أعلنت حركة الشباب المتطرفة في الصومال، أمس، مسؤوليتها عن أول هجوم بقذائف الهاون تعرضت له منطقة سكنية بالقرب من مقر الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، في العاصمة مقديشو، خلال تسلمه منصبه رسميًا، أول من أمس، من سلفه المنتهية ولايته حسن شيخ محمود.
وقالت مصادر أمنية إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأصيب أربعة آخرون عندما سقطت القذائف على منطقة سكانية بالقرب من مقر الرئاسة، المعروف باسم فيلا الصومال في العاصمة. وهذا هو أول هجوم تشنه عناصر حركة الشباب المتطرفة في المدينة، منذ تولي فرماجو السلطة رسميا، علما بأن مراسم تنصيبه كرئيس للبلاد لمدة السنوات الأربع المقبلة ستتم وسط إجراءات أمنية مشددة، يوم الأربعاء المقبل. وأعلنت الحكومة وقفًا مؤقتًا لكل الرحلات الجوية الداخلية والدولية إلى مطار مقديشو بسبب حفل التنصيب، الذي سيحضره رؤساء عدد من الدول وممثلو الحكومات العربية والأجنبية، بالإضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية والاتحادين الأفريقي والأوروبي والأمم المتحدة.
وتعهد فرماجو لدى تسلمه مهام منصبه بإعادة بناء الجيش الوطني الصومالي لإنهاء الاعتماد على قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم)، البالغ تعدادها 22 ألف جندي، التي أشاد بجهودها لتحقيق الأمن والاستقرار. واعتبر أن قوات «أميصوم» ستعود إلى بلدانها إذا تمكن الجيش الصومالي من إنهاء استعداداته وبات جاهزًا لتولي زمام الأمور والحفاظ على سلامة البلاد.
والتقى فرماجو، أمس، مع السفير الأميركي لدى الصومال ستيفن شوارتز، حيث ناقشا، حسبما قاله فرماجو عبر تغريدة عبر موقع «تويتر»، ضرورة الاستجابة لحالة الجفاف التي تمر بها البلاد، بالإضافة إلى ملف إصلاح القطاعات الأمنية.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) حثت، أمس، على الإسراع في تقديم المساعدات العاجلة لضحايا الجفاف والقحط في الصومال، تفاديًا لتكرار المجاعة التي ضربت البلاد منذ خمس سنوات، وأدت إلى وفاة نحو 250 ألف شخص. وحذرت المنظمة من مغبة وقوع ما وصفته بكارثة إنسانية في الصومال، في ظل توقعات بقلة الأمطار في شهر أبريل (نيسان) المقبل، مما سيؤدي إلى نفوق الآلاف من المواشي ونزوح الرعاة والمزارعين إلى القرى أو المدن.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه يقوم حاليًا بتعبئة ونقل مساعدات غذائية منقذة للحياة بشكل سريع للنازحين في جنوب الصومال، بعد ساعات من تحذيره المشترك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة (يونيسيف) من أن انعدام استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق، فإن البلد الأفريقي قد يدمره الجفاف.
وفي مؤتمر صحافي عقد بجنيف أمس قال لوران بوكيرا، ممثل «اليونيسيف»، إن الجفاف ينتشر الآن في جميع أنحاء الصومال على نحو يهدد بقوة الفئات الضعيفة من السكان، بعد أن عانى هؤلاء طوال عقود من الصراع، وأضاف أن 2.6 مليون شخص، أي نحو نصف سكان البلاد، يواجهون انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون للدعم.
ولفت ممثلو برنامج الغذاء العالمي و«اليونيسيف» إلى الحاجة لتوفير تمويل بمبلغ 450 مليون دولار أميركي لتمكين المنظمتين من تقديم المساعدة العاجلة المطلوبة خلال الشهور المقبلة. وكان فرماجو قد دعا، بالإضافة إلى الحكومة الصومالية السابقة، الدول العربية والمجتمع الدولي إلى الإسهام بفاعلية في الجهود الهادفة إلى إنقاذ ضحايا الجفاف الحاد الذي يضرب مناطق شاسعة من البلاد.
«الشباب» تتبنى مسؤولية أول هجوم بعد تولي فرماجو رئاسة الصومال
«الفاو» تحذر من كارثة إنسانية بسبب الجفاف
«الشباب» تتبنى مسؤولية أول هجوم بعد تولي فرماجو رئاسة الصومال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة