مورينيو بدأ يجني ثمار نضوج بول بوغبا

خيارات مدرب مانشستر يونايتد الخططية ازدادت مع تطور أداء اللاعب الفرنسي

مورينيو راض عن تطور بول بوغبا مع خططه (إ.ب.أ)
مورينيو راض عن تطور بول بوغبا مع خططه (إ.ب.أ)
TT

مورينيو بدأ يجني ثمار نضوج بول بوغبا

مورينيو راض عن تطور بول بوغبا مع خططه (إ.ب.أ)
مورينيو راض عن تطور بول بوغبا مع خططه (إ.ب.أ)

عندما سئل المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو عن السبب وراء نجاح فريقه في الحفاظ على نظافة شباكه في آخر أربع مباريات، أشاد المدير الفني البرتغالي بأداء مدافعي الفريق، قبل أن يتطرق لدور لاعبه الفرنسي بول بوغبا، قائلا: «لقد لعب بتوازن كبير في آخر مباراتين. إنه يلعب بعقله وينجح في استخلاص كثير من الكرات، كما يتمركز بشكل رائع داخل المستطيل الأخضر».
في الحقيقة، دائما ما يشيد كثيرون بمهارات وإمكانيات بوغبا، لكن مورينيو يركز هذه المرة على الالتزام الخططي للاعب الفرنسي، وهو الأمر الذي قد يزيد من الخيارات التكتيكية المتاحة أمام مانشستر يونايتد.
ورغم أن أداء أغلى لاعب في العالم ما زال يمثل لغزا للجميع حتى الآن، إلا أنه ظهر بشكل أفضل في المباراة الأخيرة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على واتفورد، وأظهر خلالها أنه قادر على تحمل المسؤولية والقيام بواجباته الدفاعية على نحو أفضل. وقدم بوغبا لمحات فنية رائعة ظهرت بقوة في هجمتين للفريق، كما كان في كثير من الأحيان هو اللاعب القادر على تسريع وتيرة اللعب من خلال لمساته الساحرة وتمريراته الرائعة. ولعل الشيء الجديد في الأمر هو أن بوغبا قد قدم هذا الأداء اللافت في الوقت الذي كان يلعب فيه مانشستر يونايتد بلاعبين فقط في خط الارتكاز، متمثلين في بوغبا وأندير هيريرا. لقد دفع مانشستر يونايتد 89 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع اللاعب الفرنسي الذي لم يثبت بصورة قطعية أنه يمكنه تقديم أداء جيد عندما يلعب الفريق بلاعبين اثنين فقط في خط الوسط.
وخلال مشواره مع مانشستر يونايتد أو يوفنتوس أو حتى منتخب فرنسا، لم يكن بوغبا يظهر بمستوى جيد إلا عندما يكون هناك ثلاثة لاعبين في خط الوسط. وعندما حاول مورينيو في البداية الدفع ببوغبا في وسط الملعب إلى جوار لاعب واحد فقط، كان ذلك بمثابة نقطة ضعف واضحة للفريق، وخير مثال على ذلك ما حدث خلال مباراة مانشستر يونايتد أمام مانشستر سيتي في سبتمبر (أيلول) الماضي عندما ترك بوغبا زميله مروان فيلايني وحيدا في منتصف الملعب أمام خط وسط مانشستر سيتي القوي، وهو ما أدى إلى استحواذ الأخير على منتصف الملعب تماما في شوط المباراة الأول، قبل أن يتدخل مورينيو في الشوط الثاني.
