيكون مطروحًا على طاولة المحادثات التي سيجريها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ترمب في واشنطن قريبًا». وأضاف: «سننتظر ذلك اللقاء والنتائج التي ستسفر عنها مباحثات الرئيسين لمعرفة ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة بالتعاون مع مصر وبقية الشركاء لمساعدة الشعب الليبي في حربه ضد الإرهاب».
من جهة أخرى، قال ناطق باسم رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إنه التقى أمس في مدينة الإسكندرية رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، وناقشا «عددًا من النقاط المهمة من أجل حلحلة الوضع الحالي والوصول إلى توافق سياسي على تعديل اتفاق الصخيرات».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.