أمل حجازي: نفتقد مخرجين مبدعين في مجال الفيديو كليب

قالت الفنانة أمل حجازي إن الأغنية الفرحة التي تحمل جرعة من السعادة للناس أصبحت تشكّل ضرورة على الساحة الفنيّة العربية اليوم، وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الناس عانت بما فيه الكفاية من الحزن والقساوة، في ظل أعمال الإرهاب والقتل والدمار السائدة في مختلف دول العالم، لا سيما في منطقتنا. ولذلك أجد أن من شأن هذا النوع من الأغاني أن يحمل لهم بعض الفرح، فيأخذهم إلى عالم البسمة، ويخفف من أجواء التشنج السائدة في حياتهم اليومية»، وتابعت: «هذا الكم الكبير من الحزن الذي عشناه في الآونة الأخيرة يدفعنا إلى التوجه نحو أعمال فنية خفيفة تحمل لنا الترفيه بدل المعاناة، شرط أن تحمل المستوى المطلوب».
وعما إذا كانت أغنيتها الأخيرة «ده حبيبي» تأتي ضمن هذا السياق، أجابت: «نعم، هذا صحيح، فلقد أردت أن أضفي لمسة سعادة، ولو من خلال أغنية قصيرة، فقدمت هذه الأغنية، مبتعدة عن نوعية الأغاني التي سبق أن قمت بها في الفترة الأخيرة، والتي كانت تحاكي الناس وقلوبهم المتعبة، إن بكلماتها أو بألحانها. وأعتقد أنني نجحت بذلك، لا سيما أن الفيديو كليب الذي يرافقها ترجم هدفي هذا، من خلال موضوع جميل خفيف الظل أتقنه المخرج بعينه الثاقبة».
تعاونت أمل حجازي في هذه الأغنية مع المخرج فادي حداد، فقدمها في صورة ملونة وزاهية تختلف عن تلك التي رأيناها فيها في أعمال مصورة سابقة، وعن ذلك تقول: «موضوع الفيديو كليب بشكل عام يدور حول فتاة حالمة تعيش قصة حب جميلة، تدور في أجواء شبابية حلوة، فرسمت الابتسامة تلقائيًا على شفاه مشاهديها».
النجاح الذي حققته أغنيتها المذكورة لم يمنع أمل حجازي من إبداء رأيها في موضوع المخرجين الموجودين حاليًا على الساحة الفنية: «برأيي، إننا نعيش فترة ركود في هذا المجال بالذات، إذ نفتقد حاليًا إلى أفكار جديدة في عالم إخراج الأغنية، ولذلك نلاحظ نوعًا من التكرار في عملية تصوير الأغاني بشكل عام، فصرنا نشعر بحاجتنا الكبيرة إلى الابتكار والإبداع في هذا الشأن».
وعن المخرج الذي يلفتها حاليًا على الساحة، وترغب في التعاون معه في عملها الجديد، أجابت: «بصراحة، ليس هناك من يلفتني بالتحديد، وكل ما أستطيع قوله إن الساحة بحاجة إلى مخرج بمستوى الراحل يحيى سعادة، فهذا الأخير كان ينبض دائمًا بأفكار خارجة عن المألوف، توازي بأهميتها ومستواها تلك التي نشاهدها لمخرجين أجانب. فأعمالنا المصورة اليوم يشوبها الرتابة، التي نسميها في عالمنا بالـ«كليشيه». فنحن نتوق إلى أفكار توازي بحداثتها عصر انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يسمّيها البعض بـ«الشعطة الفنية» التي يجب أن يتحلى بها المخرج بشكل عام، ليحدث الفرق في هذا المجال».
وعما يستفزها حاليًا على الساحة، قالت: «أكثر ما يستفزني هو أسلوب الترويج الإعلاني السائد حاليًا في وسائل الإعلام، الذي لم يعد يفرق بين مستوى فنان وآخر، مما جعلهم سواسية تحت رايته. وهذا الأمر غير عادل بتاتًا، إذ لا يمكن أن يتم الترويج مثلاً لحلول فنانة إغراء، أحيانًا كثيرة لا تملك موهبة الغناء، ضيفة على برنامج معين بالطريقة نفسها التي يتم فيها الترويج لفنانة عريقة لديها جمهورها العريض واسمها المتألق على الساحة الفنية العربية بشكل عام. فهذا اللاتوازن في عملية الترويج أحدث «خربطة» في شكل القاعدة الفنية، ووضعت الصالح والطالح في السلة نفسها، وهو أمر غير مقبول، إذ إن هناك سلم أولويات تحيط بالفنان النجم، لا يصح تطبيقها على فنان من الدرجة الخامسة، مع احترامي للجميع».
وأعلنت الفنانة اللبنانية أنها بصدد التحضير لأغنية جديدة، تنوي إنزالها في الأسواق مع بداية الصيف، مشيرة إلى أن موضوع دخولها مجال التمثيل ما زال غير وارد لديها، في ظل مستوى أعمال الدراما المنتشرة في الآونة الأخيرة، وعلقت: «لقد تلقيت عروضًا كثيرة في هذا المجال، إلا أنها لم تستهوني. فحتى اليوم، لم أجد نفسي في هذا النوع من الأعمال التي أتمنى أن تتحسّن مع الوقت كي أجد سببًا لتبديل رأيي، والمشاركة فيها».
ولا تتابع أمل حجازي أعمال الدراما العربية بشكل عام، وتقول: «عادة ما أتابع أعمال الدراما التركية. وأخيرًا، شاهدت واحدة من حلقات المسلسل اللبناني «أمير الليل»، فلم أستطع الحكم عليه كما يجب، إلا أنه وحسب ردة فعل الناس، نال إعجابهم به، كما أنه حقق نسبة مشاهدة لا يستهان بها».
وعن موجة انتشار ظاهرة المغني الممثل التي نشهدها منذ فترة، أجابت: «تحقق أعمال الدراما في أيامنا الحالية انتشارًا أوسع من الأغنية بشكل عام، فالناس ما عادت تهتم بالأغنية كما في الماضي، حتى أن موقع الأغنية تراجع بشكل ملحوظ، إن في سوق الحفلات أو في سوق مبيعات الألبومات، وهذا الأمر لا ينطبق على بلادنا العربية فحسب، بل على الدول الغربية أيضًا. فالمدخول المادي الذي كان يتمتّع به أهل الغناء في الماضي لا يشبه مدخولهم اليوم. ولذلك، نجد غالبية أهل الطرب تحولوا إلى تقديم البرامج التلفزيونية الفنية، أو المشاركة في برامج الهواة، كأعضاء لجان تحكيم، وأيضًا كممثلين في أعمال درامية. أشياء كثيرة تغيرت في عالم الغناء، حتى أنه بالكاد صرنا نسمع عن نجاح أغنية معيّنة، وبأنها ضربت ونجحت، وكل هذه الأمور مجتمعة ساهمت في انتشار هذه الظاهرة التي اعتبرتها موجة مؤقتة ليس أكثر».
وعما إذا كانت تتابع أعمال السينما اللبنانية، قالت: «في الحقيقة، أنا مقصرة في هذا الشأن، إلا أنني في المقابل لا أفوت مشاهدة أي عمل سينمائي توقعه المخرجة نادين لبكي، ولكني أنوي قريبًا مشاهدة فيلم (اسمعي) لفيليب عرقتنجي، الذي وصلتني عنه أصداء جيدة».