ويبدو أن مورينيو قد اقتنع تماما بأهمية تأمين خط وسط الفريق بلاعبي ارتكاز إضافيين إلى جانب بوغبا، فمنذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بدأ المدير الفني البرتغالي يعتمد على مايكل كاريك في منتصف الملعب. ورغم أن مانشستر يونايتد لم يخسر أي مباراة في الدوري الإنجليزي شارك فيها كاريك بشكل أساسي، فإن كاريك، وهو القائد الثاني في الفريق، لم يشارك بصفة أساسية إلا في ثلاث مباريات فقط من آخر سبع مباريات لمانشستر يونايتد. وحتى خلال آخر مشاركتين له مع الفريق، استبدل كاريك في الشوط الثاني ونزل بدلا منه لاعب يتمتع بميول هجومية أكبر.
وبعدما كان كاريك لاعبا أساسيا على مدى عقد من الزمان، بات يلعب الآن دور التأمين الدفاعي لفترة معينة في المباراة بهدف إضافة القوة والصلابة لخط وسط الفريق، قبل أن يتخذ مورينيو خطوة جريئة ويقرر تغيير الطريقة التي يعتمد عليها الفريق من 4 - 3 - 3 إلى 4 - 2 - 3 - 1 مستفيدا من تطور أداء بوغبا من الناحية الدفاعية، وهو الشيء الذي بات يمنح مانشستر يونايتد خيارات تكتيكية وخططية أكثر.
إن هذا التطور الدفاعي في أداء بوغبا قد ساعد مورينيو على الدفع بأربعة لاعبين في الخط الأمامي، فأمام ليستر سيتي استعان المدير الفني السابق لتشيلسي بماركوس راشفورد، وفي مباراة واتفورد اعتمد على أنطوني مارسيال في دور المهاجم الرابع، وهو الأمر الذي لم يكن يحدث عندما كان بوغبا موجودا كلاعب ارتكاز ثالث في خط المنتصف. وتألق مارسيال في مباراة واتفورد وصنع الهدف الأول لخوان ماتا، قبل أن يحرز الهدف الثاني بنفسه.
وعندما يقوم بوغبا بواجباته الدفاعية، يمكن لمورينيو حينئذ أن يدفع بصانع ألعاب في منتصف الملعب، مثل هنريك مخيتاريان، الذي كان اللاعب الأبرز أمام ليستر سيتي، لكن ربما يكون هذا الدور محجوزا للاعب الفرنسي أنطوان غريزمان الموسم المقبل. ولو ساعد بوغبا مورينيو على إشراك لاعب هجومي آخر، فسوف يساعد ذلك مورينيو على تحقيق أهدافه، والتي تتضمن، كما قال في إحدى المقابلات التلفزيونية، تقديم كرة القدم الجميلة المعروف بها مانشستر يونايتد.
وإذا كان واين روني أول لاعب من النجوم القدامى يفقد مركزه الأساسي في الفريق بعد التعاقد مع بوغبا، فإن كاريك قد انضم إليه بعد تغيير مورينيو لخطة اللعب. ولا يزال مورينيو مترددا بشأن تجديد التعاقد مع كاريك، الذي ينتهي عقده الصيف المقبل وسيكون عمره حينئذ 36 عاما. وحتى لو كان بوغبا لا يجيد إلا عندما يلعب بجواره لاعبا ارتكاز، فالأفضل للقيام بهذا الدور في منتصف الملعب هو هيريرا الذي يتمتع بحيوية أكبر من كاريك.
ومع ذلك، يجب أن يكون مورينيو حذرا للغاية، لأن خطته الجديدة قد نجحت أمام واتفورد وليستر سيتي الأسبوع الماضي، في حين لم يلعب أي مباراة أمام أحد فرق المقدمة من دون ثلاثة لاعبين كمحور ارتكاز في منتصف الملعب منذ مباراة الفريق أمام مانشستر سيتي. وفي مثل هذه المراحل، يجب أن تكون الأولوية للحذر، لكن الدلائل تشير إلى أن مورينيو يشعر خلال مواجهة الفرق الأقل في المستوى بأن النضج المتنامي لبوغبا يسمح له بتغيير طريقة اللعب إلى 4 - 2 - 3 - 1. وإذا كان من المفترض أن تجلب 89 مليون جنيه إسترليني لاعبا قادرا على صناعة الفارق، فربما حدث ذلك بالفعل ولكن بشكل أقل من المتوقع.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.